تحقيقات

شروط خيالية لاستصدار ترخيص المعاهد الموسيقية بمناطق النظام !

المكتب اﻹعلامي في الداخل – رسالة بوست
أصدرت وزارة الثقافة، التابعة للنظام، قرارًا لترخيص وإدارة المعاهد التأهيلية الموسيقية الخاصة، وصفت بأنها “خيالية” رغم محاولة الوزارة المذكورة الدفاع عنها.
وتضمن القرار شروطًا قال عنها كل من اطلع عليها، إنها تعجيزية بكل ما للكلمة من معنى، وبأنها ستؤدي إلى إغلاق أكثر من 95% من المعاهد الموسيقية الخاصة في سورية، بحسب صحفٍ رسمية موالية. حسب صحيفة “تشرين” الرسمية الموالية.
وكشفت صحيفة “تشرين” الرسمية الموالية؛ أنه لن يتجاوز عدد المعاهد المحققة للشروط أو التي ستحققها أصابع اليد الواحدة، وخاصة في الوقت الحالي الذي يشهد ارتفاع أسعار جنونياً وغير مسبوق لكل شيء، تبدأ بالعقارات «شراء وإيجار»، ولا تنتهي بالآلات الموسيقية المرتفعة الأثمان أساسًا.
بالمقابل، دافعت وزارة الثقافة في حكومة اﻷسد، عن تلك الشروط، وبزعمها أنها ستضمن عملية تأهيلية صحيحة ومضمونة.
واعتبر المستشار القانوني، في وزارة الثقافة التابعة للنظام، بشير عزّ الدين، أنه؛ “ليس من المستحيل تحقيق الشروط المطلوبة، لكنها إن حُققت، فستكون تكلفتها عالية جدا، بدءا من مبلغ الإيجار الشهري لعقار بالمساحة المطلوبة، وانتهاء بفرش المعهد والديكورات التي حددها القرار، والآلات الموسيقية والكوادر المحترفة، كل هذا سيفرض على صاحب المعهد رفع الأقساط على المسجلين لتعويض ما دفعه”.
وذكر أحد أصحاب المعاهد الموسيقية في منطقة جرمانا، بريف دمشق، بأن إيجار عقار بما يوتوافق مع شروط الوزارة ﻻيقل عن مليون ليرة في الشهر، ومع انخفاض سعر الصرف المتواصل في المرحلة الحالية، قد يرتفع أكثر، وسأل كم عدد المعاهد القادرة على شراء بيانو في كل سوريا؟
ويشار إلى أنّ معظم من يرسلون أبنائهم لتعلم “الموسيقا” هم شريحة اﻷثرياء، وهي خلاصة اﻵراء التي ردت على قرار الوزارة واعتبرت تكريس التعليم الموسيقي وفقا لتلك الشروط الموضوعة للترخيص، تستهدف حصرها بفئة معينة من المجتمع.
ويذكر أنّ العوائل السورية، التي ترسل أبناءها إلى معاهد تتبع للقطاع العام كـ”الشبيبة” أو “الطﻻئع” وجميعها المعاهد تتبع لـ”حزب البعث الحاكم”، وهذه المعاهد أقساطها منخفضة نوعا ما، حتى أن تلك الفئة قليلة.
وتعاني مناطق النظام من متوالية أزماتٍ خانقة، بداية بانهيار الليرة السورية، مرورا بارتفاع اﻷسعار الذي يوصف بالجنوني، إلى تدني دخل اﻷفراد، ما يعني أنّ “تعلم الموسيقا” محصور بفئةٍ قليلة للغاية، والتي غالبا ما تسمى “أثرياء الحرب” أو “المقربين والمتنفذين في النظام”.
ويجمع من استطلع مراسلنا رأيهم في مناطق النظام، حول قرار وزارة الثقافة المذكور أعلاه، أن على النظام وحكومته إنهاء طوابير الخبز وإشباع الناس، وحل أزمة الوقود، قبل التفكير بالموسيقا، التي بقيت حلما للكثير من الشباب.
وبرر المستشار القانوني، لوزراة الثقافة، في حكومة اﻷسد، بشير عزّ الدين، لتلك الشروط بالقول؛ “إنه من غير المعقول مثلا أن تكون لحضانات الأطفال شروط تخصص لهم مساحة وتحدد تفاصيل كل شيء، بينما لا يوجد لمتعلم الموسيقا – وخاصة الأطفال – ما يؤمن لهم عملية تعليمية تأهيلية صحيحة”.
وأضاف عزّ الدين؛ “الوزارة لم تضع الشروط اعتباطيا، بل استأنست واستعانت بالخبرات الموجودة في المعهد العالي للموسيقا ومعهد صلحي الوادي لمعرفة احتياجات العازف”.
ومن هذه الشروط:
– أن تكون القاعات الدرسية مقسمة إلى أربع قاعات كحد أدنى، منها قاعتان ذات مساحة كبيرة، لا تقل مساحة الواحدة منها عن 20 متراً مربعاً، تتسع لمقاعد الطلبة من أجل الدروس الجماعية، ومجهزة بآلة بيانو ولوج وأدوات توضيحية موسيقية، وأربع قاعات صغيرة نسبياً من حيث المساحة، وذلك من أجل دروس الآلات.
1- أن تكون الغرف جميعها معزولة.
2- أن توفر فسحة سماوية «فناء خارجياً أو وجيبة لا يقل عرضها عن 3 أمتار».
3- أن تكون الديكورات جميعها مستوحاة من الموسيقا، إضافة إلى وجود صور أو مجسمات لشخصيات موسيقية عالمية وعربية ومحلية أيضاً.
4- أن يكون موقع المعهد قريباً من المناطق المأهولة بالسكان، ويسهل الوصول إليه، وبعيداً عن كل ما يؤثر في الرسالة التربوية من مصادر ضوضاء، وعن كل ما يعرّض صحة الطلبة والعاملين للخطر، «كالمقاهي والملاهي ودور السينما وصالات الأفراح والأماكن المماثلة الأخرى، الثكنات العسكرية – المطارات – المصانع – محطات توليد الكهرباء – أبراج التوتر المتوسط والعالي – المطاحن – مصانع المواد الكيميائية ومستودعاتها – مصافي البترول – محطات ضغط الغاز والمواد المشعة – المقالع والكسارات ومجابل الإسفلت – مكبات القمامة ومصانع معالجتها – المقابر العامة – محطات تنقية مياه الصرف الصحي – المداجن وما شابه ذلك».

5- يشترط توافر أثاث مناسب لكل فئة عمرية.
6- خدمات النظافة والحراسة.
7- تأمين وسائل التدفئة والتهوية المناسبتين لمبنى المعهد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى