حقوق وحريات

الطرق القانونية لمحاكمة مرتكبي الجرائم الدولية بسوريا في القانون الدولي 16من 20

الدكتور السيد مصطفى أبو الخير

خبير أكاديمي في القانون الدولي
عرض مقالات الكاتب

2-         المجموعات المسلحة المناهضة للحكومة

127-     ظلت المجموعات المسلحة تعمل داخل المناطق المدنية، منتهكة الالتزامات القانونية الدولية المتمثلة في تجنب وضع أهداف عسكرية داخل المناطق المأهولة جداً بالسكان أو بالقرب منها. وفي عدة أماكن، منها كفر زيتا (حماة) والقريتين (حمص) والنبك (دمشق)، حرصت المجموعات المسلحة على التمركز بعيداً عن السكان المدنيين، غير أن بعض المقاتلين، بمن فيهم المقاتلون في مدينة حلب، يعيشون بين المدنيين ويعرضونهم بذلك للهجمات.

128-     وواصلت المجموعات المسلحة المناهضة للحكومة، بقيادة لواء التوحيد، قصف نُبُّل والزهراء في شمال حلب، مستخدمة المدفعية وصواريخ محلية الصنع. وقامت القوات المرابطة داخل القرى بقصف القرى القريبة التي تسيطر عليها المعارضة.

129-     وفي الفترة من آذار/مارس إلى تموز/يوليه، قام تحالف من المجموعات المسلحة، يضم أحرار الشام، ولواء التوحيد، وجبهة النصرة، بقصف السجن المركزي في حلب. وفي مدينة حلب، قامت المجموعات المسلحة بإطلاق الصواريخ وبالقصف بصورة عشوائية على الأحياء التي تسيطر عليها الحكومة.

130-     واستمرت المجموعات المسلحة المتمركزة في بنّش وإدلب في إطلاق الصواريخ المحلية الصنع والقصف بالمدفعية على قرى الفوعة. وعلى الرغم من أنه كانت هناك مواقع قصف حكومية (تستهدف تفتناز وبنّش) موجودة في الفوعة، فإن المجموعات المسلحة لم تميز عند القصف بين الأهداف المدنية والعسكرية، مما أحدث العديد من الوفيات في صفوف المدنيين.

131-     وللاطلاع على معلومات عن قصف القرى الواقعة في جنوب غرب ريف حمص من قبل المجموعات المسلحة المناهضة للحكومة، انظر المرفق الثالث.

132-     ووردت تقارير عن قيام قناصة من المجموعات المسلحة بالقنص بصورة عشوائية على الأحياء الخاضعة لسيطرة الحكومة في مدينة حلب، وأوقع هذا القنص إصابات في صفوف المدنيين.

133-     واستخدمت المجموعات المسلحة المناهضة للحكومة قذائف الهاون والصواريخ والقناصات على نحو لا يميز بين الأهداف المدنية والعسكرية، وبذا فقد قامت بهجمات غير مشروعة.

            3-         الجناة غير محددي الهوية

134-     أُفيد بأن تفجيرين، كلاهما في دمشق، وقعا خلال الفترة موضع الاستعراض. ففي 11 حزيران/يونيه، وقع تفجير انتحاري مزدوج في ساحة المرجة أسفر عن مقتل 14 شخصاً وجرح 30 آخرين. ويبدو أن التفجير استهدف مخفراً للشرطة مجاوراً. وفي 27 حزيران/يونيه، وقع تفجير انتحاري في حي مسيحي وأسفر عن مقتل 4 أشخاص. ويرجح أن يكون هذا التفجير قد استهدف جمعية خيرية شيعية مجاورة. ولم يعلن أي طرف مسؤوليته. وهذان التفجيران دلاّ على عدم وجود هدف عسكري ونشرا الرعب فيما بين السكان المدنيين.

135-     وفي حين أن الأفعال السالفة الذكر تشكل جرائم بموجب القانون المحلي، فإنها يمكن أن تعتبر بمثابة جرائم حرب إذا تبين أن مرتكبيها هم أطراف في النزاع.

            باء-       الأشخاص والأعيان الخاضعون للحماية على وجه التحديد

            1-         المستشفيات والعاملون في الرعاية الصحية

136-     تم تدمير مستشفيات واستهداف العاملين الطبيين في أنحاء مختلفة من البلد. وتُرك المدنيون المرضى والجرحى والمقاتلون العاجزون عن القتال في حالة بائسة دون علاج.

137-     وبموجب المادة 3 المشتركة بين اتفاقيات جنيف، يجب على أطراف النزاع ضمان الاعتناء بالجرحى والمرضى. ويجب احترام المستشفيات والعاملين في الحقل الطبي وحمايتهم في جميع الأوقات ويجب ألا يكونوا محل استهداف.

            2-         القوات الحكومية والقوات الموالية للحكومة

138-     تم توثيق هجمات شُنت على مستشفيات ومرافق رعاية صحية في حماة وحمص وإدلب ودرعا والرقة ودمشق.

139-     وفي منتصف أيار/مايو، قامت القوات الحكومية، خلال العملية البرية على حلفايا (حماة)، بقصف مستشفى ميداني بصورة متعمدة، وأسفر ذلك عن وفاة وجرح عاملين طبيين وتدمير المرفق.

140-     وقامت القوات الحكومية، أثناء الهجمات التي شنتها على مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في حمص في 16 أيار/مايو، بتدمير مستشفى للأطفال في الدار الكبيرة كما قامت، في أواخر أيار/مايو، بقصف مستشفى ميداني في الحولة.

141-     وفي 24 أيار/مايو، أصاب صاروخان مستشفىً ميدانياً في تفتناز بإدلب. وقد أُطلق الصاروخان الواحد تلو الآخر مباشرة، مما يدل على استهداف المستشفى.

142-     وتم استهداف وقصف مستشفيات ميدانية في درعا بصورة منهجية، وأسفر ذلك عن قتل عاملين طبيين ومرضى. وبما أن المستشفيات أُجبرت على غلق أبوابها، فقد تُرك الجرحى دون عناية من أحد. وعلى الرغم من أن بعض المستشفيات ما زالت تعمل في أقبية منازل مدنية، فإنها تعاني نقصاً كبيراً في الأدوية والعاملين المؤهلين.

143-     وفي بداية حزيران/يونيه، قُصف مستشفى ميداني في منطقة القلمون وأسفر القصف عن جرح وقتل مرضى. وقتل عدد من مقدمي الإسعافات الأولية في قصف ثان.

144-     وفي 20 حزيران/يونيه، قصفت القوات الحكومية المستشفى الوطني في الرقة. وأدى القصف إلى إصابة ثلاثة عاملين طبيين بجروح وإلى تدمير وحدة العناية المركزة.

145-     واستُهدف عاملون طبيون وقُتلوا أثناء تأديتهم واجباتهم. ولوحظ وجود نمط من الاعتقالات والمضايقة والترهيب لمهنيي الرعاية الصحية (انظر الفقرات 54 إلى 62 أعلاه).

146-     وقد أساءت القوات الحكومية استخدام مرافق الرعاية الصحية لأغراض عسكرية، فعرّضت هذه المرافق ذات الوضع المحايد للخطر. واستُخدم مستشفى عبد القادر الشقفة العسكري في الوعر (حمص) كقاعدة عسكرية لشن هجمات على الوعر وجورة الشياح. وكان القناصة متمركزين على سطح المستشفى، وكانت توجد دبابات ومدفعية حول محيطه. وفي أواخر أيار/مايو، قبل هجوم القصير، انتشرت القوات الحكومية داخل مستشفياتها.

147-     وكان هناك وجود كبير للأجهزة الأمنية في المستشفيات التابعة للدولة في القامشلي (الحسكة ودمشق). وتلقت الممرضات العاملات في مستشفيات دمشق تعليمات بعدم تقديم معونة طبية لأعضاء المعارضة، الذين فضل أي منهم عدم التماس معونة طبية في المستشفيات استناداً إلى خوف وجيه تماماً من التعرض للاعتقال أو الاحتجاز أو التعذيب أو الوفاة.

148-     وقد خرقت الحكومة التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، إذ إنها أعاقت بصورة متعمدة جهود المرضى والجرحى لتلقي المساعدة. واستهدفت القوات الحكومية بصورة متعمدة المستشفيات الميدانية للحصول على ميزة عسكرية من خلال حرمان المعارضة والجهات التي يُعتقد أنها تدعمها من تلقي مساعدة طبية بشأن الإصابات التي لحقت بها، فارتكبت جريمة الحرب المتمثلة في مهاجمة الأعيان الخاضعة للحماية. وهذا النوع من الهجمات ينشر الرعب فيما بين السكان المدنيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى