حقوق وحريات

الاغتصاب سلاح حرب.. شهادات جديدة مروعة من إقليم تيغراي

أكدت مسؤولة كبيرة في الأمم المتحدة أن أكثر من 500 امرأة إثيوبية أبلغن رسميًا عن تعرضهن للعنف الجنسي في تيغراي، على الرغم من أن العدد الفعلي للضحايا من المرجح أن يكون أعلى من ذلك بكثير، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.

وأصبحت الهجمات بؤرة للغضب الدولي المتزايد بشأن صراع يحدث فيه القتال إلى حد كبير بعيدًا عن الأنظار في الجبال والريف. لكن الأدلة على الفظائع ضد المدنيين – إطلاق النار الجماعي والنهب والاعتداء الجنسي – موجودة في كل مكان.

وقالت منى، امرأة تعيش مع جدها في قرية آبي عدي وهي تقع في وسط تيغراي، إن جنديًا إثيوبيًا اقتحم في أوائل ديسمبر ، المنزل الذي تعيش فيه مع جدها، وأمرهما بممارسة الجنس.

رد جدها: “أرجوك. هذا غير طبيعي ويتعارض مع معتقداتنا الدينية”. وعندما رفض جدها، أطلق الجندي النار عليه في ساقه وحبسه في المطبخ. ثم ثبت منى على أريكة وحاول اغتصابها. قالت إنها قاومت، وركلت الرجل وأخذت بندقيته لفترة وجيزة.

لكنه سرعان ما تغلب عليها، وبعد أن أطلق عليها النار في يدها وأطلق طلقات تحذيرية على الأرض، أصدر إنذارًا آخر. قالت: “قال إنه سيعد إلى ثلاثة وإذا لم أخلع ملابسي فسوف يقتلني”.

أطلق الجندي وابلا من الرصاص اخترق ذراع منى اليمنى وساقها اليمنى. بحلول الوقت الذي نقلت فيه إلى مستشفى ميكيلي العام بعد يوم واحد، أُجبر الأطباء على بتر ذراعها. أضافت: “حالتي ليست فريدة. لقد حاربت الجندي. لكن هناك الكثير من النساء في جميع أنحاء هذه المنطقة تعرضن للاغتصاب بالفعل “.

الاغتصاب سلاح حرب

بعد أشهر من النداءات اليائسة المتزايدة من أجل اتخاذ إجراءات دولية بشأن إثيوبيا، بقيادة كبار مسؤولي الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، يبدو أن الضغوط تؤتي ثمارها. أرسل الرئيس بايدن مؤخرًا مبعوثًا، السناتور الديمقراطي كريس كونز، إلى إثيوبيا لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، استمرت خمس ساعات.

يوم الثلاثاء، في خطاب أمام البرلمان الإثيوبي، أقر أبي علنًا أن الاعتداء الجنسي أصبح جزءًا لا يتجزأ من الحرب التي وعدها ذات مرة بأنها ستكون سريعة وسلمية.

وقالت ليتاي تسفاي من جمعية نساء تيغراي، التي تدير منزلًا آمنًا للنساء في ميكيلي: “يتم استخدام الاغتصاب كسلاح حرب. ما يحدث لا يمكن تصوره”.

تفاقم وباء الاعتداء الجنسي بسبب انهيار النظام الصحي. يقول الأطباء إن العديد من الضحايا أصيبوا بأمراض تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشرية “الإيدز”. ارتفع الطلب على عمليات الإجهاض ووسائل منع الحمل الطارئة.

قال طبيب متخصص في الاعتداء الجنسي إنه استقبل ما لا يقل عن ثلاثة مرضى جدد كل يوم منذ زحف القوات الإثيوبية إلى ميكيلي في 28 نوفمبر. قال البعض إنهم تعرضوا للاغتصاب من قبل الجنود في مخيمات النازحين على أطراف المدينة. واختُطف آخرون من منازلهم في المناطق الريفية واحتُجزوا لعدة أيام حيث اغتصبهم الجنود بشكل متكرر.

جنود إثيوبيين 

في أحد الأسرّة، ارتجفت امرأة تبلغ من العمر 29 عامًا، طلبت عدم الكشف عن هويتها إلا باسمها الأول، هيلين، وهي تروي كيف ربطتها القوات الإريترية والإثيوبية بشجرة بالقرب من منزلها في أغولا، على بعد 15 ميلاً شمال ميكيلي، واعتدوا عليها بشكل متكرر على مدى 10 أيام في أواخر نوفمبر.

قالت: “لقد فقدت العد. التقطوا صوراً لي، وسكبوا الكحول علي وضحكوا”. وأضافت أن بعض مهاجميها قتلوا بالرصاص ابنها البالغ من العمر 12 عاما.

كما أثبتت قناة سي إن إن أن الرجال الذين يرتدون زي الجيش الإثيوبي أعدموا مجموعة من 11 رجلاً أعزل على الأقل قبل التخلص من جثثهم بالقرب من منطقة ماهيبير ديغو.

وأضافت القناة أن القتل الجماعي بالقرب من ماهيبري ديجو هو واحد من عدة عمليات قتل تم الإبلاغ عنها على مدار الصراع الإثيوبي المستمر منذ خمسة أشهر والذي يُعتقد أن آلاف المدنيين قُتلوا فيه واغتصبوا وسوء المعاملة.

وقالت لجنة حقوق الإنسان الإثيوبية التي عينتها الدولة الأسبوع الماضي، إن تحقيقاتها وجدت أدلة أولية على مقتل أكثر من 100 شخص في أكسوم على أيدي جنود إريتريين في نوفمبر، مؤكدة تقارير سابقة لمنظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش.

في أواخر مارس، قالت منظمة أطباء بلا حدود إن موظفيها شاهدوا جنودًا إثيوبيين يسحبون عدة رجال من حافلات عامة ويقومون بإعدامهم بالقرب من ميكيلي، عاصمة تيغراي.

وقال أبي أحمد إن حكومته ستحاسب أي جندي تثبت مسؤوليته عن ارتكاب فظائع في تيغراي، معترفًا لأول مرة بأن القوات الإريترية تقاتل إلى جانب القوات الإثيوبية وأنهم سينسحبون من المناطق الحدودية. ليس من الواضح ما إذا كانت القوات الإريترية قد انسحبت من تيغراي.

 وحذّرت مجموعة الأزمات الدولية الجمعة من خطر تواصل الحرب في إقليم تيغراي لشهور أو حتى سنوات، في وقت ينتظر الطرفان ضربة عسكرية “قاضية” تبدو غير واقعية.

وأفادت مجموعة الأزمات في تقريرها إلى أن محادثات السلام تبدو بعيدة المنال حاليا، لكنها حضّت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي على الضغط من أجل وقف الأعمال القتالية وزيادة إمكانية إيصال المساعدات الإنسانية.

المصدر : الحرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى