مقالات

سأخوض مع الخائضين!

حسام نجار

كاتب صحفي ومحلل سياسي
عرض مقالات الكاتب

من عادتي عندما يًكثُر الحديث عن موضوع ما ،وبخاصة تلك المواضيع التي تشكل خلافاً بين الجموع الشعبية وغير الشعبية ،تلك المواضيع التي تكون عادة بمبررات أو دونها أو أن تكون من خلال طرح خارجي إما لمعرفة الرغبات أو جس النبض أو أن تكون حماسية مطلبية .

فالأراء و الأفكار والرغبات و الأمنيات تختلف بين الأفراد ،وحتى يصل الاختلاف بطريقة الوصول لتلك الأفكار أو الرغبات .

هذا الاختلاف واقع معاش ملموس لا يمكن نكرانه أو الابتعاد عنه أو تحييده فنحن لسنا في قوقعة نعيشها مع أنفسنا وفي خضم الثورات لا يمكن فرض حل على طرف يرفض هذا الحل ،فإن فرض هذا الحل يُبقي الجمر تحت الرماد .

إن طرح فكرة المجلس العسكري كحل نهائي للانتقال السياسي في سورية ( سورية فقط ) يُشكل هذا الاختلاف بين مؤيد داعم ساعٍ ِ له وبين رافض معارض مستنكر ..فارقة كبيرة من هنا كان لا بد لي من الخوض في جنبات هذا الأمر ليس من باب التأييد أو الرفض الشخصي له و إنما لإيضاح أوجه التفاوت في الرؤى بين الطرفين و أسباب كل طرف و مبرراته .

فكرة المجلس العسكري :

إن البحث في الفكرة نفسها، تعطي الرافض والداعم المبرر لفعله ، فالداعم لها يقول إنها أفضل الحلول للقضاء على فوضى السلاح الموجود على الأرض كما أن عودة المناطق لسلطة الحكومة لا تتم إلا من خلال امتلاك القوة تلك القوة التي تُستخدم للحماية وليس للبطش والترهيب ،إن المجلس العسكري من خلال متخصصين خارجون من رحم الشعب ستكون لديهم القدرة على فرض الأمن بالتنسيق مع مجلس مدني يدير الأمور المدنية ، يضاف لها لملمة شتات الجيش وترتيب هيكليته لتناسب وجه الدولة الجديد.

أما المعارض الرافض فيقول إن هذا المجلس هو عودة حكم العسكر لإدارة شؤون البلاد فلا يتقبل مجرد طرح هذه الفكرة من الأصل؛ فكيف سيقبل بمن سيأتي ؟كما أنه يعتبر أن الحلول المدنية لم تنته فلماذا طرح هذا الحل ؟ ألم تشاهدوا ما حصل لنا من حكم العسكر سابقاً ألم تلاحظوا الدول التي وصل لها حكم العسكر كيف أصبحت ….؟ ألم تقض على الحريات ألم تسيطر على الحياة المدنية ألم تكن من أسوء الدول على وجه البسيطة ؟ هل يوجد ضمانات بعودة الحكم للإدارة المدنية .. ومن هو الضامن ؟ ستقولون الغرب ..نقول إن الغرب من سيأتي بحكم العسكر فهل يستبدل أدواته التي يدير بها عموم البلدان ؟

المجلس العسكري السوري ( تحديداً ):

هنا النقطة الخلافية الكبرى والتي تجعل من باقي النقاط هامشية يمكن القبول بها، مع تحفظات عديدة يمكن حلها بالتدريج ،المؤيدون لهذا المجلس وبخاصة للعميد مناف طلاس ينطلقون من نقاط يرونها هامة بل تطغى على كل خلاف أن طلاس كان له رتبة عالية ومنصب عسكري رفيع، وهو ممن لم يشارك في عمليات القتل المعلنة وغير المعلنة ،وأنه انشق من جيش النظام رغم كل المزايا التي كان يتمتع بها ،كما أنه ساهم في إيقاف عمليات للقتل و الاقتحام كان سيقوم جيش النظام بها في عديد المناطق ، و أنه رجل هادئ رزين يحظى بقبول دولي وعالمي و أنه ساعد بعض الفصائل الثورية كما أنه مقبول محلياً فهو وجه الخلاص وعلى يديه القبول و هو لن يعمل منفرداً بل هناك الكثير من أبناء الجيش المنشقين الذين يعتمد عليهم في عمله ،و معظم طاقمه العملي من المدنيين السياسيين وليس من العسكر .

أما الطرف الأخر فينطلقون من رفض الطرح والمطروح ،فهم لم ولن يتقبلوا مناف طلاس كرجل مُخَلِصٍ لاعتبارات عدة أنه ابن لرجل كان اليد اليمنى لحافظ الأسد في البطش والقتل استخدمه هذا المجرم كواجهة لقتل وتصفية الأحرار ، كما أن طلاس لم يعلن من حين خروجه من سورية حتى الوقت الراهن الإنشقاق الكامل عن النظام ، يضاف لهذا أنه عاش وترعرع في بيت الأسد و مع أولاده بشار وغيره و أنه شرب نفس الحليب و شاهد نفس المشاهد ، طلاس ما زال يعيش على أموال سرقها أبيه من أفواه الشعب لم يتنكر لأفعال أبيه بل عندما مات كفنه بعلم النظام ،إن كان لا بد من مجلس عسكري فلا نقبل بطلاس قائداً له ، لماذا وقع عليه الإختيار من بين كل الضباط المنشقين وهناك من هو أعلى منه رتبة و أقدمية عسكرية ،وأسبقية في الانشقاق أليس هذا داعيا للتفكير أنه أداة طيعة بيد من سيضعه ؟ ما هي انجازات طلاس الفكرية والعملية ومشاركته الفاعلة في الثورة؟ حتى البيانات الكلامية لم تصدر عنه فكيف تريدون منا قبول هذه الشخصية إنها الأسد بوجه آخر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى