مقالات

قوس قوة الأمة الإسلامية

أ.د فؤاد البنا

أكاديمي ورئيس منتدى الفكر الإسلامي
عرض مقالات الكاتب

من قراءتي للآيات الكريمة وما صح من الأحاديث النبوية في فضائل البلدان وأحاديث البشارات والنذارات؛ يبدو لي أن القيادة الأكثر نجاعة للأمة الإسلامية تكمن في العرب، ولا نقصد بالعرب الجنس الذي ينحدر من قحطان وعدنان، وإنما من يتقنون التحدث بالعربية، كما قال صلى الله عليه وسلم: 《ليست العربية بأب وأم وإنما العربية اللسان؛ لأن العرب هم الأقدر على تحقيق الوعي بمقاصد الشريعة الإسلامية وعلى التفقه في الدين عموما؛ ذلك أن القرآن نزل بلسان عربي مبين والسنة تابعة له بالطبع وكذلك السيرة ومعظم تأريخ الأمة وتراثها الحضاري إنما كتب بالعربية.

وعلى مستوى العرب أنفسهم يبدو أن الشام واليمن هما مقياس عافية الأمة أو مرضها، وهما مخزن قوتها أو مكمن ضعفها، كما قال صلى الله عليه وسلم: 《لا خير فيكم إذا فسد أهل الشام》؛ ولذلك فقد أطلقت السنة النبوية على الشام بلاد (الرباط) وعلى اليمن أرض (المدد) ومنها يأتي نفَس الرحمن كلما اشتدت الأزمات وتوالت النوائب على الأمة، وهذا ما أثبتته الكثير من حقب التأريخ الإسلامي.
وبجانب هذا وذاك فإن معظم الأحاديث التي ثبتت صحتها حول فضائل البلدان انصبت على الشام واليمن، وكأن هاتين المنطقتين تتضافران لصناعة القوس الاستراتيجي لقوة الأمة، حيث يمثل أهل الشام رأس الحربة بينما تأتي الطاقة والمدد من اليمن .
مما يجدر التنبيه عليه هنا أن عنواني اليمن والشام اللذين مدح النبي صلى الله عليه وسلم أهلهما لا يقتصران على المنطقتين اللتين تعرفان بحدودهما المعروفة في عصرنا، فقد كانتا أوسع مما هما عليه اليوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى