مقالات

سرقة الفرس للحضارة العربية العيلامية

عادل السويدي

رئيس المكتب السياسي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز
عرض مقالات الكاتب

كما أوضحنا في كتاباتنا الموضوعية المتكررة، وتنقيباتنا العلمية السابقة عن (الحضارة العيلامية السامية التي أنشأها العرب الأحوازيون أصحاب الأرض الأصليون)، فإن حبل كذب المستشرقين الأوروبيين وأقزامهم الذيول الفرس المتخلفين قصير وإن طال . . . والتزوير لابد له من نهاية.

نكتب هذه الحكم التاريخية، ونضع أمامكم إحدى المقاطع المرئية التي اجتهد بها أحد مثقفي الحضارة العراقية الساطعة، الذي يلقي بأضوائه وشروحاته المسنودة بالمصادر العلمية على الحضارة العيلامية السامية (المنسية)، ويثبت من خلال النصوص الدينية والقرآن الكريم وربطها بالأبحاث العلمية الرصينة والاستخلاصات الملموسة حول النشأة الأولى للبشر “العرب الساميين” أبناء سيدنا نوح الخمسة (عليهم السلام) الذين سكنوا المنطقة الشرقية العربية، وأصبحت منذ ذلك التاريخ هي أرض الأنبياء والرسل، ثم لتصبح مهداً للحضارات البشرية الأولى التي كانت زاخرة بالعمران والبناء وانبثاق اللغة الكتابية والرسم، والتوثيق اليومي وقوننة الحياة المعاشة فيها على أسس الإدارة المدنية والعسكرية والاقتصادية بين الحاكم والمحكوم.
خصوصاً في قسمها الحضاري الجامع ببلاد الرافدين وعيلام …

في هذا المقطع المرئي يتحدث هذا المثقف العراقي الذي لم نستطع معرفة اسمه الكامل … يتحدث حول العلاقات الحضارية في التاريخ القديم؛ ليكشف من خلاله أبعاد العلاقات الحضارية والوشائج الكثيرة والكثيفة التي جمعها التاريخ القديم في سياق علمي معروف وموثوق بين الحضارتين لبلاد الرافدين وعيلام.

ومن خلال التوضيحات الكثيرة والجميلة، والمشاهد التي يعرضها في المقطع التوضيحي حول التزوير الواسع الذي لحق بهذه الحضارة العربية “عيلام”، ومن خلال الخرائط والمخطوطات فإنه يرد علمياً على محاولات تزوير التاريخ الذي تعمّد في نسجه المستشرقين الأوائل قبل حوالي 400 عام، ثم أتقنه منهم الفرس الذين تعود جذورهم إلى كونهم مجرد مرتزقة اِستجلبوا للمنطقة وأصبحوا يجاورون “عيلام” وبلاد الرافدين -كما يقول البروفيسور الإيراني الدكتور ناصر بوربيرارـ كمرتزقة في الحروب وجُلِبوا من جبال قفقاس.

ولم يجد الفرس أفضل من هذه الأكذوبة للتغطية على واقعهم الذي استجلبوا من أجله من شمال آسيا كمرتزقة في سبيل زجهم بالقوات اليهودية التي نزعت نحو العدوان على حضارة “عيلام” وتدميرها، وزحفوا تالياً بالتخريب نحو وادي الرافدين، وهو ما حصل بالضبط في القرن العشرين حينما أقدمت بلاد فارس = إيران بالزحف العسكري المدعوم غربياً في العام 1925م باحتلالها للقطر العربي الأحوازي (عيلام)، لتزحف عسكرياً وبمعية الغرب كذلك بعدها نحو بلاد الرافدين واحتلاله وتدمير دولته واستقراره.

كما برهن على تلك الحقيقة الباحث الإيراني الحصيف الدكتور ناصر بوربيرار، الذي أجزم بأن الفرس لم يكونوا أصحاب(حضارة) في أي مقطع زمني، بل كانوا أصحاب (إمبراطورية عسكرية) والتحكم بالشؤون العدوانية العسكرية، والرمح القاتل ضد جوارها العربي بدءاً من “عيلام” ومروراً بأرض الرافدين، ثم الانتشار في المنطقة العربية تهريباً وتلويثا.

ثم يعرض هذا المثقف العراقي الحصيف على أهم مكون أساسي للحضارات، ومن ثوابتها في التاريخ القديم، ويقول: (إن الحضارات تلك كانت تقام على الأنهر العذبة والجو المعتدل)، فجاء بالحضارة الفرعونية المصرية القديمة التي نشأت على (نهر النيل)، كما أن حضارات بلاد الرافدين (البابلية والكلدانية والسومرية والآكادية وغيرها هناك) نشأت على ضفاف نهري (دجلة والفرات)، ثم يثبت تلك المقاييس على الحضارة العيلامية السامية التي كانت إحدى النتاجات الطبيعية لحضارات بلاد الرافدين، إذ أن حضارة “عيلام” نشأت على نهر (كارون أو الدجيل).

ثم يسترسل بتوضيحاته، ويستند على الأدلة العلمية في أن الكتابات التي احتوتها الآثار كانت مكتوبة باللغة (الآرامية)، وهي لغة العيلاميين وبلاد الرافدين السامية في ذلك العهد القديم، أي أن ((الحضارة الفارسية)) التي يتغنى بها هؤلاء القوم لم تكن قد احتوت على (اللغة) و (العمران) الذاتي كتمييزهم وإبداعهم مقارنة بباقي الحضارات التي سبقتهم، أو التي عاصرتهم، أو حتى التي جاءت من بعدهم.

إن ما جاء في هذا المقطع من خرائط ومخطوطات ومشاهد وصور قديمة وحديثة هو نظرة متفحصة ودقيقة، تميط اللثام عن الأكاذيب الكثيرة والمتعمدة على الجغرافية الأحوازية الراهنة، التي تشير الآثار التاريخية إلى معالمها العربية السامية الأساسية، وما يستقطبه كل ذلك من اختلاف نوعي وكمي مع الاحتلال الفارسي البغيض.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الفرس يا اخي الكريم يملكون حضارة مزورة !! من قبل المستشرقين الذين قاموا بتزوير التاريخ تعمدا لصالح الفرس .. الفرس لم يكن لديهم حرف يكتبون به فأخذوا الأحرف من الحضارة في بلاد الرافدين ( السومريون ) ومن بعدهم الآشوريين تاريخهم كله كذب ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى