تحقيقات

رحيل العالم محمد علي صابوني

فريق التحرير

العلماء المخلصون الربانيون الحقيقيون، هم الكواكب التي تهتدي البشرية بنورها، وهم حصن الأمة وقدوتها، وفي الحديث الشريف:

“إن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر”.

وقال عمر رضي الله عنه: ” موت ألف عابد أهون من موت عالم بصير بحلال الله وحرامه”.

استفاق العالم الإسلامي اليوم على نبأ رحيل العالم الجليل محمد علي صابوني، الذي لم يخش في الله لومة لائم، والذي وقف يزأر كالأسد بجانب الثورة السورية، وانتصر لها ودافع عنها بكل ما أوتي من قوة الحجة وفصاحة البيان، فاضحاً عورات النظام ومن يسانده.

وقد دعا إلى النفير العام، والخروج لمواجهة رأس النظام بشار أسد ووصفه ب مسيلمة الكذاب، بعد أن استفحل طغيانه وإجرامه وقتله للبشر.

وُلد الصَّابوني في مدينة حلب السورية عام 1930، وتلقّى تعليمه المبكّر على يد والده الشيخ جميل الصَّابوني أحد كبار علماء مدينة حلب، فحفظ القرآن في الكُتّاب، وأكمل حفظه، وهو في المرحلة الثانوية، وتعلّم علوم اللغة العربية، والفرائض ،وعلوم الدين، كما تتلمذ على يد الشيخ محمد نجيب سراج، وأحمد الشماع ،ومحمد سعيد الإدلبي وغيرهم من العلماء.

تلقى تعليمه الابتدائي في المدارس الثانوية في حلب، والتحق في المرحلة الإعدادية، والثانوية بمدرسة التجارة، ولكنه لم يستمر بدراسته فيها، حيث التحق بالثانوية الشرعية في حلب، والتي كانت تُعرَف باسم “الخسروية”، فتخرج منها عام 1949، والتي درس فيها كلّ من التفسير والحديث، والفقه وغيرها، بالإضافة إلى الكيمياء، والفيزياء، وغيرها من العلوم.

 بعد ذلك ابتعثته وزارة الأوقاف السورية إلى الأزهر الشريف بالقاهرة على نفقتها للدراسة، فحصل على شهادة كلية الشريعة منها عام 1952، ثم أتمّ دراسة التخصص بحصوله على شهادة العالمية في القضاء الشرعي عام 1954.

بعد أن أنهى دراسته في الأزهر، عاد إلى سوريا ليعمل أستاذاً لمادة الثقافة الإسلامية في ثانويات حلب، وبقي في مهنة التدريس حتى عام 1962، بعد ذلك انتدب إلى المملكة العربية السعودية لكي يعمل أستاذاً مُعاراً من قِبل وزارة التربية، والتعليم السورية، وذلك للتدريس بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية، وكلية التربية بالجامعة بمكة المكرمة، فقام بالتدريس فيها لمدة اقتربت من الثلاثين عامًا، قامت بعدها جامعة أم القرى بتعيينه باحثاً علمياً في مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي، قام بعد ذلك بالعمل في رابطة العالم الإسلامي كمستشار في هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، ومكث فيها عدة سنوات.

قام بتأليف عدد من الكتب في عدد من العلوم الشرعية والعربية، وقد تم ترجمة مؤلفاته لعدد من اللغات الأجنبية مثل الإنجليزية والفرنسية والتركية، من هذه الكتب:

صفوة التفاسير، وهو أشهر كُتُبه.

المواريث في الشريعة الإسلامية.

من كنوز السّنّة.

روائع البيان في تفسير آيات الأحكام.

قبس من نور القرآن الكريم.

السنة النبوية قسم من الوحي الإلهي المنزّل.

موسوعة الفقه الشرعي الميسر (سلسلة التفقه في الدين).

لبى نداء ربه اليوم الجمعة 19 مارس 2021 ميلاديًّا، الموافق 6 شعبان 1442 هجريًّا، بعد عمر مديد قضاه بين المحبرة والمنبر.

رسالة بوست تنعى للأمة الإسلامية العالم الراحل، وترجو من الله عزّ وجلّ، أن يجعله مع النبيين والصديقين، والشهداء، وحسن أولئك رفيقا.

وإنا لله وإنا إليه راجعون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى