مقالات

دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله!

عبود العثمان

شاعر وكاتب سوري
عرض مقالات الكاتب

عبارة وردت في أكثر من انجيل على أنها قول للسيد المسيح عليه السلام قالها رداً على “الفريسيين”، وهم فئة متشددة من اليهود غلب عليهم في آخر عهدهم الرياء والنفاق ،جاؤوا لنبي الله عيسى المسيح لاختباره والإيقاع به، فسألوه عن “الجزية” المضروبة عليهم من “القيصر” الروماني الوثني،وهل يجوز دفعها لهذا الظالم؟ فإن أجاب “ب نعم” فذلك يعني أنه يقف إلى جانب الظلم والطغيان على خلاف ما تأتي به تعاليم السماء،وإن أجاب ب”لا”فهذا يعني أنه خارج عن طاعة “القيصر” ويستحق العقاب.
تقول الأناجيل أن المسيح عليه السلام رد عليهم بالقول:
أروني ما تدفعون للقيصر
فأخرجوا له ديناراً عليه صورة “القيصر” وقالوا :هذا ما نعطيه له،فقال لهم:
“اعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله”، وكانت له هذه المقولة مخرجاً من الفخ الذي أعد له.
هذه العبارة لقيت اهتماماً واسعاً من “العلمانيين” الذين يدعون إلى فصل الدين عن الدولة.
وهذه العبارة أيضاً لاقت الرفض والاستنكار من الذين يدعون إلى قيام الدولة الدينية.
ومن المفارقات أن “الملالي” هم من أشد الرافضين لفصل الدين عن الدولة ،لا حرصاً على شريعة الله بل لكي يسيطروا على المجتمع ويبتلعوه بدينه ودنياه.
لقد تشدد ملالي طهران في نظرية “الولي الفقيه” التي جاء بها”الخميني” على خلاف ما يقول به المذهب الشيعي حتى يبرر لنفسه ولمن يأتي من بعده حكم البلاد والعباد بدعوى الآية”قل إن الأمر كله لله”
وباعتبار أنه الوكيل عن الإمام الغائب، فله كل الحق بالسيطرة على المجتمع وهو النائب عن الله في تطبيق شريعته على الأرض.!
هكذا يُستغل النص الديني من غير المتدينين، ومن المغالين فيه على حد سواء.
رأيي الشخصي أن القانون الذي يضبط المجتمع، هو ذلك القانون الذي ينص عليه دستور البلاد الذي يقره البشر، شريطة أن لا يتناقض مع شريعة “رب البشر”، ويأخذ بالحسبان حرية الإنسان في تديّنه و معتقده.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. إيران هي بلد للكذب عنوان ، كانت و لا تزال و لا أخالها إلا من أخبر الوحي عنها بأن منها يطلع قرنا الشيطان. لأبدأ بالصورة المرفقة لهذا الخميني ، فهو في الأصل هندي لكنه وضع نفسه في خدمة أشد الدول الغربية عداءً لأمتنا التي أرشدته لترسيخ القومية الفارسية المتعصبة المعادية للعرب من أجل تخريب بلدان العرب (تحت شعار تصدير الثورة) مستغلاً التشيع الذي كان يتوجب عليه أن يقوم بتحويله من مجرد مذهب إلى دين شيعي فارسي لا يمتَ للإسلام بأية صلة “حقيقية”. اقتضى هذا التحويل كمية هائلة من الكذب لخداع الشيعة العرب بشكل خاص مقترناً بالمال الذي أغدقه في العراق و سوريا و لبنان و اليمن ، و لقد ابتلع كثير من جهلة العرب الفخ الكاذب و فارقوا دين الإسلام و هم يظنون أنهم لا يزالون مسلمين .
    ببعد نظره و ثاقب بصيرته التي أتته من ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ ، يروى أن سيدنا الفاروق عمر رضي الله عنه أنه قال “وددت أن بيننا وبين فارس جبلًا من نار لا يصلون إلينا منه، ولا نصل إليهم” لكن الدولة العميقة للإمبراطورية الفارسية تحركت في العراق بعد أن فتحه المسلمون لنشر الإفساد و التمرد و الفتن مما تطلب ضرب تلك الإمبراطورية و تحطيمها . ما قامت لها قائمة و لن تقوم لها قائمة بإذن الله مهما كانت قوة الدول الكافرة التي يتبعها الفرس ، و انظر إلى التاريخ لترى تقلب ولاءهم ، فمرَة مع الصليبيين و مرة مع التتار ثم مع البرتغال ثم روسيا ثم بريطانيا … و أخيراً أمريكا و تابعتها فرنسا ، ثم ها هم يولون وجوههم شطر الصين . لم يدرك الفرس أن “كسرى” حين مزَق رسالة النبي صلى الله عليه و سلم قد مزقَ الله ملكه إلى الأبد بدعاء و بركة النبي ” إذا ذهب كسرى فلا كسرى بعده” . قد يقول قائل : ها نحن نرى الإمبراطورية الفارسية منتشرة في 4 بلدان عربية ، و الجواب عليه بسيط “المنتشرة هي أمريكا و ما مليشيات الفرس سوى خدم مرتزقة للأمريكان مشغلي المتحكمين في إيران” . يزداد عجبك يا أخي المؤمن حين تعلم أن أصفهان الإيرانية ستحشد في المستقبل 70 ألفاً من الجنود للمسيخ الدجال المهزوم بعون الله .

اترك رداً على كاظم صابر إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى