مقالات

النظام على”المنفسة” وروسيا تطلب رئة لإنعاشه

جهاد الأسمر

كاتب ومحامٍ سوري.
عرض مقالات الكاتب

نائب مدير مركز المصالحة الروسي التابع لوزارة الدفاع الروسية الكسندر كاريوف قال بالأمس: “أنه وبعد استدعاء وزارة الخارجية التركية للسفير الروسي في أنقرة،ومنعًا للتصعيد معها وجّه وعلى خلفية صعوبة الأوضاع في الشمال السوري وجّه مقترحًا للجانب التركي بفتح معبري “سراقب وميرناز” في إدلب،ومعبر”أبو الزندين”في حلب.

وأوضح كاربوف في هذا التصريح أن الاقتراح يشمل عمليتي اطلاق الشاحنات الإنسانية وخروج النازحين عبر الممرات اعتبارًا من 25 آذار الجاري؟!

المقترح فيه من اللغط والتدليس ما فيه فهو أولًا يتكلم عن صعوبة الأوضاع المعيشية في مناطق الشمال المحرر ويظهر أن روسيا مهتمة ومتعاطفة مع أوضاع النازحين،والمهجرين،في الشمال السوري بينما الحقيقة وواقع الحال أن من جعلت وتجعل أوضاع النازحيين والمهجرين على هذه الصورة غير الدقيقة التي وصفها كاريوف لمن يعيش في المحرر هو القصف الروسي شبه اليومي لكل مقومات الحياة فيه من أنشطة اقتصادية بدائية مثال “حراقات النفط” التي استهدفها الطيران الروسي غير مرة فحتى المستشفيات لم تنجو هي الأخرى من إجرامها وآخرها القصف الذي تعرض له مستشفى الأتارب ونجم عنه عشرات القتلى والجرحى من مراجعين وللكادر الطبي فيها، ثم وليزيد التدليس تدليسًا يقول نائب مدير مركز المصالحة الروسي:”عن أن فتح المعابر لأجل النازحين لخروجهم عبر هذه المعابر” ولا ندري ما الذي قصده بالخروج هل قصد خروج من يسكن المحرر باتجاه النظام ليقفوا على طوابير الخبز والغاز والزيت في مناطق النظام؟ وكنا قد شاهدنا أن المعابر التي فُتحت في السابق لأجل الخروج من المحرر قد خلت تمامًا من أي شخص يريد الانتقال من المحرر إلى مناطق النظام وباتت حديثًا للمتهكمين والساخرين،فمن يريد الخروج باتجاه المحرر هم الرازحون في مناطق النظام الذين يحاولون الهروب للتخلص من الواقع المعيشي المزري الذي يعيشونه بدليل خروج عشرات الفيديوهات اليومية التي تشرح ما يكابدونه من أوضاع حتى على من هم يُفترض أنهم يعيشون ببحبوحة من ممثلين وكتاب وسياسيين وخلافهم.

ثم من الذي منع غير مرة وفي جلسات لمجلس التي عقدت لمناقشة الوضع الإنساني في سوريا من فتح المعابر أليست روسيا؟ فقد نقضت مشاريع قرارات لفتح معابر ولم تبقِ إلا معبر باب الهوى مفتوحًا للحالات التي جاء على ذكرها كاريوف!

الحقيقة أن روسيا ومن خلال هذا المقترح لا تنظر إلى من هم في الشمال على الوجه الذي تدعيه بدليل ما تقوم به من جرائم بحقهم ولا ريب أن ما دفعها لعرض هذا المقترح على الجانب التركي هو الوضع المعيشي الخطير الذي يعيشه النظام وهي بهذا المقترح الذي اقترحته بفتح المعابر الموما إليها أعلاه إنما تريد أن تلقي بطوق نجاة للنظام وتمده بحبل سري ،وبنسغ الحياة التي جفت أوتكاد تجف.

يبدو جلياً أن روسيا وبقصفها المتكرر للشمال السوري يحمل في طياته تهديدًا ووعيدًا وضغطًا على تركيا، وتتزامن العربدة الروسية هذه مع ما وصل إليه النظام من ضيق واختناق ،وتريد روسيا بهذا أن توصل رسالة أنني سأظل أقصف مالم يتم فتح رئة للنظام ليتنفس من خلالها عبر هذه المعابر.

المقترح عرفناه وعرفنا وما يرمي إليه ،فهل ستقبل الفصائل الثورية بهذا المقترح أم سيكون لها رأي آخر فيه؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى