مقالات

الوحش الهولندي في مملكة الأقزام

د. عز الدين الكومي

كاتب مصري
عرض مقالات الكاتب

بعدما انتهت أزمة السفينة “إيفرغيفن” الجانحة في قناة السويس والتى عطلت الملاحة لأيام .. وبعد العجز الواضح فى تعويم السفينة .. وبعد الفشل في التعامل مع هذه الأزمة بالرغم من الخبرات الطويلة لدى الهيئة مما استدعى الاستعانة بالوحش الهولندي ” ألب جارد” ليشارك في تعويم السفينة حسب ما أعلنته هند فتحي المتحدث الإعلامي باسم الهيئة الاقتصادية لقناة السويس مخبرة عن وصول القاطرة الهولندية ALP Guard والتي تعد من أكبر القاطرات العالمية على مستوى العالم بهدف المساعدة في تحريك السفينة الجانحة بالقناة وذلك عبر حسابها الرسمي على موقع فيس بوك
حيث قالت :” الوحش الهولندي وصل ، القاطرة ALP GUARD الهولندية من أكبر القاطرات العالمية بقوة شد ٢٨٥ طن ، يا مسهل يا رب”.. وبالرغم من أن العالم كله شاهد بالصوت والصورة أن الوحش الهولندي هو من قام بتعويم السفينة الجانحة ..
إلا أنه وبالرغم من كل ما سبق .. فقد أنكر قائد الانقلاب أى دور لهولندا !!!
وقد سار الإعلام المأجور على نفس طريقة سيده السيسي!!!
هذا الإعلام الذى لم ينقل خبرا صحيحاً واحدا عن حادثة جنوح السفينة خلال أسبوع تقريباً يقول الآن : والله وعملوها الرجالة !!!
وهذا ليس بغريب عليهم ، فماذا تنتظر من إعلام فاشل لا مهنية لديه ولا حرفية ولا موضوعية ولا يجيد سوى التطبيل للطاغية والتسبيح بحمده؟؟؟ .
فعلى سبيل المثال فقد قال مخبر أمن الدولة” أحمد موسى”
“إن السفينة الجانحة بقناة السويس سيئة السمعة ، وأنها فعلت مشكلة في ألمانيا قبل 3 أعوام ، وسفينة أخرى تابعة للشركة المشغلة ذاتها «عاملة مصيبة من ساعتين» في ميناء تايبيه وارتطمت بالرصيف وعطلته عن العمل” .
ناقص يقول لنا إنها سفينة شمال وعايمة علي حل شعرها !! .
لكن الحقيقة فهي ما أعلنته شبكة ABC الأميركية حيث أكدت أن منقذ السفينة الجانحة هي شركة هولندية ، وقد قامت بسحب السفينة الضخمة إلى موقع خارج القناة لمزيد من التفتيش ، وذلك فقًا لبوسكاليس وستمنستر ، الشركة الأم لشركة الإنقاذ الهولندية المستأجرة لاستخراج السفينة”
كما أن الرئيس التنفيذي للشركة الهولندية قال: “إنني فخور للغاية بالعمل الرائع الذي قام به فريق العمل في الموقع لإكمال العملية الصعبة ، وأن ضغط الوقت لإنجاز هذه العملية كان واضحا وغير مسبوق”.
وقالت الشركة الهولندية على صفحتها : “نجح فريق الخبراء لدينا في إنقاذ سفينة Ever Given وجعلنا العبور في قناة السويس ممكنا” .
كما أن قناة العربية “العبرية” ذكرت في تقريرها حول هذا الموضوع أن من له الفضل في فتح قناة السويس هي الشركة الهولندية المتخصصة التي يتجاهلها الإعلام المصري .
وبعد زيارة قائد الانقلاب لهيئة قناة السويس لأخذ ( اللقطة) عقب انتهاء أزمة السفينة الجانحة قال فض فوه : “إن أزمة السفينة الجانحة جاءت لتؤكد أن أهمية القناة باقية وقادرة على نقل 12 بالمئة من التجارة العالمية ، ورب ضارة نافعة”.
ولم يكتف بهذا الخبل ، بل تجاهل دور الوحش الهولندي تماماً قائلاً : “نجح المصريون في إنهاء أزمة السفينة الجانحة وإعادة الأمور لمسارها الطبيعي بأيد مصرية” .
وكان الأولى بقائد الانقلاب أن يعترف بأن مشروع التفريعة الوهمي والذى كلف الدولة ثمان مليارات من الدولارات مشروع وهمي فاشل لم يحقق أى إضافة للقناة ، وأنه تم على غير دراسات جدوى وكان القصد منه رفع الروح المعنوية للشعب المصري ، وكان الأولى والأهم أن يتم توسيع وتعميق القناة الأم الرئيسية !!
وقد استغلت دولة الكيان الصهيوني حادثة جنوح السفينة
واعتبرت أزمة قناة السويس الحالية قد تزيد من العوائد الإستراتيجية للاتفاق الإماراتي الصهيوني القاضي بتصدير النفط الإماراتي عبر ميناء إيلات ، ومن هناك عبر أنبوب إيلات عسقلان إلى أوروبا ، وأنه سيفتح أمام الصهاينة فرصا أخرى !!
كما أن قائد الانقلاب حاول انتهاز الفرصة فقام بتوجيه رسالة لإثيوبيا قائلاً : “لا أحد يستطيع المساس بحق مصر في مياه النيل .
وقال محذراً : “المساس بها «خط أحمر» ، وسيكون له تأثير على استقرار المنطقة بكاملها .
«ماحدش هيقدر ياخد نقطة مياه من مصر واللي عاوز يجرب يقرّب… إحنا مابنهددش حد ، وإلا هيبقى في حالة عدم استقرار في المنطقة لا يتخيلها أحد… ولا يتصور أحد إنه بعيد عن قدرتنا… المساس بمياه مصر خط أحمر وسيؤثر على استقرار المنطقة بشكل كامل”.
لكن الرد الإثيوبى على فرقعات قائد الانقلاب لم يتأخر كثيراً وجاء سريعاً فقد قالت الرئيسة الإثيوبية “سهلى ورق زودى” إن تصريحات السيسي مجرد فرقعة إعلامية للسيطرة على الغضب الشعبي نحوه خاصة بعد حادث القطار” .
أما الجنرال أسامة ربيع ، رئيس هيئة قناة السويس فقد قال “إن هناك شركة هولندية قدمت مساعدات لمصر من أجل تعويم السفينة البنمية التي كانت جانحة بالقناة «الشركة الهولندية بعتت قاطرة ، عشان يساعدوا معانا ، وبنشكرهم على ده ، بس لما جم لاقونا وضعين السيناريوهات الخاصة بالعمل ، فأثنوا على العمل ، ومغيرناش حاجة في السيناريو».
وهكذا للأسف تدار الأمور في شبه الدولة وجمهوريات الموز!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى