مقالات

هل يتحول العرض الروسي لاتفاق مع الأتراك و يضخ الدم في جسد النظام الميت؟

مناف السيد

أديب سوري
عرض مقالات الكاتب

في الوقت الذي بدأت به علامات انهيار النظام المجرم تبدو أكثر وضوحاَ من أي وقت سابق ،حيث بدأنا نشاهد من خلال متابعتنا لصفحات التواصل الاجتماعي خروج بعض الموالين للنظام عن صمتهم الطويل من خلال صفحاتهم الفيسبوكية ليعبروا عن حالة الجوع التي لحقت بهم، فهم لم يخرجوا عن صمتهم لو لم يصل البل لذقونهم كما يقال ،أو لو لم يصل الجوع بطونهم!
فأطل علينا من أيد المجرم بشار في كل جرائمه، بل واعتبرها نصراً له ولسيده و على مدار السنوات السابقة وعلى رأسهم الفنانون وبعض المقربين من بشار، حتى وصل الأمر لخروج بعض أفراد عائلته ليطلبوا من سيدهم تحسين الحالة الاقتصادية وتوفير مستلزمات الحياة كي يستطيعوا الاستمرار بتأييده ومناصرته في حربه على الإرهاب كما يسمونه !وذلك من خلال مقترحات جوفاء لا تسمن ولا تغني من جوع كتغيير وزير أو محافظ ،أو ربما طالبوا بتغيير نقابة الفنانيين كون أكثر من أطل علينا وطبل لسيده هم الفنانون.
في هذا الوقت بالذات ومع الانهيار الواضح والمتسارع لقيمة الليرة السورية والتي أدت لظهور البوادر التمردية السابقة، ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية وتخبط الأسد في كيفية الخروج من هذا المأزق الانتخابي والذي اتضح من خلال صمته وصمت إعلامه عن هذا الاستحقاق حتى هذه اللحظة. تأتي اتفاقية فتح المعابر التي قدمها الروس للجانب التركي كسيروم لإنقاذ هذا النظام ،وكترياق لإعادة الحياة له قبل إعلان موته الحقيقي كونه مات سريرياً منذ سنوات ومع أول صرخة حرية لأطفال درعا.
إن إعلان اتفاق فتح المعابر والذي تضمن طلب من الروس إلى الجانب التركي فتح ثلاثة معابر إثنين في إدلب و واحد في ريف حلب الشرقي ، طلب قابله صمت تركي على هذا العرض فلم يصدر حتى الآن تصريح من الجانب التركي بشأن موافقته أو رفضه ، فهو يعتبر ورقة رابحة وانتصار للسياسة الروسية الداعمة للنظام ،و إخراج آخر للنظام وليس أخيرًا من المآزق التي انحشر بها على مدار سني الثورة.
في الجانب الآخر، خرج ناشطون كثر وطالبوا بعرقلة هذا الاتفاق – في حال كان اتفاقًا- كونه سيؤدي لإعادة الحياة إلى مناطق سيطرة النظام ،وإنعاشها من جديد ،وإعادة حالة التأييد لهذا النظام من قبل حاضنته والتي أثبتت التجارب وعلى مدار السنوات السابقة ،وفي حالات عديدة أن هذه الحاضنة العمياء لن تخرج عن صمتها إلا إذا جاعت، فطالب هؤلاء الناشطون من خلال كتاباتهم وتسجيلاتهم الصوتية بالوقوف بوجه هذه “الاتفاق” ولو أضطر الأمر إلى استخدام العنف وقطع هذه المعابر ومنع دخول المواد إلى مناطق سيطرة النظام!
وهنا نسأل ماذا ستكون ردة فعل النظام والروس طبعاً كونهم من يحمي النظام ،ومن يجد له حلولاً للخروج من أزماته المستمرة إذا تمت عرقلة هذا الاتفاق على أرض الواقع فعلاً
هذا إن وافقت عليه تركيا اصلاً
وماهي خسائر الثورة والمناطق المحررة إن تم هذا الاتفاق؟
وهل ستكون فصائلنا ضامنة للاتفاق أم معرقلة له؟ والعديد من التساؤلات التي لم نجد لها إجابة حقيقية إلا إذا أصبح “العرض” اتفاقًا حقيقياً وطبق على أرض الواقع !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى