دين ودنيا

بيان هيئة علماء اليمن في مناصحة حكومة السودان للتراجع عن إقرار علمانية الدولة

الحمد لله رب العالمين القائل: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ * إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ} [الجاثية: 18، 19]، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه القائل فيما يرويه عن ربه عز وجل: “وإني خلقتُ عبادي حنفاءَ كلهم. وإنهم أتتهم الشياطينُ فاجتالتهم عن دينهم. وحرَّمَتْ عليهم ما أحللتُ لهم. وأمرَتهم أن يُشركوا بي ما لم أنزل بهِ سلطانًا ” (رواه مسلم) وبعد:
فقد اطلعت هيئة علماء اليمن على البيان الصادر عن الاتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدعاة، وعلى بيان الهيئات والروابط العلمائية بشأن رفض ما ورد في ” إعلان المبادئ بين حكومة الفترة الانتقالية لجمهورية السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان – قطاع الشمال”، والذي نص صراحة على علمانية الدولة السودانية وأن لا تتبنى الدولة أي ديانة رسمية في البلاد.
وعليه تبين هيئة علماء اليمن ما يلي:
أولاً: تُذكّر الهيئة بأن مجمع الفقه الإسلامي الدولي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي التي تضم جميع الدول الإسلامية ويقودها مؤتمر القمة الإسلامية، قد بين حقيقة العلمانية في القرار رقم: 99 (2/11) بشأن العلمانية، والذي نص على أن:

• “العلمانية نظامٌ وضعيٌّ يقومُ على أساسٍ من الإلحادِ يُناقض الإسلامَ في جملته وتفصيله، وتلتقي مع الصهيونيّة العالميّة والدَّعَواتِ الإباحيّة والهدّامة، لهذا فهِي مذهبٌ إلحاديٌّ يأباهُ اللهُ ورَسولُه والمؤمنون”.
• ” إنّ الإسلامَ هُو دينٌ ودولةٌ ومنهَجُ حياةٍ متكامِل، وهو الصالحُ لكل زمانٍ ومكان، ولا يُقرُّ فصلَ الدين عن الحياة، وإنما يوجِب أن تصدُر جميع الأحكام منه، وصَبغَ الحياة العمليَّة الفِعلية بصِبغة الإسلام، سواءٌ في السِّياسَة أو الاقتِصاد أو الاجتماع أو التربية أو الإعلام وغيرها “.
ثانياً: إن الشعب السوداني الشقيق هو من أكثر الشعوب المسلمة تمسكاً وإخلاصاً لإيمانه ودينه وشريعة خالقه، وهو محتاج لحل أزماته السياسية والاقتصادية وتحقيق التنمية والعيش الرغيد، وليس فرض العلمانية عليه.
ثالثاً: تعبر هيئة علماء اليمن عن تأييدها لما صدر عن الاتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدعاة، وعن الهيئات والروابط العلمائية وعلى رأسها رابطة علماء المسلمين.
رابعاً: تدعو الهيئة أبناء الشعب السوداني الشقيق للالتفاف حول علمائه ودعاته الصادقين.
نسأل الله أن يحفظ للسودان الشقيق دينه وأمنه واستقراره، ويفتح له بركات من السماء والأرض في ظل شريعة رب العالمين.
وحسبنا الله ونعم الوكيل،،،

صادر عن هيئة علماء اليمن بتاريخ 20 شعبان 1442هـ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى