هذا العنوان، هو جزء من آية كريمة وردت في سورة البقرة:
(لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (273)) صدق الله العظيم.
فيا أيها المتصدقون، ويا أصحاب الزكوات في هذا الشهر الفضيل: اقرأوا هذه الآية، وتدبّروا معانيها، وبمن نزلت-نزلت في المهاجرين من مكة الى المدينة في صدر الإسلام- وستجدونها تكاد تنطبق على الكثير من أبناء الشعب السوري-مع الفارق في المكانة مع صحابة رسول الله- هؤلاء السوريون الذين أُخرجوا من ديارهم بغير حق، لا لجريمة ارتكبوها، فقط لأنهم انتفضوا على الظلم والظالم وطالبوا بالحياة الحرة الكريمة التي أرادها الله لعباده.
هؤلاء السوريون الذين ألقت بهم الأقدار في ديار الآخرين، كانت لهم في وطنهم دور وممتلكات، ومزارع ومصانع، ووظائف ومتاجر،وأبناء وعوائل، وهاهم اليوم قد أصبحوا في مهب الريح، ليس لهم إلاّ الله وما تجود به أيادي المحسنين.
هؤلاء السوريون هم من أكثر الناس أنفة وعزة، فلا تذلّوهم ولا تخذلوهم، هم من أكثر الناس تقديساً للعمل، مبدعون في كل المجالات، وليسوا بالواهنين المتواكلين، لكن تقطعت بهم السبل وألجأتهم الحاجة إلى طلب المساعدة من الغير، فالله الله بهم أيها المتصدقون، وبأطفالهم وبشيوخهم وبمرضاهم،
وأختم بدعاء الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم :
“اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل ومن الجُبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال”.
