مختارات

أين هم أهل السنة الذين تستنجدون بهم؟!

د. هاني السباعي

مدير مركز المقريزي للدراسات التاريخية بلندن.
عرض مقالات الكاتب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد.

صرخات واستغاثات عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بسبب تعذيب الروافض والنصيرية لسنة سوريا ولبنان واليمن والعراق! ويصرخ مسكين أين أهل السنة من معاناتنا؟! أين أنتم يا إخواننا؟!

بالطبع لا جواب سوى العويل!! وما العجب في ذلك! فسنة بورما يعذبهم البوذيون حرقا وذبحا واغتصاباً وتشريدا علانية! وسنة تركستان الشرقية لا بواكي لهم! تمنعهم الصين من صوم شهر رمضان وفي اضطهاد مستمر! وفي انقراض سكاني رهيب! وسنة أفريقيا الوسطى وتشامبيا وكشمبير وتايلاند والفلبين وأفغانستان والشيشان! والعراق التي ذبح فيها آلاف السنة بلا رحمة تحت الحماية الأمريكية والإيرانية!! ولايزال الروافض يسفكون دماء سنة العراق!

وفلسطين وسوريا التي قتل نظام البعث النصيري الرافضي المسنود غربياً بقتل أكثر من نصف مليون مسلم سني سوري ولا يزال الذبح مستمراً في سوريا!

ومصر قتل واغتصاب وحرق وسجن الآلاف بلا هوادة! والمغرب الإسلامي بأسره؛ ليبيا تونس الجزائر المغرب موريتانيا!!.

ما العجب! وما الاندهاش! في أن سنة سوريا ولبنان واليمن وغيرهم يعذبون بأيدي النصيرية والروافض وغيرهم!..

فمن الذي مكن لحزب اللات والروافض في لبنان! أليس الحكومات العلمانية العربية المحسوبة زوراً على أهل السنة! ومن الذي تولى كبر إضعاف سنة لبنان أليس حكومة الحرمين! والخليج! أليس آل سعود هم من تعاونوا مع الأمريكان والغرب والشرق في إدخال الجيش السوري إبان حكم المقبور الهالك حافظ الأسد إلى لبنان! أليس هم من دجنوا سنة لبنان وميعوهم عقدياً!

سنة لبنان ليسوا وحدهم غما وتعذيباً! فكلنا في الهم شرق! فالسنة في الهم واحد! لقد  صارت سنة عامة لمسلمي أهل السنة في العالم؛ مذابح محارق مشانق في مشارق الأرض ومغاربها؛ رمتهم  ملل الكفر قاطبة بقوس واحدة!.

وإذا كنا نقول إن أهل السنة مليار وثلاثمئة مليون! فهذا العدد غثاء كغثاء السيل إلا من رحم ربي! عدد لا يسمن ولا يغني من جوع! سنة متفرقون متشرذمون مطايا لكل من هب ودب!!

فمن هم أهل السنة حسب هذه الاحصائة! سنقسمهم على النحو التالي:

أولاً: الصوفية أعدادهم لا يستهان بها!؛ تيجانية، شاذلية، قادرية، نقشبندية، برهانية، أحمدية، رفاعية، خليلية، إدريسية، كركرية، خلوتية، دسوقية، وغيرهم كثير؛ بجميع طرقهم وراياتهم المزركشة بألوان خزعبلاتهم؛ هم عبارة عن مخدرات للشعوب!، وجسور للطغاة والمحتلين لبلاد الإسلام إلا ما ندر!. فحسب هذا التعداد كل من انتسب لأهل القبلة وليس شيعياً في وقتنا المعاصر يعدونه سنيا! مع أنه ليس كل ما يلمع  ذهباً! وليس كل ما يبرق فضة! لكن هكذا يحشرون عباد القبور والمشعوذين ضمن إحصائية أهل السنة! عجب عجب!

ثانياً: المؤسسات الدينية الرسمية المحسوبة على أهل السنة؛ كالأزهر والأوقاف وهيئات كبار العلماء والمجامع الدينية السنية في العالم الإسلامي!؛ ما هي إلا منابر للطواغيت وتعبيد الناس لظلم حكامها! فشيوخها ـ إلا من رحم ربي ـ مشاعل حرق لأهل السنة، وحرب على المجاهدين؛ “مشيخات” سنية؛ ضالة، معاول هدم، ضد كل من يعترض على الطاغوت الذي عينهم في هذه الهيئات!.

 إنهم سحرة موظفون يحسنون جرائم الحاكم! شيوخ محسوبون على أهل السنة تحت الطلب! يسبحون بحمد أي حاكم! ولو كان هذا الحاكم يعبد اللات والعزى! ويعبد الشيطان الرجيم!.

ثالثاً: الأنظمة الحاكمة الجاثمة على صدر الأمة التي تحكم باسم باسم إبليس! أليست محسوبة زورا على أهل السنة؟! هي وجيوشها الجرارة وشرطتها وقضاتها وإعلامها وشيوخها، وقسوسها، وكهنتها، وسحرتها، وأحزابها؛ أليس كل هؤلاء عبابيد الشيطان وفراخه محسوبين على أهل السنة!

رابعاً: السلفية الانبطاحية المنزلية دعاة حبس الإسلام في المساجد والزوايا! ودع قيصر يفعل بالأمة الأفاعيل! أليسوا محسوبين على أهل السنة!؛ أليست سلفية التخدير العقدي محسوبة على أهل السنة بل يزعمون أنهم حماة السنة! رغم أن الطاغوت يستخدمهم للتدليس والتلبيس على السنة.

خامساً: المجلسيون متعاطو الدمقرطة وإدمان الحزبية الغربية! بغية الوصول للحكم بغير ذت الشوكة! فتخلوا عن الشوكة ووسائلها ولاذوا بالدمقرطة وألاعيبها التي طحنتهم طحناً، وأهانتهم وضيعتهم، وسلبت الحكم منهم؛ حيث ظنوا أن الدمقرطة ستثبت أركانهم وأفكارهم! ومن ثم يحكمون بالإسلام متوهمين أن الباطل غافل عنهم! لا يفتر ولا يهدأ للمكر بهم! وما حدث بالجزائر ومصر وغيرها ليس عنا ببعيد!..

سادساً: عوام السنة: وهم السواد الأعظم في تعداد أهل السنة! فهم للأسف عوام تائهون، حائرون، أتباع كل ناعق!غسل إعلام الإفساد أدمغتهم؛ وهو إعلام محسوب إحصائياً على أهل السنة! وصاروا أقرب لسلخ مشوه محسوب بالاسم على أهل السنة! يصدقون الأكاذيب ولو كانت صادمة للعقول!!

سابعاً: المجاهدون: وهم رأس حربة الدفاع عن حياض الإسلام وملح أهل السنة! بل ورئتها التي تتنفس بها بها الأمة عقيدة وعزة وسؤددا. فالمجاهدون! بمثابة قارب نجاة وسط أمواج بشر متلاطمة من أهل السنة! فرغم قلتهم والمؤامرات ضدهم إلا أنهم سطروا صحائف من ضياء! نعم سطروا صحائف من ضياء، وهم يواجهون الشيطان وحزبه في كل مكان! لكن يا للحسرة وقعت الواقعة وحدث ما لم يكن في الحسبان! لقد بيت الشيطان لهم بليل حيث باض إبليس وفرخ سمومه في حظيرة الغلاة! فكانت الفتنة العمياء والداهية الدهياء قد أطلت برأسها!

فتنة استطار بها العدو فرحاً! واغتم بها المؤمنون حسرة وألماً! كانت الفتنة شاخصة في تنظيم الدولة أليسوا محسوبين في تعداد أهل السنة! تنظيم الدولة الذي شوه الإسلام، وشرخ الجهاد، ومزق الممزق الذي كنا نأمل أن يلتئم؛ فكفّروا وفجّروا وذبحوا قادة المجاهدين وشبابهم!!.. لاحول ولا قوة إلا بالله! أربعوا على أنفسكم أفيقوا رحمكم الله! لا تذهبوا بعيداً بصراخكم أين أهل السنة! من يعثر عليهم يخبرنا! أين السنة! أين رجالها! أماتوا جميعاً ومات الخبر! مناداة الميت والاستعانة والاستغاثة به حرام! استغيثوا واستعينوا بالله وحده!.

ملاحظة نشر هذا المقال في موقع المقريزي في 4 رمضان 1436هـ ـ 21 يونية 2015

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى