تحقيقات

فيروس “كورونا” إلى متى ؟! أوضاع مصابي كورونا في الرقة ..

نور الصالح

لم يشهد العصرالحديث انتشاراً لوباء عالمي يشبه تفشي فيروس كورونا المستجد، والذي أصاب الملايين من الناس، وتسبب بوفاة مئات الآلاف بفترة زمنية قياسية، وقد أثار انتشار الفيروس السريع مخاوف لدى العديد من المنظمات الإنسانية، والطبّية أن يطال الوباء سوريا؛ لتبدأ بذلك حلقة جديدة من مسلسل معاناة الأهالي أبطالها الرجال، والنساء من ضحايا هذا الفيروس، وبالتحديد المناطق الشمالية الشرقية، والشمالية الغربية من البلاد، وذلك بسبب الكثافة السكانية العالية في تلك المناطق، والتي تضم مخيمات، ومدن مزدحمة توفر المأوى لآلاف النازحين داخلياً.
وزاد من تلك المخاوف ضعف الإمكانات الطبية التشخيصية، والمخبرية في المرافق الطبية، والتي تمكنها من إجراء الفحوصات، وتقديم العلاجات المناسبة في حال ثبوت حالات إصابة في المناطق المستهدفة.
وفي حوار خاص مع الدكتور عبد العزيز الصالح اختصاصي جراحة عامة أطلعنا على بعض المستجدات الحالية في محافظة الرقة:
” لا شك أن وباء كورونا وباء عالمي إلا أنه أتى متأخراً إلى سوريا، وخاصةً في مناطق الرقة، والحسكة، ودير الزور؛ لأنها مناطق مغلقة لا يوجد فيها موانئ حيث انتقلت الإصابات إلى الرقة عن طريق دمشق بسبب التماس مناطق النظام مع الإيرانيين واللبنانيين.”
وأضاف الصالح أن الوباء يحتاج إلى أمرين لمواجهة الوباء (الوعي، وتوفرالأجهزة بالمراكز الطبية، والكوادر) بقوله: “للأسف في محافظة الرقة لا يوجد هذان الأمران، فبالرغم من جهود المنظمات الموجودة هناك لتوعية الناس من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة، والتباعد الاجتماعي لا يوجد التزام من قبل الناس، فمثلاً موضوع الكمامات نادراً ما نرى من يرتديها في الشوارع، ولا يوجد مراكز صحية متخصصة، أو كوادر صحية على مستوى المسؤولية، لكن يتم التعامل مع الوباء بالأدوات المتوفرة”.
كما أضاف أيضاً “في مايخص عدد الإصابات لا يوجد إحصاءات رسمية، ودقيقة، وعلمية لعدد الإصابات في الرقة، حيث أصبح بالأمر العادي، فهناك إصابات كثيرة كما يوجد ذروة ثانية حالياً.”
أما بالنسبة لموضوع العزل أوضح الدكتور عبد العزيز أن هناك فئتين تحتاج إلى مراكز العزل مؤكداً بقوله: ” في بداية الأمر تم وضع القادمين إلى الرقة في المدارس لمدة عشرة أيام، أو أسبوع، أو.. ، أي كانت فترات مختلفة، أما بالنسبة للفئة الثانية، فتحتاج لعزل المصابين، فكان هناك جناح في المشفى الوطني يتم فيه عزل المصابين.


وطبعاً يوجد الآن مركزان للعزل، مركز النهضة ، ومركز الهلال الأحمر الكردي، حيث يتم فيه(الأخير) عزل المصابين، وتلقيهم الرعاية بالرغم من الإمكانات المتواضعة.”
وأكد الصالح ومسحة الحزن مرتسمة على محياه قائلًا:
” للأسف يتم التعامل مع المصابين، والوفيات بشكل عادي، مثل أي مرض، ويتم دفن المتوفى بمرض( كورونا) وإقامة عزاء لهُ والناس تتبادل السلام والمصافحة.”


وأشار أيضاً إلى مايخص الكوادر الطبية قائلاً: بالرغم من قلتها؛ ” لا شك أنه تم توعية الموجودين بكيفية التعامل مع هذا الوباء، يُشار إلى أن الدكتور (سليمان شناعة) يرأس الفريق، وهو اختصاصي داخلية صدرية منذ بداية الأمر، وهو قد اُصيب بكورونا، ولكن الأعراض كانت خفيفة والحمد لله إنه شفي، ولازال على رأس عمله الخاص، والعام في رئاسة الكوادر، أو فريق مكافحة كورونا.”
وتابع بقوله:” فيما يخص مركز التحليل للكشف عن كورونا يوجد مركز يعتمد على فحص(pcr) يتم إعطاء النتائج بعد48 ساعة، طبعاً يغطي حالياً المستهدفين ولا يتم إجراء الفحص لكل الناس المشكوك بإصابته، لكن يوجد عيّنات معينة يتم اختيارها من قبل الدكتور سليمان، وبعض الأطباء الاختصاصيين، وإجراء هذا التحليل.
والأمر قابل للتطوير؛ لأن هناك وعداً بزيادة تمويل الإجراءات لمكافحة كورونا في محافظة الرقة، أو في المنطقة الشمالية الشرقية، وخاصةً بعد القرارات الجديدة المتعلقة بمساعدة الشعب السوري.
وختم حديثه قائلاً:” لا شك أن عدم التزام سكان المخيمات بالتعليمات الوقائية يزيد في احتمالية تفشي هذا الوباء، فالقضية تقف عند وعي، وثقافة المجتمع، والإمكانات المتوفرة، فالأمل موجود بعد زيادة توسيع مراكز العزل، ودعم المستلزمات ،وخاصة الكوادر الطبية للوقاية من الإصابة، و بالوقت نفسه سوف يوجد دعم باللقاح قريباً إن شاء الله.”

وللأسباب المذكورة أعلاه، سيتم تنفيذ التدخل من خلال جهة لديها الخبرة الكافية للتعامل والتي ستقوم بالتنسيق مع ممثلي الجهات الداعمة ومقدمي المساعدات ذات الصلة للعمل سوياً والتعاون لمنع الازدواجية في الأنشطة الممولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى