مقالات

أقنعونا وأقنعونا !

سوسن الزعبي

باحثة إسلامية سورية.
عرض مقالات الكاتب

أقنعونا .. أن المرأة لن تتحرر إلاّ بالعرّي والإختلاط بالرجال !

أقنعونا.. أننا لن نتطور إلاّ بتقليد الغرب !

فقلدناه بالفساد وبالانحلال الأخلاقي وليس بالعلم والصناعات !

أقنعونا .. ان لم نرتد ملابس ذات ماركات عالمية مشهورة لانستحق التقدير والإحترام !

أقنعونا .. أن لم نأكل بالشوكة والسكين وباليد اليسرى بخلاف السنّة .فنحن قوم همج متخلفون رجعيون حتى لو كنّا نحمل أعلى الشهادات من أرقى الجامعات العالمية !! أقنعونا… كي تستحق وصف بأنك انسان راقٍ عليك إذا دخلت مطعم أن تترك نصف الطعام الذي وضعته في طبقك ! واياك ثم اياك أن تأكل كل الطعام ليكون ماتبقى مصيره سلّة المهملات حينها أنت إنسان متحضّر جداً! بينما الإسلام علّمنا كلوا واشربوا ولا تسرفوا .. أقنعونا .. أن الأب الحضاري هو الذي يسمح لإبنته بالخروج مع صديقها الشاب وان لم يسمح فهو إنسان معقّد بحاجة لطبيب نفسي ! أقنعونا .. أن الإكتفاء بولد أو اثنين هو من صفات العائلات الراقية وقد تبيّن أن الهدف هو تقليل نسل المسلمين وتشجيع بقية الطوائف على كثرة الإنجاب ليكونوا الأكثرية في بلادنا ليكون الحكم لهم! أقنعونا .. أن التحدث بلغة أجنبية وبعض الكلمات العربية من صفات الطبقة المخملية الغنية المتحضرة . وان تحدثت بلغتك الأم فأنت شعبي متخلّف جاهل ! أقنعونا .. ان دراسة الطب باللغة الإنكليزية طريقنا للتفوق والنجاح . وان درسنا بلغتنا سيكون طريقنا الفشل الذريع ! بينما أكثرية دول العالم يتعلّم طلابها الطب بلغتهم الأم ولم تخشى الفشل مثلنا ! لِمَ نحن فقط نتعلم بلغة غير لغتنا بحجة الفشل ! ولم نسمع عن فشل الدول الأخرى وتخلفهم بالطب والعلوم ؟! أقنعونا وأقنعونا ونحن نستمع ونطيع ونخضع وننفذ !! وكأنه لاعقول لنا ولا فكر ولا دين ولا ثقافة ولا علم ولا تاريخ ولا تراث !

متى سنعلن الحرب ونتحرر من هذه العبودية القاهرة ؟.. لو فتّش كل واحد منا عن نفسه لوجد أنه يؤمن ويطبّق بعض هذه القناعات ان لم تكن تطبّق جميعها عند البعض الآخر بكل أسف .. هل أنا ياترى على خطأ أم على صواب بتلك الملاحظات ؟ الحديث يطول ويطول لكن اكتفيت ببعضها فقط ربما توقظ بعض العقول لتعلن الثورة ضد تلك القناعات المستوردة وأكثرها مخالف لديننا وقيمنا وأخلاقنا . صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام . حين قال ” لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراع بذراع ؛ لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى