دين ودنيا

إلا الصلاة


طريف مشوح

كاتب وباحث سوري
عرض مقالات الكاتب

توفي الرسول -عليه الصلاة والسلام- وهو يقول: (الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم).
ويأتي تأكيد الرسول -عليه الصلاة والسلام- عليها لما لها من أهمية في عقيدة المسلم، وفي نسيج المجتمع الإسلامي.
والصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي العبادة الوحيدة التي فُرضت في السماء، وكان ذلك ليلة الإسراء والمعراج.
وهي أول ما يحاسب عليه المرء يوم القيامة، والصلاة هي الرابط بين العبد وربه.
وقد ورد ذكر الصلاة في آيات كثيرة من القرآن دون بيان كيفيتها، فأبانتها السنة المطهرة.
يقول الحق تبارك وتعالى:
{إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً}. النساء ١٠٣.
أي أن الصلاة مفروضة في أوقات محددة ومعلومة تؤدَّى في أوقاتها إن كان الحال أمناً أو خوفاً، سفراً أو حضراً.
ويقول: {وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر}. العنكبوت ٤٥. فهي تبعد المرء عن ارتكاب المآثم، وتنهاه عن اتيان الفواحش والمنكرات.
وهي تُكفِّر السيئات، جاء في سورة هود: {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين}.
والذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة هم اولى الناس بنصر الله، يقول جلَّ وعلا: {الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة}. الحج ٤١.
وأداء الصلاة من أسباب نوال رحمة الله. يقول تبارك وتعالى: (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون}. النور ٥٦.
أما الذين أهملوا الصلاة وأضاعوها، فقد توعدهم الله بشر مستطير وخسران كبير. يقول جلَّ من قائل: {فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً}. مريم ٥٩.
وغير ذلك الكثير من الآيات.
وفي الحديث الشريف يقول المصطفى -صلى الله عليه وسلم-:
(بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان) حديث ابن عمر رواه البخاري.
ولعظيم مقام الصلاة فإنها تُكفِّر للذنوب مالم تؤت الكبائر.. جاء في حديث أبو هريرة: (الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة كفارة لما بينهن، ما لم تُغْشَ الكبائر). رواه مسلم.
وعن ابن مسعود ان رجلا سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- أي الأعمال أفضل قال: (الصلاة لوقتها وبر الوالدين، ثم الجهاد في سبيل الله). رواه البخاري.
وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإن فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله). رواه البخاري.
وهي من موجبات رضى الله ودخول الجنة.. عن سيدنا عثمان -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من علم أن الصلاة حق واجب، دخل الجنة).
وهي من أهم أسباب رفع درجة المؤمن.. يقول -عليه الصلاة والسلام-: (فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة). وعندما سأله أحد الصحابة رفقته في الجنة قال له: (أعني على نفسك بكثرة السجود).
وقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ألا أدلكم على ما يمحو به الله الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا بلى يا رسول الله قال: اسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط فذلكم الرباط).رواه مسلم.
والأحاديث كثيرة في الصلاة وشؤونها.
كان -صلى الله عليه وسلم- إذا حزَبَه أمر لجأ إلى الصلاة، وإذا أراد الراحة نادى على بلال: (أرحنا بها يا بلال).
تجب الصلاة على المسلم العاقل البالغ، ويُحض على التبكير في أدائها ومن تركها فقد كفر؛ لقوله -عليه الصلاة والسلام-: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر).
وإذا لم يرزق المسلم المال الكافي، فهو معفي من الحج ومن الزكاة في هذه الحالة إلى أن يملك ما يكفي لأداء هاتين الفريضتين، وقد يعجز المسلم لسبب صحي قاهر عن الصيام في رمضان، وهنا رخَّص الله له الافطار وفق بدائل وشروط فقهية محددة…أما الصلاة فلا بد من أدائها.
فهي الركن الوحيد الذي لا يسقط عن المسلم، إذ يتوجب عليه أداؤها ولو إيماءً بالعين، فإن عجز عن ذلك عليه أن يصليها بنيته.
وقد جعل الله سبحانه وتعالى أجر الصلوات الخمس كأجر خمسين صلاة.. عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (فرضت الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة أسري به خمسين صلاة، ثم نقصت حتى جعلن خمساً، ثم نودي يا محمد إنه لا يبدل القول لدي وأن لك بهذه الخمس خمسين). (رواه البخاري ومسلم).
اسأل الله أن أكون وإياكم من مقيمي الصلاة، غير مفرطين بها المؤدين لها بحقها، كما اسأله سبحانه وتعالى أن أكون قد وفقت في هذا البحث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى