منوعات

عشر سنوات على الثورة

صفا عبد التركي

إعلامية سورية
عرض مقالات الكاتب

تمر اليوم الذكرى العاشرة للثورة السورية فهل ينطبق حساب الحقل على حساب البيدر؟ وهل ما تحقق حتى الآن هو ماكان يطمح له السوريون؟ وهل بقي من الثورة غير اسمها ؟!
الثورة تكون فعل تجديد وتغيير عندما تسير بشكل صحيح وفق مارسم لها أطفال سوريا وأبناؤها البسطاء بمخيلتهم عندما هتفوا للحرية والكرامة واستطاعوا أن يحرروا أغلب سوريا قبل أن تنكفئ الثورة ويتراجع المنتصرون، وتستمر الانتكاسات حتى تتناقص المساحة التي يسيطر عليها الثوار إلى 11%من مساحة سوريا بعد أن كانوا يسيطرون على أكثر من 70%من مساحتها فماهي أسباب هذا التراجع وهذه الانتكاسات ولماذا وصلنا إلى هذه الحال التي نحن فيها ؟
قد نستطيع إجمالها فيما يلي :
1- التسيس والأدلجة التي دخلت على الثورة لتتحول من شعار واحد واحد واحد إلى شعار يتكلم عن الفئة والدين والطائفة والعرق، ليصل في بعض الأحيان إلى العشيرة أو العائلة في القرية الواحدة وهذا ما لاحظناه في جميع الأمكنة والمناطق
2- تبعية الفصائل للداعم سواء كان هذا الداعم دولة أو حزبًا أو حركة ،وربما يكون شخصًا أحيانًا وهذا ما جعل البندقية تتبع من يقدم لها الرصاص والمال ،وتحارب من أجل هذا وذاك لتصبح في خدمة المشروع الفصائلي والإيديولوجي بدلاً عن المشروع الوطني ،وقد شهدنا الكثير من المعارك بين الفصائل خدمة لهذا الطرف أو ذاك
3- الدعم الذي حصل عليه النظام من دول كاملة زجت بقوتها وآلتها العسكرية إلى جانبه ،واستعملت سياسة الأرض المحروقة في ظل صمت مطبق وربما تواطؤ من المجتمع الدولي الذي سكت عن الجرائم التي ارتكبها النظام والمليشيات الطائفية وروسيا وإيران
4- الدعم الضعيف للجيش الحر ربما عن سابق إصرار وتصميم حتى لاينتصر وعرقلة كافة المساعي والمحاولات لتوحيده والإبقاء عليه ضعيفًا ومشرذماً وتنحية الضباط الشرفاء والقادة الميدانيين بقتلهم أو مضايقتهم وتهجيرهم من سوريا
كل هذه الأسباب بالإضافة إلى عوامل أخرى أوصلتنا إلى مانحن فيه وإلى هذا الوضع لكن الشيء المميز في هذه الثورة أنه رغم كل هذه الانتكاسات ورغم الجوع والحصار والتشرد والنزوح والتهجير لاتزال مستمرة ومتقدة في قلوب أبنائها ومفجريها البسطاء أينما حلّوا ،أو كانوا، فقد لاحظنا أنهم لايزالون مصرين على الاستمرار فيها رغم ماتعرضوا له من مضايقات ومحاولات لجعلهم يتخلون عنها بضغط من النظام المجرم الذي مارس عليهم كل انواع الإجرام قتلاً وتدميراً وتهجيراً وبمساعدة العالم الصامت؛ لأنه متواطئ أو لأن السياسيين الذين تصدروا لقيادة هذه الثورة فشلوا في إدارة ملفها وتقديمه للعالم بصورة صحيحة بل كانوا يتسابقون في تقديم التنازلات وسبقوا العسكريين في التبعية للداعمين هنا وهناك كما أصبحوا رجع صدى لما يقوله الثوار على الأرض ولم يكونوا في أي لحظة الصوت المعبر والناطق باسم الثورة التي قدم أبناؤها الدماء زكية على مذبح الحرية عندما كان السياسيون يتسابقون على المحاصصات الحزبية والإثنية والعرقية والدولية بالتبعية لهذه الدولة أوتلك واستمر هذا العد التنازلي من المجلس الوطني إلى اللجنة الدستورية مروراً بالإئتلاف والهيئة العليا للمفاوضات ومايتبعهما من هيئات وإدارات لم تكن في يوم من الأيام على مستوى التضحيات التي قدمها أبناء الثورة السورية العظيمة بل كان هؤلاء يبحثون عن مصالحهم الشخصية التي قدموها على مصلحة سوريا وشعبها
كل هذه الأسباب تجعلنا نتسائل ثم ماذا ومالذي يمكن أن يقدمه الشعب للثورة ولماذا كل هذا الإصرار عليها والاستمرار بها رغم الواقع السيء الذي يحيط بشرفاء الثوار الذين علموا العالم معنى الصمود والثبات على المبادئ هذا الثبات والصمود واﻹصرار عليه والذي سيدرس في المدارس وستكتب عنه البحوث والدراسات وعن السر وراءه
هو الشي الذي على ما أعتقد أن سببه فقط هو أن معاناة هذا الشعب من نظام الأسد لن ولم يمر في التاريخ مثلها ولعل نيرون الذي كان يعتز بإجرامه سيقف خجلاً من نفسه أمام إجرام بشار الأسد لأنه انتحر بعد أن أحرق روما ورقص على أشلاء أهلها بينما بشار لايزال يرقص ويغني على أشلاء السوريين دون أي أمل بأن يطلق على نفسه رصاصة تنهي مأساة سوريا والسوريين الذين ابتلوا باعتى آلة إجرام ومجرمين بتاريخ البشرية
بالمحصلة وبعد عقد من الزمن على انطلاق الثورة هل نرى من يستطيع أن يوحد الأهداف وأن يعيد لها وهجها خصوصاً في ظل ازدياد المظاهرات في المحرر، والتململ هنا وهناك بين السوريين لتصحيح مسار الثورة الذي يحتاج إلى ثورة داخل الثورة تضع الأمور في نصابها الصحيح لتصل بالثورة إلى النصر ومحاسبة المجرمين وتقديمهم للمحاكم بدءًا بمن أجرم بحق السوريين وانتهاء بمن فرط بحقوقهم وتاجر بدمائهم وباع وسفه أحلامهم؟!
وهذا الأمر لن يكون مستحيلاً على من ثار على النظام المجرم عام 2011م أن يعيدها مرة أخرى إلى سيرتها الأولى ويحقق النصر

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. عار على الشعب السوري وعلى المجتمع الدولي أن يرضى بغير عقاب رأس النظام ورجالته ومحاسبتهم
    10سنوات
    عقد على الثورة
    مئات الألاف من الشهداء والمعتقلين
    ملايين من المهجرين
    بلاد مدمرة بنسة95٪
    جيل كامل قد حرم من حقوقه في التعليم (جيل أمي )

    النصر لثورتنا والرحمة لشهدائنا والحرية لمعتقلينا

    ولعنة على أعدائنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى