المصارحة قبل المصالحة
الذين يتلهفون على الوساطة التركية بين نظام السيسي والمعارضة المصرية بالخارج عليهم أن يهدأوا قليلاً ، عودة ، العلاقات المصرية التركية أمامها مشوار طويل وتحديات صعبة وأطراف تسعي للعرقلة والتعطيل.
ما جرى خلال سنوات ما بعد الانقلاب الدامي ، وما صنعت سياسة الانقلاب من شروخ لا يمكن أن تحل بين ليلة وضحاها ، فضلاً عن العقلية التي ينتمي إليها الانقلاب ، والتي ترى في النموذج التركي مهددًا لبقائها ! والسبب في ذلك نجاح التجربة التركية بحكم مدني ديمقراطي ، أدّى لتطور عسكري مذهل ، وفي جانب الانقلاب تراجع في كل شيء بما فيها ” العسكرية” في ظل حاكم عسكري منقلب !
في أحسن الأحوال في المنظور القريب ما سيتم هو التهدئة وليس التسوية وإذا نجحت التهدئة بمرور الوقت تتحسن الأمور وتكون مرحلة التسوية وعودة العلاقات الدافئة.
لكن تبقى الأسئلة الأهم ، بالفكر السائد لدى النظام ،( مفيش حاجة ببلاش ، ماذا لدى المعارضة يحتاجه السيسي كمقابل للمصالحة مع المعارضة وتحريك ملف المعتقلين وغيره ؟)
المصالحة ولم الشمل ورد الحقوق ورفع الظلم أمنية لكل وطني ، لكن حتى لا نبني القصور على رمال الشاطئ ، ثم تأتي الأمواج غير المتوقعة فتهدم الأحلام وتكسر النفوس والقلوب والآمال ، وقد عشنا تجارب كثيرة من هذا النوع.
نعم للمصالحة العادلة ولا للأحلام والأوهام وتكرار المشاهد بلا عائد .