طب وصحة

“سيقتل الملايين سنويا”.. أزمة كورونا قد تساعد في التعامل مع “الوباء الصامت”

مكَّنت تقنية “التسلسل الجيني” العلماء من تتبع سلالات فيروس كورونا المستجد ومدى تحورها وتسجيل أماكن التفشي، ويسعى علماء في بريطانيا إلى الاستفادة من هذه التقنية للتعامل مع مرض لا يقل خطورة.

ويتطلع فريق علماء استطاعوا إنشاء قاعدة بيانات عن الفيروس المتحور، أن يعيدوا استخدام هذه التقنية في دراسة ومعالجة “الوباء الصمت” بحسب وصف صحيفة التايمز البريطانية“، وهو زيادة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية.

ويعتقد علماء أن فك شفرة جينومات البكتيريا المعدية، بالطريقة ذاتها التي ثبت أنها ممكنة خلال جائحة الفيروس التاجي، ستمكنهم من السيطرة على انتشار السلالات المقاومة للأدوية حتى يمكن العثور على مضادات حيوية جديدة.

كان تقرير باسم “المراجعة المتكاملة للأمن والدفاع والتنمية والسياسة الخارجية” الذي أصدرته الحكومة البريطانية، الأسبوع الماضي، قد وصف مشكلة تطور الميكروبات التي تقاوم المضادات الحيوية بأنها “تهديد استراتيجي خطير”، تماما مثل صعود الصين وروسيا.

والوثيقة التي تضع إطار عمل سياسة الحكومة البريطانية في السنوات القادمة تقول: “لا تزال مقاومة مضادات الميكروبات تشكل تحديا طويل الأمد لصحة الإنسان… وفقا للاتجاهات الحالية، سترتفع الوفيات العالمية المرتبطة بمقاومة مضادات الميكروبات من 700 ألف إلى 20 مليون سنويا بحلول عام 2050”.

ويقوم نظام مراقبة التسلسل الجيني لفيروس كورونا على تتبع التحولات التي تحدث للفيروس والتي تتسبب في تفاقم الجائحة أو تقليل فعالية اللقاحات، ووضعها في قاعدة بيانات لتحديد صورة كاملة عن الفيروس والتعامل معه بشكل أفضل.

وكانت سلطات المملكة المتحدة قد أبلغت منظمة الصحة العالمية في 14 ديسمبر 2020، بأنها اكتشفت سلالة جديدة متحورة من الفيروس عن طريق تحليل التسلسل الجيني الفيروسي.

وتحدث المقاومة للعقاقير عن سوء استخدام أو الإفراط في استخدام المضادات الحيوية وهو ما يشجع البكتيريا على تطوير سبل جديدة للتغلب عليها، وفق رويترز.

ولم يطرح في الأسواق، خلال العقود القليلة الماضية، سوى عدد قليل من المضادات الحيوية الجديدة، وتتسابق جهود تطوير المزيد من المضادات الحيوية مع الزمن، حيث يتطور عدد من أنواع البكتيريا المعدية بشكل متزايد إلى بكتيريا مقاومة حتى لأشد أنواع المضادات الحيوية فاعلية والتي لا يستعان بها إلا في حالات الضرورة القصوى.

وحذر مسؤولون بالأمم المتحدة، قبل أعوام، من أن انتشار بكتيريا فتاكة مقاومة لأشد المضادات الحيوية فاعلية لم يعد مجرد تكهنات لكنه بات واقعا الآن في مختلف أنحاء العالم.

وقالت المنظمة في تقرير إن البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية يمكن أن تؤثر على أي شخص ينتمي لأي فئة عمرية في أي بلد وباتت تمثل الآن تهديدا كبيرا للصحة العامة “وستكون التداعيات مدمرة”.

وقال المسؤول في المنظمة، كيجي فوكودا: “العالم يتجه الآن لفترة ما بعد المضادات الحيوية حيث يمكن للعدوى المعتادة والجروح الطفيفة التي ظلت قابلة للعلاج على مدار عقود من الزمن أن تقتل مرة أخرى”.

ويشر تقرير التايمز إلى الدور الذي قد تلعبه أستاذة الصحة العامة وعلم الأحياء الدقيقة في جامعة كامبريدج، شارون بيكوك، وفريقها خلال الفترة المقبلة.

وتسعى العالمة البارزة وفريقها إلى الاستفادة من التسلسل الجيني لمعالجة مقاومة المضادات الحيوية، بعد أن لعبت دورا فعالا في إنشاء شبكة التسلسل البريطانية لفيروس كورونا، بعد تحديد جينومات كاملة لعينات قاموا بدراستها.

وهذا التتبع مكنهم ذلك من تتبع تطور الفيروس وتتبع أصول موجات التفشي واكتشاف السلالات البريطانية. 

ويقول تقرير التايمز إن التسلسل قد يكون مفيدا في تحديد البكتيريا المقاومة.

وتعتقد العالمة البريطانية أن هناك طيفا واسعا من البكتيريا المقاومة، وتسعى هي “للتعامل مع وتيرة هذه المقاومة وأنواع المقاومة”. وتقول: “إذا كان بإمكانك الحصول على المعلومات في وقت مبكر بما فيه الكفاية، فيمكنك إيقاف التفشي”.

كانت العالمة قد قالت في نقاش، الشهر الماضي: “لستُ خائفة من الوباء القادم. دعونا لا نخاف، ولكن دعونا نستعد. بعد كوفيد-19، أصبحنا في وضع أقوى بكثير مما كنا عليه”.

المصدر : الحرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى