ثقافة وأدب

عصافير

عبد العالي كويش (أبو المعالي)

شاعر وأديب من المغرب
عرض مقالات الكاتب

عصافير

عيناكِ مُعْشَبتانِ
والشفَقُ الخَجولُ على انتظارِكِ
مُوجِِعٌ للقلبِ
تزدحمُ النوارسُ في اتجاهاتِ الجَنُوبِ
وأنتِ شاخصةٌ
كأنكِ نجمةٌ سهرانةٌ
في شُرْفةِ الليلِ الكئيبْ

ما بينَ حُلْمكِ والمنافي
وردةٌ للفقدِ
مُشرَعةٌ على الماضي
وحبُّكِ طائرٌ يخشى النزولَ
إلى الحقيقةِ
أو يُحاوِلُهُ
فيبتكرُ الهروبَ إلى المرافئِ
لا خيارَ سوى الرحيلِ
ولا ملاذَ سوى المَغيبْ

عيناكِ نافِذَتانِ
للذكرى
ومِجدافانِ
فانتفضي على الريحِ العَصيّةِ
واذهبي في موْكبِ الأقمارِ
سيّدةَ الجراحِ
لتصنعي أفْقاً جديداً
كالعصافيرِ الشريدةِ
حينَ تكتشفُ الوجيبْ

قد موّجتْكِ الأغنياتُ
وبعثرتْكِ على رَصيفِ العُمْرِ
أجنحةً من العشقِ القديمِ
خُطىً
تسيرُ بلا هُدىً وسَطَ الغُبارِ
كبِرْتِ
إلا أنَّ مِرآةَ الفجيعةِ ما تزالُ شظيَّةً
في الروحِ
يا امرأةً من الماضي
تُعتِّقُ في حقائبِ حُزْنِها
كأساً من الحُبِّ العجيبْ

البحرُ أزرَقُ
مثلَ قلبِكِ
تكتبينَ قصيدةً والريحُ تَمْرُقُ
بيْنَ شوقي وانتظارِكِ
بيْنَ دمعي وابتسامِكِ
بينَ هذا الرَّمْلِ والشوْكِ الكثيفِ
تَلاطُمُ الأمواجِ في خدَّيكِ
بَلَّلَ ورْدتي
وانتابَني لوْنُ اغترابِكِ
قلتُ للوادي:
لماذا لا يَمَوتُ الموْتُ
مثل أحبّتي
أوّاهُ
لا أحدٌ يُجيبْ

  • اللوحة التعبيرية للفنان العالمي اسعد فرزات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى