مقالات

الفجور في الخصومة

د. عز الدين الكومي

كاتب مصري
عرض مقالات الكاتب

تابعت ماكتبه د.ياسر برهامي حول زعمه عن المصالحة بين الإخوان والنظام، من خلال حديث نائب المرشد على (قناة الجزيرة) إنه “إذا عُرض على المعارضة المصرية – ونحن جزء منها- حوار مع النظام بما ييسر أوضاع المعتقلين، ويحسن أحوال الشعب، فلن نرفض، وإن أي تقارب بين تركيا والنظام المصري يجب أن يراعي وضع المعتقلين السياسيين داخل مصر، وكذلك عدم التنازل عن دماء الضحايا الذين سقطوا بعد الانقلاب”.
وكنت أتوقع من برهامي أن يتوارى خجلاً عن مواقف حزب النور المخزية والتى أيد خلالها الانقلاب العسكرى وسفك الدماء المعصومة، ووصف السيسى بالإمام المتغلب الذى تجب طاعته.
لكنه يعتبر أن المصالحة مع النظام الانقلابى ستفضي إلى عودة الإخوان، وبالتالى ستسعى لتدمير الدعوة السلفية، ونسي أوتناسى أنه هو ومن شاكلته من شيوخ السلطان هم من دمّروا البلاد وأذلوا العباد، بزعم مراعاة المصلحة، واختيار أخف الضررين وغير ذلك من الشماعات المفضوحة.
ويزعم كذلك أنه لاشماتة، ولكنه في الوقت نفسه يتمنى أن يعود الإخوان إلى رشدهم ! وكأنه يريد من الإخوان أن يكونوا مثله مخبرين لدى أمن الدولة !.
وزعم برهامي بأن حزب النور أو كما يطلق عليه المصريون “الزور” ، أفسد على الإخوان خططهم الشيطانية.
ويدعي كذباً أن الإخوان يقولون بحرية الشذوذ ! وأن قيادتهم مابين قطبية وعلمانية.
وأن الإخوان كانوا حريصين على سفك دماء أبنائهم وأبناء غيرهم من السلفيين الذين كانوا معهم، وتم التغرير بهم!
والسؤال لبرهامي، من الذى سفك الدماء العسكر أم الإخوان؟
برهامى يريد من الإخوان أن يفهموا السلفية كما يفهمها حزب “الزور” من الخضوع والخنوع والتطبييل للعسكروطاعة ولى الأمر المستبد، حتى ولو أخذ مالك وجلد ظهرك و….
وقالوا على سبيل الدعابة: إن امرأة قالت لزوجها أريد ان أختبر ابني ماذا سيكون في المستقبل؟
فقال الرجل لزوجته سنضع له اختبارًا.
سنضع في غرفته مصحفا، و 100دولار، وقارورة خمر.
لنختبر ماذا سيختار ابننا؟
فقال الزوج إذا اختار المصحف فسيكون عالمًا، وإذا اختار المال فسيكون تاجرًا، وإذا اختار الخمر فسيكون فاسقًا.
دخل الابن الغرفة وأبواه يراقبانه فتأبط المصحف، ووضع المال في جيبه، وشرب قارورة الخمر.
قالت الزوجة لزوجها ماتفسيرك لما حدث؟
فقال لها الولد سيكون قيادياً فى حزب النور!
وبما لايخالف شرع الله؟!!
فهذا حال أغلبية أعضاء”حزب النور” الذى اختار مساندة ودعم انقلاب 3يوليو 2013 ، على الرغم من الخروج على الحاكم الشرعى.
ومنذ الانقلاب على الرئيس المنتخب”محمد مرسي”، وحزب النور يمارس مسلسل السقوط الأخلاقى المدوى، الذي بدأً مع حضور “جلال مرة” بيان الانقلاب، مروراً بتأييد دستور العسكر والحشد له وانتخاب قائد الانقلاب وبرلمان الجهات الأمنية.
والطريف أن حزب النوريحاول تقنين أفعالة المخلة، ليجعلها شرعية، ولكنها فى الحقيقة هى مجرد رقص وتطبييل من أجل البقاء ليس إلا!
وهذا يقودنا إلى معرفة نشأة هذا الحزب المشبوهة :
فقد قال طارق حجي على إحدى شاشات التلفزة: إن حبيب العادلي وزير الداخلية السابق أكد له أنه جنَّد جيشاً من السلفيين لمواجهة الإخوان المسلمين لخدمة نظام مبارك وكسر عضد الإخوان، والعمل على تشويه صورتهم في الشارع المصري.
وقال حبيب العادلى : “نحن توصلنا إلى الجماعة التى ستعمل على تفتيت عضد الإخوان المسلمين، وتعمل على تشويه صورتهم”. هذه هى بداية هذا الحزب المشبوه.
إنها تناقضات “حزب النور” وفضائحه الكريهة، وفي الوقت الذى كان يضع وردة محل صورة المرشحة، فقد رأينا – بالصوت والصورة- ناخبات الحزب يشاركن الراقصات أمام اللجان للحشد لقائد الانقلاب- إمامهم المتغلب – بلا حياء أوخجل!!
ولم يكتف برهامي وحزبه بتأييده لنظام الانقلاب، بل أيَّد بيع جزيرتي( تيران وصنافير للسعودية)، وهكذا يدور حزب النور مع الباطل حيثما دار. لمصلحة من؟ ومن المستفيد؟ ومن الذي ينفق عليه وجعل له مقرات على مستوى القطر المصري؟!!
كما دافع الحزب عن نظام الانقلاب وجرائمه في المذابح وفض اعتصامي رابعة والنهضة.
مما يرجح بأن استمرار الحزب فى القيام بدور “المحلل” بهذه الصورة المقيتة مرده إلى الخوف من اعتبار العسكر أن اعتزالهم العمل السياسى قد يفسر على أنه رفض للانقلاب.
فلم يكن أمام “حزب النور”، من خيار سوى دعم الخطوات التى تمت عقب الانقلاب العسكرى بدءًا من القمع الذي كان ، والمجازر والانتهاكات التي وقعت حتى اليوم!!
وقد استمرأ أعضاء “حزب النور” فعل الموبقات ؛ فقد سربت إحدى وسائل الإعلام الصهيونى، مقطع فيديو عن لقاء بين نادر بكار مع «تسيبي ليفني» فى جامعة هارفارد بناء على طلب بكار؟!
ونقلت إذاعة “صوت إسرائيل” عن مصادر مقربة من ليفني، إن اللقاء حصل فعلاً.
محمود عباس، عضو الهيئة العليا سابقًا بحزب النور، قال : إن ياسر برهامي، يتلاعب بأعضاء الحزب والدعوة السلفية، وتساءل“أليس برهامي من حذركم أثناء الانتخابات البرلمانية من إعطاء الفرصة لساويرس أن يشكل الوزارة؟ أليس هو من طالب نادر بكار وغيره بمهاجمة ساويرس، وأنه متهرب من الضرائب؟ هل جاءت الأوامر لبرهامي بتعديل الدفة بدلاً من مهاجمة ساويرس.. يجب أن تتعاون معه؟”.
وأكد بأن برهامي لعبة في يد النظام يحركه كيف يشاء، كما أنه شخصية متناقضة، يقول الفتوى وعكسها، حرم دخول القبطي مجلس الشعب، وعاد ليحلله!
ولتأكيد ما ذهب إليه محمود عباس : حزب النور رشح أقباطًا على قوائمه الانتخابية، بعد أن نصّ قانون الانتخابات ساعتها، بأن القائمة الانتخابية يجب أن تضم عدداً معيناً من الأقباط، فخرج برهامى ليقول: “ترشح الأقباط على قوائم “حزب النور” مبنى على قاعدة مراعاة المصالح ودرء المفاسد، كما أن هذه القضية بها خلاف شرعى، وأن الحزب عندما رشح الأقباط كان يبتغى مصلحة الوطن أولا”.
رغم فتواه السابقة بعدم جواز ترشح المسيحى للانتخابات البرلمانية، لأنها سلطة تشريعية ورقابية، ويحق لها عزل رئيس الدولة ومحاسبة الحكومة، قائلا “لا يحل للكافر أن يتولاها”. كان ذلك قبل الانتخابات البرلمانية عام 2012.
بدوره قال الدكتور محمد عبد المقصود: إن”حزب النور قام بدور “المحلل”، وهو مشارك في جرم الانقلاب وإن ياسر برهامي رجل تابع للمخابرات “وبيقبضوا فلوس، والأيام هتكشف وأنا تحت يدى وثائق” .
وكتب خالد حربي- أحد أعضاء حزب النور السابقين- الذى تم اعتقاله بعد ما فضح برهامي قائلاً له :
هل تذكر أنك:
منعت الشباب أن يخرج في الثورة، وأعلنت يوم 25 عن أطول درس في التاريخ من الظهر حتى العشاء، لكى تضمن ألا يخرج أحد من الشباب في الثورة ؟!!
هل تذكر أنك:
كنت أول من شق صفوف الثوار حين خرجت بعد التنحى مباشرة تلعن العلمانيين الذين سيغيرون المادة الثانية والتى لم تكن مطروحة أصلا للتعديلات، حتى قال لك الشيخ محمد عبد المقصود لا تفتعل معارك وهمية تغطى بها موقفك السيء من الثورة؟!
هل تذكر:
حين طلبت منك أسرة سيد بلال الشهادة في القضية فرفضت، خوفا من غضب الداخلية عليك؟!
هل تذكر:
اعترافك بأنك كنت على علم بكل ما يدبره العسكر لإقصاء حازم أبوإسماعيل قبلها بـــ 6 أشهر، وحين سألناك لماذا لم تحذره؟ بررت صمتك بأنك لا يصح أن تفشى سر العسكر !
هل تذكر:
حين طلب منك عنان بالأمر الصريح التراجع عن تأييد مرسى، فأعلنت تأييد (أبو الفتوح) ثم أوعزت لمن حولك بعدم المشاركة أصلا فى الانتخابات، وسقط أبو الفتوح في الإسكندرية، وحرم مرسى من الأصوات التي ذهبت إلى حمدين وشفيق.
يذكر أن ياسر برهامى هذا التقي أحمد شفيق في منزله، وحاول أن يبرر موقفه المخزى بقوله : إنه قبل إعلان النتيجة بيوم وردت إليه معلومات تؤكد بأنه فى حالة إعلان فوز شفيق ستقع اشتباكات دموية، وأن الإخوان سيعتبرون أن إعلان هذا الفوز مزور، وسوف ينزلون إلى الشارع لأنهم متخوفون تخوفا شديدا من بطش الفريق شفيق لهم وعودة النظام السابق.
وتم التأكيد فى اللقاء على عدة نقاط؛ أهمها: “عدم جواز الانتقام من الإخوان فى حالة فوزه بالرئاسة؛ لأن الصدام الدموى ليس فى مصلحة البلاد . بل إشراك الإخوان فى الحياة السياسية وعدم إقصائهم ، وأن يكون رئيس الحكومة من الإخوان بحكم وجودهم كأغلبية فى البرلمان، والتأكيد على موقفنا من قضية الشريعة وأنها منصوص عليها بالدستور، وموضوع حذف الآيات القرآنية من المناهج التعليمية، وعدم إعطاء الأقباط أى تمييز أكثر من غيرهم، والمجمتع المصرى لايستوعب أن يكون الأقباط ذوي مناصب عليا أكثر من المسلمين، ولا بد من مراعاة التوازن فى المناصب العليا داخل المجتمع”.
وفى الوقت الذى وصف فيه بيان لعدد من العلماء والدعاة السعوديين عزل الجيش المصري للرئيس محمد مرسي بـ”الانقلاب العسكرى مكتمل الأركان”، وبالعمل “المحرّم والمجرّم”، وأنه “قد وقع بالتواطؤ بين أطراف إقليمية ودولية، وأنه تم الإعداد له من اللحظة التي انتخب فيها مرسي رئيسًا لمصر”.
وأن “هذا عمل مرفوض باعتباره خروجاً صريحاً على حاكم شرعي منتخب، وتجاوزاً واضحاً لإرادة الشعب، وبطلان كل ما ترتب عليه من إجراءات”.
فإن “برهامى” و”حزب النور” اعتبرا أن ماحدث ليس انقلاباً ، وأن قائد الانقلاب هو إمام متغلب له حق السمع والطاعة!!.
إنه شخص وحزب: أما الشخص فهو يعمل لصالح المخابرات (كما أكد الشيخ محمد عبد المقصود)، وأما الحزب ” النور- الزور”، فقد صنع على عين المخابرات بعد ثورة 25 يناير على أكمل وجه، والهدف هو ضرب جماعة الإخوان المسلمين؛ ولهذا فمصيرهما مرهون بمصير السيسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى