ثقافة وأدب

ماجدولين أو تحت ظلال الزيزفون

نعيم مصطفى

مدير التحرير
عرض مقالات الكاتب

تأليف الأديب الفرنسي: ألفونس كار.

أعاد كتابتها وتصرف في سردها الأديب مصطفى لطفي المنفلوطي.

شخصيات الرواية: الشخصيتان الأساسيتان هما: استيفن- ماجدولين.

الشخصيات الفرعية هي: سوزان- ادوار-جنفيان- فرتز- هومل- فردريك- مولر- أوجين- اشميد- ألبرت.

الرواية:

هذه الرواية تصور علاقة حب نشأت بين الموسيقار استيفن وفتاة تُدعى ماجدولين، وقُيض لهذا الحب أن ينمو ويزداد إلى أن وصل إلى حد الهيام والوله.

تقطن عائلة استيفن في (كوبلانس)،

أراد أبوه أن يزوجه بفتاة زواج مصلحة ومنفعة، فأبى استيفن وتوجه إلى قرية تُدعى(ولفباخ) حيث تعرف على رجل يُدعى مولر، ولديه ابنة تُدعى ماجدولين، وقد علق بها حباً، وبادلته الشعور ذاته، ولما علم والده أنه يريد ابنته تحرّى وضعه وحالته، فوجد أنه فقير فما كان من منه إلا أن طرده من بيته ليحول بينه، وبين ابنته.

 يعود استيفن إلى بيت أبيه في كوبلانس، فيستقبله والده بحفلة راقصة يدعو إليها حشد من الناس المميزين، ومن بينهم عائلة غنية يريد والده من خلال هذه الدعوة أن يعقد صفقة مصاهرة، ومقاربة مع تلك العائلة من خلال تعريف ابنه بتلك الفتاة، ومن ثم تزويجه إياها، ولكن استيفن الذي علق فؤاده بماجدولين، ويحمل في كيانه مبادئ وقيم تربأ به على أن يتزوج زواجاً (براغماتياً) صرفاً ، يرفض خيار والده ويعقه في ذلك، مما يثير حفيظة والده، ويطرده، فيخرج استيفن من كوبلانس مولياً وجهه شطر (جوتنج) وهي البلدة التي تعلم في مدرستها، وقضى أكثر أيام صباه فيها.

ذهب استيفن إلى أستاذه القديم، فرحب به خير ترحيب ، واحتفى به ونصحه أن يسير في طريق الفن الذي يحبه.

ثم تُستأنف الرسائل وتترا بين استيفن، وماجدولين، مع معاناة ومقاساة استيفن في الحياة والبحث عن مصدر رزق.

وبعد ذك ابتسمت الحياة لاستيفن، وتسلل خيط من نورها إلى قلبه، فعثر على وظيفة صغيرة، واستأجر غرفة متواضعة وسكن فيها.

وبعد فترة فُوجئ استيفن بزيارة صديقه ادوار إليه، فرحب به ،وعانقه، واستضافه، وقاسمه ماله، ولقمة عيشه، وفي ذات يوم خرج ادوار ليرتاض، فجاء إلى بيت استيفن رجل قوي شرير يطلب ادوار، فلما تبين لاستيفن أن الرجل يريد شراً بصديقه آثر نفسه عليه وقال له: أنا ادوار ، فلطمه ذلك الرجل على وجهه؛ لأن ادوار كان قد غازل زوجته، وانتهك حرمة بيته ، ثم ساقه الرجل إلى النهر للمبارزة، فجرُح ذراعه ثم عاد إلى غرفته.

وبعد ذلك يغادر ادوار منزل صديقه بعد أن آلت إليه ثروة كبيرة كانت نصيبه من الإرث، ويتعاهدان قبل أن يفترقا، ويقسم ادوار لاستيفن باليمين المغلظة، أنه لن يهدأ له روع في حياته، ولن يثلج صدره حتى يراه ظافراً من دهره بالسعادة التي يرجوها.

وبعد ذلك تعود رسائل الحب تخفق بنيران الوجد، والهيام بين العاشقين ماجدولين، واستيفن.

ومن ثم تسافر ماجدولين مع أبيها إلى كوبلانس، فتنزل بضيافة صديقتها سوزان، فتدهش وتفتن بمنظر القصر، وحجراته، وأثاثه، وخدمه.

ثم إن سوزان تأخذ ماجدولين إلى المراقص، والحفلات وتقنعها بأن الغنى، والثراء هو أساس الحب والزواج، ولا قيمة للحب بلا غنى.

وظلت سوزان تغمز من قناة استيفن، وتذمّ نظرته القاصرة- حسب رؤيتها- في حبه إلى ماجدولين حتى أدخلت الشكوك إلى قلبها، وشرعت بالنأي عنه رويداً رويداً.

ومن ثم يرسل أوجين إلى أخيه استيفن رسالة يعلمه فيها أنه مقبل على معركة كبيرة، وقد يموت فيها، وأنه يحتاج إلى عشرين فرنكاً؛ ليصلح سرج حصانه، فيقع استيفن بين خيارين عاطفة الحب اتجاه ماجدولين، وعاطفة الإخوة، فتغلبه عاطفة الحب، ويجهز نفسه للذهاب إلى كوبلانس؛ لرؤية ماجدولين.

وكان قريب لاستيفن قد مرض، وليس له أحد يقف بجانبه، فأرسل إلى استيفن أن يأتي إليه، فلبى نداءه، و قدم لعيادته، وراح يتألم المريض وبجانبه استيفن إلى أن شارف على الموت ، فحسبه استيفن قد مات، فهجم على خزانة له؛ ليسرق مافيها، وإذا بصديقه ينهض من سريره ويربت على كتف استيفن بقوة، فما كان من استيفن إلا أن دفعه، فأدى ذلك إلى سقوطه ومفارقته للحياة، فاضطرب استيفن وغشيته سحابة نوم حتى الفجر، وما انقضى النهار حتى دُفن الميت، وحضر دفنه، ثم سافر إلى جوتنج وهو يردد في طريقه ” ويل لي من مجرم آثم” فما وصلها حتى كان قد بلغ آخر درجات  الاحتمال، فسقط في فراشه مريضاً مدنفاً، لا يفارقه خيال تلك الليلة الهائلة التي كابدها لحظة واحدة.

راح ادوار يفكر ب ماجدولين بعد أن راقصها في الحفلة عند سوزان، وباتت ماجدولين تبادله التفكير ذاته، ودخلت سوزان وسيطة من أجل إقناع ماجدولين بنسيان استيفن، والتعلق بادوار.

وتعلن الجريدة العسكرية عن موت شقيق استيفن (أوجين ولتز) في المعركة مع العدو وذلك بعدما انقطع حزام سرجه ، وكان بالياً واهياً، فعجز عن التماسك فسقط عن جواده فداسته حوافر الخيل.

ثم إن استيفن يكلف صديقه (فرتز) بالإشراف على بناء بيته الذي يحلم بأن يضمه مع ماجدولين كزوجين متحابين ويتم البناء له، ثم يُساق إلى استيفن رزقاً من حيث لا يحتسب، وذلك من خلال وصية لقريبه الذي مات وكان بجانبه، فقد أوصى له بعشرين ألف فرنك يأخذها في الحال، وعشرة آلاف يأخذها في كل عام، فيطير فرحاً بهذه البشرى، ومن ثم يبحث عن بيت صغير يشرف على نهر جونتج؛ ليحقق أحلامه  الوردية مع ماجدولين، فيجد بيتاً متداعياً ويبدأ بترميمه، ومن ثم يقرأ بالجريدة العسكرية خبر وفاة أخيه، فيحزن، ويبكيه.

ويتوجه استيفن إلى (ولفباخ) ليخطب ماجدولين بعد أن تحسنت أحواله، وابتاع بيتاً وبنى آخر.

لكن استيفن يصعق عندما يصل إلى بيت ماجدولين، ويجد صديقه ادوار يجلس معها على مقعد واحد ويتبادلان حديث الحب والغرام، فيؤنبهما على ذلك، ويشتد عليه الأمر كثيراً حتى كاد أن يفقد عقله، ويعود إلى منزله، وهو يقول:

” آه لقد فقدتك يا ماجدولين”.

ثم تتدفق الرسائل من استيفن إلى ماجدولين يضمنها عتابه الشديد لها، ولخيانتها مع صديقه بعد أن تعاهدا على الزواج، ولكن دون جدوى.

ويتسلل استيفن إلى مخدع العروسين ماجدولين وادوار يوم  زفافهما، فسمعها تقول له ” أنت حياتي التي لا حياة لي بدونها”، فجن جنونه، ومزق صدره بأظافره تمزيقاً حتى سقط إلى أسفل السلم، وهو بين الحياة، والموت حتى استيقظت الخادم “جنفيان” وأنقذته؟

وعند عودة استيفن إلى منزله أصابه نوع من الهذيان ، ومن ثم اليأس ، وقام بالسهر على رعايته صديقه فرتز، وزوجته جوزفين، ثم يخرج استيفن من أزمته رويداً رويداً حتى يتعافى، ويكون له سلوة عن حبه القديم بالانشغال بفن الموسيقا، وبالأنس بأسرة صديقه فرتز.

يموت والد ماجدولين ، ثم تشعر بفتور العلاقة بينها، وبين زوجها ادوار، وتخبر صديقتها سوزان بذلك.

ثم يموت والد استيفن، ويترك له الأموال الكثيرة، فيجمع استيفن بين الغنى، وإتقان فن الموسيقا.

وتُفاجأ ماجدولين بمصيبة حلت عليها كالصاعقة، وهو إفلاس زوجها ، وبيعه لكل ما يملك بسبب المقامرة ، والمضاربة التي أدمن عليها، ومن ثم يمرض ادوار، ويدعوه استيفن للمجيء إليه؛ لرعايته فيلبي الدعوة، ويأتي مع زوجته ماجدولين، وتعود الذكريات المريرة بين استيفن، وماجدولين التي خانته في حبها، ثم يتعافى ادوار قليلاً ويعود إلى القمار، فيخسر، ومن ثم يبيع قصره، ثم يسافر فارّاًمن الديون التي تراكمت عليه من دون أن تعرف ماجدولين وجهته، ثم يأتيها نبأ انتحاره، وكانت ماجدولين قد باعت بيت والدها لتسدد بعض ديون زوجها.

وتتوجه ماجدولين إلى قريتها ولفباخ بعد أن فقدت كل شيء، وأوشكت على الولادة، ويأتيها المخاض وحيدة كئيبة يائسة، ولم يحضر ولادتها غير زوجة البستاني، وعجوز من جاراتها بعد أن استأجرت غرفة في بيت والدها القديم.

وبعد معاناة شديدة لم تعد تقوى على تحملها تقرر الانتحار، فتذهب بطفلتها إلى بيت استيفن، وكانت مقنعة، فتضع الطفلة في لفافة بالقرب من البستاني، وعليها ورقة ثم تهرب، فيأتي الخبر لاستيفن، فيقرأ الورقة وإذا بها كلمة الموت، فيسأل عن وجهتها، فيُقال له إنها توجهت نحو النهر، فيلاحقها من أجل إنقاذها، ولكن هيهات هيهات، فقد وصل متأخراً، لأن الروح قد فارقت الجسد، فيشتد حزن استيفن، ويسقط مغشياً عليه.

ويندم استيفن أشد الندم، ويحزن أشد الحزن، ثم يتوجه إلى قريته بعيداً عن الناس، ويختار حياة العزلة عقاباً لنفسه على تقصيره إزاء أحبائه(ماجدولين – شقيقه…) فيسمع أصدقاؤه، ومحبوه بكارثته، وقصة عزلته، فيجتمع منهم جمع غفير، ضم بين حاشيته كبار الموسيقيين، ونوابغ الممثلين، ورجال الشعر والأدب، ويتوجهون لزيارته، ويستقبلهم استيفن بوجه طلق، ويعدّ لهم في الحديقة مائدة عظيمة للعشاء.

ويجلسون جميعاً، ويوقعون على بعض الألحان، ثم يذكرون حياة بيتهوفن ذلك الموسيقار العبقري الذي عاش حياة بائسة، فيقص عليهم استيفن قصة موته، ومن ثم يستأذنهم ، بأن يسمعهم لحن بيتهوفن الأخير الذي وقعه في آخر حياته، فتتهلل وجوههم فرحاً، وينصتون.

يشرع بتوقيع ذلك اللحن ” ربّ لمَ أشقيتني وما أشقيت أحداً من عبادك”.

وما أتى على النغمة الأخيرة حتى نهض القوم جميعاً يصفقون بحرارة ويهتفون “ليحيا استيفن”.

ولكن علامات الموت تظهر على استيفن، فيميل رأسه على رأس كرسيه، وقد اقشعر وجهه، وتغيرت سحنته، فطارت ألبابهم وطاشت عقولهم، فيرون أن موته يشبه موت بيتهوفن، ثم يفتح عينيه في اللحظات الأخيرة، ويوصي بتركته، أن تكون بين ماجدولين الصغيرة، وبين فرتز، ويوصي أيضاً أن يُدفن مع ماجدولين في قبرها، ويوصي الجميع ألا يحزنوا على موته.

***

ثمة كوكبة من الكتّاب، والأدباء البارعين النهضويين، قد أتحفتنا في نتاجاتها المتنوعة، والمتميزة، وكان لها قصب السبق والريادة في بعض الفنون، وفي طريقة التعبير، والتعاطي مع منتجها، ومن هؤلاء الكتاب المازني، والعقاد، والرافعي، وطه حسين، والمنفلوطي، وآخرون…

واليوم نقف عند رواية للكاتب الكبير مصطفى لطفي المنفلوطي.

الرواية التي أقف في رحابها هي ليست من تأليف المنفلوطي، وليست من ترجمته، وإنما من تعريبه إن صح التوصيف، وهذا لا يقل شأناً عن التأليف.

هذه الرواية من تأليف الأديب الفرنسي (ألفونس كار) وهو كاتب رومنسي.

من يقرأ الرواية ولديه الذائقة العربية السليمة مباشرة ،ومن دون عناء يدرك أن المنفلوطي لم يقم بترجمتها، وإنما قام بتحويلها إلى العربية، بطريقة رفيعة المستوى وفائقة البراعة، فألبسها ثوب العربية كاملاً، وجردها من الثوب الفرنسي، وذلك عبر صهرها في قالب فصيح بليغ بديع حشد فيه الصور، والتشبيهات، والاستعارات، والكنايات، وفنون البديع ، وعلم المعاني، مستعرضاً تمكنه من ناصية وأدوات اللغة من جانب، وخياله الخصب المتقد من جانب آخر.

 الرواية التي بين أيدينا لا تحمل البصمات، ولا الصبغة الفرنسية، من حيث الشكل  ، وإنما هي رواية عربية خالصة، أما من ناحية المضمون ، فتتشابه القصص، والأحداث، والمصائب بين شعوب العالم؛ لأن الجميع يعيش على هذه البسيطة ، ولا يمكنه أن يتجاوز إنسانيته مهما بلغ من العلم والمعرفة.

لا أعتقد أن المنفلوطي قد قام بتعريب، وإعادة بناء هذه الرواية بسبب إعجابه بها، وبمضمونها فحسب، وإنما الدافع وراء ذلك أن يظهر براعته، ومهارته ،وإتقانه لفنون العوم في لجاج بحور العربية، ومناخ هذه الرواية يساعده في استعراض غوصه لاقتناص الجواهر، والدرر ،واللآلئ العربية ، لماذا؟ لأن الحب والغرام إضافة إلى الطبيعة هما الرافعتان الأساسيتان؛ لإظهار جمال العربية، وسحرها ،وسموها، وتربعها على ذروة اللغات.

فالرواية باختصار شديد كما مرّ آنفاً تعرض لحالة رومنسية وقعت بين فتى، وفتاة انتهت بمأساة عاشقين من دون أن يظفرا ببعضهما، وذلك بسبب الظروف، والبيئة الاجتماعية التي حالت بينهما.

تذهب معظم الرواية في المراسلة بين العاشقين (ماجدولين واستيفن) من جهة، وبين تلك الشخصيات الفرعية التي لها علاقة مع أحد الطرفين(ادوار – سوزان – هومل – مولر )

من جهة ثانية، وهذه الرسائل المفعمة بلوعة الشوق، والهيام والغرام استطاع المنفلوطي أن يجيرها إلى العربية، ويجعلها تمتح من معينها، فظهرت لنا لوحة رائعة مرصّعة بسبائك ذهبية، وبقوالب وألوان تبهج الناظرين.

صفوة القول: لم يقم المنفلوطي بتعريب هذه الرواية ليكشف لنا اللثام عن نظرية فلسفية جديدة (كالوجودية والماركسية…) أو ليقدم لنا قصة غربية، وغريبة مذهلة، ومدهشة، وليس لها شبيه، ولا نظير في تراثنا العربي، بل على العكس فإن تراثنا العربي يحفل، ويفيض بقصص مشابهة لهذه الرواية، فما قصة عنترة، وعبلة، وقيس ولبنى، وجميل وبثينة، ..ببعيدة عن هذا النمط.

ولكن الذي أراه من هذا التعريب، وهذا الاختيار هو إتحافنا بسيمفونية  بديعة صبّ فيها معظم فنون اللغة العربية، وخريطة تجلياتها، وقد أفلح، ونجح في ذلك، وجعل النشوة تتسلل إلى قلوبنا فرحاً، ومتعة بهذا العمل.

ولا بأس في النهاية من ذكر بعض تلك التعابير الجميلة، والجمل المؤنقة:

  • حتى مشت جذوة النهار في فحمة الليل.
  • حتى حلق طائر الكرى فوق أجفانها.
  • فقد ملأ جمالك فضاء قلبي فلم تبق فيه بقية لسواك.
  • ثم أقبل المطر يمزق قطع السحاب ويفتح لنفسه والبرق طريقاً في خلالها، ثم همى فسالت به الأودية والرجاء.
  • إنها السعادة النفسية العالية التي لا تستمد بهجتها ورواءها من القصور والرياض، والأثاث، والرياش والفضة، والذهب.
  • ولا أطرب لرؤية الشمس ساعة شروقها إلا لأني أرى فيها صورتك، ولا لسماع أغاريد الطير في أفنانها إلا لأني أسمع فيها نغمة حديثك، ولا لمنظر الأزهار الضاحكة في أكمامها إلا لأنها تمثل لي ألوان جمالك.
  • وإذا أشرفوا على الطبيعة ضاقت صدورهم بمناظر غياضها ،ورياضها، وآجامها وأحراشها، واستوحشوا فيها ،وحشة السائر في فلاة جرداء، أو الهائم في منارة جوفاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى