مقالات

روسيا.. أكذب أكذب حتى تصدق نفسك !

جهاد الأسمر

كاتب ومحامٍ سوري.
عرض مقالات الكاتب

مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية التركية وفي معرض رده على ما اقترحته روسيا على لسان الكسندر كاربوف نائب مدير مركز المصالحة الروسي في حميميم بشأن فتح المعابر في الشمال السوري علّق المسؤول التركي قائلًا: أن بلاده لم تبرم أي اتفاق مع الروس بشأن فتح معابر مع النظام في إدلب وحلب”.

وفي تصريح آخر لمصدر عسكري تركي قال:”إن تركيا تلقت عرضًا من روسيا بشأن المعابر إلا أنها أي -تركيا-لم تقم بإبرام أي اتفاق يتعلق بالاقتراح الروسي.

وأضاف عين المصدر العسكري:”أن الدعاية الإعلامية الروسية حول الاتفاق تهدف للضغط على بلاده للوصول إلى اتفاق بشأن المنطقة.

فمقارنة ومقاربة بما جاء على لسان المسؤوليَن التركيَّين في معرض ردهما على الاتفاق التي زعمت روسيا أن تركيا أبرمته معها وتكذيبهما لما جاء فيه بشأن هذه المعابر التي اقترحتها روسيا وبين ما قاله نائب مدير مركز حميميم للمصالحة يلاحظ مقدار وحجم التدليس والكذب الذي تحاول روسيا أن تشيعه لدى الرأي العام المحلي،والعربي،والدولي لتستفيد ما أمكنها أن تستفيده من هذه الدعاية الإعلامية،ولتقوم بخلط الأوراق وإحداث ما يمكنها إحداثه من بلبلة واختراق للصفوف الذي تحدثه عادة هذه التصريحات والأكاذيب، هذه الأكاذيب التي أضحت ديدن روسيا ومذهبًا تذهب إليه وهي التي اعتدنا عليها منذ تدخلها في سوريا عام ٢٠١٥ ووقوفها إلى جانب النظام بحربه على الشعب السوري، ربما الشيء الوحيد الذي رآه الشعب حقيقة جلية هو حجم الدمار والجرائم التي ارتكبتها منذ تدخلها العسكري بسوريا.

الدعاية الإعلامية الروسية التي جاء على ذكرها المصدر التركي العسكري بشأن تصريح ألكسندر كاربوف نائب مدير مركز حميميم للمصالحة بشأن توصله لاتفاق مع تركيا بشأن المعابر في الشمال السوري والكذب الذي رافق إعلانه يذكِّرنا بوزير الدعاية لدى الزعيم الألماني هتلر “بول جوزيف غوبلز”الذي كان يقول”سأظل أكذب وأكذب إلى أن يصبح الكذب حقيقة” مع فارق جوهري هو أن غوبلز عندما كان يكذب كان يثق بالقدرات الألمانية وبالجيش الألماني الذي كانت لدية القدرة العالية على تحويل كذب غوبلز اليوم إلى حقيقة ملموسة وواقعة غدًا في حين أن الكسندر كاربوف وتصريحاته الكاذبة ستظل في حيز الكذب والتدليس ولن ترى النور يوما بالنظر إلى ما استند عليه غوبلز من أرض صلبة دعمت كذبه الذي أصبح حقيقة بالغد،ومن أرض هشة رخوة يطلقها الروس الذين لا تسعفهم قدراتهم ليجعلوا كذبهم اليوم لحقيقة غذا.

فالكسندر كاربوف لم يكن يوما غوبلز،وبوتين لم يكن هو الآخر يوما بهتلر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى