مقالات

تسلح الحوثيين بالتّقية والتقنية!

أ.د فؤاد البنا

أكاديمي ورئيس منتدى الفكر الإسلامي
عرض مقالات الكاتب

من يتأمل مسيرة الحوثيين منذ نحو ثلاثة عقود؛ يدرك بوضوح أنهم بعيدون عن القيم مجافون للأخلاق ولا يكادون يضعون اعتبارا للأعراف الاجتماعية والتقاليد الإنسانية.
ومن الموضوعات التي تؤكد هذه القناعة قيامهم بالجمع بين التقية والتقنية في أذية من عداهم، وذلك بصورة منسقة ومهارة عالية، مما يجعلهم أكثر المليشيات (براجماتيةً) في العالم، حتى أن تعاليم الإيطالي (ميكافيللي) تتقزم أمام ما يجترحونه في الواقع من عجائب وغرائب، ولو بعث ميكافيللي لألّف كتابا جديدا تحت عنوان (الإمام) بدلا عن كتابه (الأمير)!

ويمكننا القول بأن الحوثيين قد أبدعوا في اجتراح الأكاذيب تحت لافتة التقية التي يزعمون أن أئمة آل بنت النبي صلى الله عليه وسلم قد مارسوها وحثوا أتباعهم على استخدامها في خداع الخلق والإيقاع بالخصوم، وما زال الحوثيون يرتقون مدارج التقية حتى صاروا يكذبون كما يتنفسون، ويخادعون غيرهم كما يأكلون ويشربون!

ومع شدة التعجب مما فعلت هذه العصابة في يمن الإيمان والحكمة، فإن الأعجب من ذلك هو أنهم وجدوا من يصغون لهذه الأكاذيب ويتعاملون معها كأنها حقائق مسلمة، وذلك نتيجة ضعف التدين وشيوع الجهل، بجانب تفنن أباليس الحوثية في تزويق الباطل وتزيين الزور، نتيجة توظيفهم للدين واستخدام هتافات المقاومة والممانعة وشعارات العداء لليهود والأمريكان!

وبرع الحوثيون في استخدام التقنية التي توفرت لهم في سبيل قتل أكبر عدد من اليمنيين المعارضين لهم، وذلك بالتفنن في التعذيب وابتكار أساليب جديدة في انتزاع الأظافر وتهشيم العظام وتذويب قطع اللحم الآدمي، مستفيدين من خبرات الأنظمة الطائفية في أيران وسوريا والعراق.
ونجحوا بالاستفادة من الخبراء الإيرانيين في تطوير صناعة الطائرات المسيرة والصواريخ التي تحمل الموت الزؤام لكثير من الأبرياء. وبرزت هذه التقنية أكثر في صناعة الألغام والمواد الناسفة التي تعصف بأجساد البشر وتعصف بمقومات حياتهم، وتفننوا في صناعة أشكال لا تخطر على بال الشيطان من هذه الألغام، كالأحجار وأواني المياه ولعب الأطفال!

وفي هذا الإطار يقال إن الشيطان وزع جنده على بلدان العالم ليفتنوا الناس وقال لهم: وأنا سأمضي إلى اليمن، فقالوا له: هل يستحق اليمنيون أن تمضي بنفسك لإغوائهم؟ فقال: إنما أذهب إلى اليمن لأتعلم من الحوثيين حيلاً وألاعيب جديدة في إغواء البشر وقصف أعمارهم!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى