مقالات

الحمق الإعلامي!

أ.د فؤاد البنا

أكاديمي ورئيس منتدى الفكر الإسلامي
عرض مقالات الكاتب

من المشاكل التي تعترض مسار إعلام الشرعية ومقاومة الانقلاب، أن إعلاميين كثيرين منهم يعتقدون أنهم ما داموا مع الشرعية ويحبون الجيش الوطني ويكرهون الانقلاب الحوثي؛ فإنهم أحرار في أن يقولوا ما يبدو لهم من دون أي ضابط وأن حريتهم مكفولة من دون أي سقف، وأنه لا حرج عليهم في أن ينقدوا من يشاؤون وقتما يريدون كيفما يرون، ومن دون أي تفريق بين أوضاع الحرب وأوضاع السلم!
وربما لا يعرف هؤلاء أن المرجفين في العادة هم من أصحاب القضية، لكن انفعالهم أو حمقهم يدفعهم لقول ما لا ينبغي أو لقول بعض الحق في المكان أو الزمان الخاطئين.
وربما كانت هناك إشارة إلى هذا المعنى في قوله تعالى:

{لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا}،

فالتهديد هنا لثلاثة أصناف يتولون إشاعة الهزيمة النفسية وسط صفوف المؤمنين، وكعادة القرآن في الترتيب المتدرج، فقد بدأ بالمنافقين وثنى بالذين في قلوبهم مرض، ثم أورد المرجفين.
ويفيد السياق بأن المرجفين ليسوا من المنافقين ولا من الذين في قلوبهم مرض، وكأنهم من المسلمين الحمقى الذين يسيئون وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا، بسبب نشرهم لمعلومات ورؤى تفت في عضد المؤمنين وتسهم في خلخلة صفوفهم، مهما كان قصدهم شريفا ونيتهم نظيفة، فالعبرة بمآلات القول وعواقب الفكرة أو المعلومة التي تم نشرها في الوقت غير المناسب!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى