ثقافة وأدب

مَضَت عَشْرٌ

إسماعيل الحمد

شاعر وأديب سوري
عرض مقالات الكاتب

بمناسبة مرور عشر سنين على انطلاق الثورة السورية الميمونة .

مَضَتْ عَشْرٌ يَشيبُ لَها الوَليدُ

يَزفُّ لها الشَّهَيدَ بِها شَهيدُ

فَغّصَّت في مآثِرِها القَوافي

وشاخَ على مَنابرِها القصيدُ

وكَم نَزَفَ الوَريدُ بها لَهيبًا

وأهْوالاً وما جَفَّ الوَريدُ

وَضَمَّ الجرحَ فيها نَزفُ جرحٍ

يَنِزُّ مِنَ الضَّمادِ بِهِ الصَّديدُ

وما نامَت بِها أحلامُ شَعبٍ

يُغَذِّي مَجدَه مَجدٌ تَليدُ

يُغَنّي لِلْحَياةِ وظلَّ حُرًّا

لهُ في مَسمَعِ الدُّنيا نشيدُ

وآلى أنَّهُ مَهما مَشاهَا

عَنِ الفَجْرِ المُؤَمَّلِ لايَحيدُ

فَما ضَاقتْ بِمَا بَذَلَتْ ثَكالَى

تَغاضَت عَنْ مَواجعِها الوُعودُ

ولَمُ تَخفِتْ بِها الأَصْداءُ إِلَّا

وَيعلُو لِلصَّدى صَوْتٌ جَديدُ

هَوَتْ في فَوْهَةِ الطُّغَيانِ لَمَّا

تَمَكَّنَ مِنْ أَزِمَّتِها حَقُودُ

وَصَفَّقَ لِلجُناةِ بها جُناةٌ

علَى ذُلٍّ، وَسادَ بها العَبيدُ

كأنَّ الشَّامَ ما ولَدَت هِشامًا

ولَمْ يَرفَعْ مآذِنَها الوَليدُ

ولمْ يَبسُطْ سُليمانٌ علَيْها

قَوادِمَه ، وباركَها الرَّشيدُ

تَربَّى في مَرابعِها كُماةٌ

لهم مِنْ عِيدِها المَيْمونِ عيدُ

غَدًا سَتُحاصرُ السَّجَّانَ فيها

سَلاسِلُهُ، وتَنْتَحِرُ القُيُودُ

فتَخطُرُ في رِحابِ الصُّبحِ جَذلَى

بِلا قَيدٍ ، وتَحضنُها الوُرودُ

ويجلو الياسمينُ بها سَناهَا

كأنَّ جمالَه فيها الوَحيدُ

وتلتئمُ الجراحُ على حَنينٍ

يَنوءُ بهِ المُشرَّدُ والطَّريدُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى