أخبار عاجلة

الأهداف الخبيثة للشعارات الحوثية المضللة

أ.د فؤاد البنا

أكاديمي ورئيس منتدى الفكر الإسلامي
عرض مقالات الكاتب

شعار الحوثيين ومن يقف خلفهم: (الموت لأمريكا الموت لإسرائيل)، يبدو لي أنه مصمم بعناية فائقة من علماء نفس وسياسة واجتماع؛ من أجل تحقيق أربعة أهداف خطيرة:
الأول: استهلاك رصيد الكراهية للأمريكان والإسرائيليين في قلوب عامة المتدينين، تلك الكراهية التي تكوّنت خلال عقود من التعبئة والتحريض الديني والسياسي، وغذّته موجات الاحتلال لأراضي عربية والعبث بمقدرات الأمة والهجوم على مقدسات المسلمين والوقوف في خندق الظلمة والمستبدين.

الثاني: مخادعة العامة والساذجين حتى لا يرون حقيقة التخادم الذي يتجسد في الواقع، وهذا السلاح شديد الجدوى وسط شعوب يخيم عليها الجهل وتقودها العواطف وتتحكم بها الانفعالات، حيث تنقاد لما تسمع من خطب وشعارات، أكثر من احتكامها للحقائق التي تعتمل على الأرض!

الثالث: تبغيض الجيل الجديد من المسلمين بالدين والمتدينين، حينما يرون هذه الشعارات الكاذبة تصدر ممن يزعمون القوامة على الدين ويصدرون جرائمهم باسم الله ويسمون أنفسهم (أنصار الله) ويطلقون على مسيرتهم البربرية وصف (المسيرة القرآنية)، ظانين لجهلهم أن ما يفعله ويقوله هؤلاء الأوغاد هو الدين، وقد رأينا كيف ظهر الإلحاد بين الخاوية عقولهم من شباب المسلمين بعد هذه الجرائم كرد فعل غير واع على هذه الشعارات.

الرابع: تبييض صورة الأمريكان والإسرائيليين؛ فإن من يرى بشاعة الجرائم التي ارتكبها الحوثيون والحشد الشعبي في العراق والمليشيات الشيعية والنصيرية في سوريا، ويسمع شعارات (الموت لأمريكا..) ترافق قتل الأبرياء وهدم المساجد والمدارس القرآنية؛ يندفع لا شعوريا إلى المقارنة بين هؤلاء وأولئك، ليرى بأن جرائم الصهاينة والأمريكان تتقزم أمام جرائم الحوثيين والصفويين والحشد الشعبي، وهذا أحد العوامل التي تفسر علو أصوات الداعين للتطبيع مع اليهود في الفترة الأخيرة.

ولشعور اليهود بضخامة الخدمة التي قدمتها إيران ومليشياتها في المنطقة لليهود، فقد صرح أحد صناع استراتيجيتهم بالقول:

لو لم تكن إيران موجودة لأوجدتها إسرائيل”، وكان أحد الساسة الإسرائيليين قد قال من قبل: “إن حافظ الأسد يستحق أن نضع له تمثالا في قلب تل أبيب لما قدمه من خدمة للدولة اليهودية”!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً

عودة إلى “سوينتون والصائغ”

كرم نعمة كاتب عراقي مقيم في لندن كان عليّ أن أعود إلى الاقتباس …