مقالات

من المستفيد من زيارة قيس سعيد لمصر ؟

أنور الغربي

الأمين العام لمجلس جينيف للعلاقات الدولية والتنمية
مستشار سابق في رئاسة الجمهورية
عرض مقالات الكاتب

حتى لا نعطي الأمر أكثر مما يستحق من الأهمية وحتى لا يفهم البعض أن زيارة الرئيس قيس سعيد إلى نظيره عبد الفتاح السيسي يمثل انقلابًا عن الثورات العربية وقيمها الإنسانية المرتكزة على مفاهيم العدالة والكرامة الإنسانية ؛وحقوق الإنسان ،وبالنظر لما سبق الزيارة من تواجد وحضور غير عادي لللوبي الذي يعمل لصالح الأجندة الفرنسية وبلدان التطبيع العربي، وبالرغم من مدة الزيارة الطويلة فإني أطمئن الأشقاء العرب وكل العقلاء بأن المسار الديمقراطي يتدعم ويتقوى ولا داعي للهلع مطلقًا وأذكر بالآتي:
أن لدى الرئيس سعيد بعض الصلاحيات المحددة بالدستور، وهو ملزم بالتنسيق الكامل مع رئيس الحكومة لتنزيل أي سياسات أو توجهات للدولة التونسية وتركيبة الوفد المرافق ستبين لنا إن كانت الزيارة هي زيارة دولة ووجب النظر إليها بجدية أم زيارة للرئيس وأعضاء في ديوانه وتابعيه.
البرلمان التونسي هو الجهة الوحيدة المخولة للموافقة على أي اتفاقات تلزم تونس .
مطلوب من سفارة تونس في مصر، والسيد وزير الخارجية إعلام رئيس الحكومة بكل خطوة تلزم الدولة التونسية ،وتنسيق المواقف حتى لا تبقى خطب الرئيس وزياراته مجرد “حديث مقاهي” عند التنزيل
كنت أشرت بأن زيارة الامين العام للجامعة العربية للسيد الرئيس قيس سعيد كانت أهدافها غامضة واستبعدت حينها فرضية أن تكون من أجل البناء لصالح الشعوب والقضايا العربية وكتبت سابقًا بأن الجامعة أصبحت أحد أذرع وفروع الديبلوماسية لدى النظام المصري، واليوم يتبين بأن أحد أهداف الزيارة كان وضع اللمسات الأخيرة لزيارة سعيد التي ستدوم 3 أيام.
صحيح أن مغادرة الرئيس للبلاد يوم عيد الشهداء يدل على أن الرجل يعمق ما عرف عنه ويؤكده، وهو رؤيته الخاصة لتاريخ تونس وشهدائها ولكن مثل هذا السلوك لن يزيد التونسيين إلا تعلقًا بتاريخهم والبحث أكثر عن فضاعات وجرائم فرنسا في البلاد ؛وليس نسيانها أو ازدراؤها كما يفعل البعض.
أجد شخصيًا صعوبة كبيرة في فهم أداء الرئيس ولكن المهم أن هذا درس بليغ يجب أن تتعلم منه الشعوب العربية جيدًا ،وتزيد من تشبثها وتمترسها في تبنيها للنظام الديمقراطي الذي يمكن الشعب من الاختيارومن الخطأ ومن الإصلاح والبناء على أسس تحترم القيم وتحترم العقل الانساني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى