مختارات

أصبحوا عالقين.. قرار مفاجئ يحرم آلاف السوريين من ملجئهم الأخير

خلال سنوات الحرب الأهلية في بلادهم، كان السوريون يعولون على السودان باعتباره بلدا يسمح لهم بالانتقال إليه من دون الحاجة إلى الحصول على تأشيرات.

لكن هذا الوضع تغير في قرار “مفاجئ” اتخذته الحكومة السودانية، في ديسمبر من العام الماضي، ليفقد السوريون الذين يسعون إلى الفرار من جحيم الحرب في بلادهم “آخر ملجأ” لهم، وفق تعبير صحيفة الغارديان البريطانية التي كتبت تقريرا حول الموضوع.

كانت وكالة الأنباء السودانية الرسمية قد أعلنت، في مايو 2019، أن المدير العام لقوات الشرطة أمر بتكوين لجنة فنية متخصصة لفحص ومراجعة الجنسيات السودانية بالتجنس، والتي صدرت خلال الفترة السابقة ومدى استيفائها للشروط والضوابط القانونية.

وفي ديسمبر من العام الماضي، أعلنت وزارة الداخلية السودانية أن رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، أصدر قرارا بسحب الجنسية السودانية وإلغاء توجيهات، صدرت في عام 2014، بمنح الجنسية السودانية بالتجنس، وتم إسقاط الجنسية السودانية عن 3548 شخصا.

وقالت الوزارة حينها إن القرار جاء على خلفية “تقارير طبية أو أمنية سالبة (بشأن هؤلاء الأشخاص) أو لأنهم حصلوا عليها بما يخالف القواعد القانونية للحصول على الجنسية بالتجنس”.

وذكرت وسائل الإعلام السودانية أن الغالبية العظمى ممن سحبت منهم الجنسية هم عرب، ولا سيما سوريون.

وألغى البرهان قرارا أصدره الرئيس السابق، عمر البشير، بإعفاء السوريين من الحصول على تأشيرة لدخول الأراضي السودانية، ما يعني أنه سيتوجب عليهم الحصول على تأشيرات دخول مسبقة.

ويعيش حوالي 150 ألف سوري في السودان أغلبهم في العاصمة الخرطوم، وقد جاؤوا بعد اندلاع النزاع في سوريا في 2011، بحسب فرانس برس، وشكلت الخرطوم بالنسبة لكثيرين محطة قبل التوجه إلى بلد آخر، غالبا في أوروبا أو الخليج.

ويقول تقرير الغارديان إن التغير “المفاجئ” في سياسات التأشيرات، وقرار الحكومة السودانية مراجعة جميع حالات إعطاء الجنسية ترك عددا كبيرا من السوريين “عالقين داخل البلاد وخارجها” لأن “الآلاف منهم حصلوا على الجنسية السودانية وبدأ بالفعل مئات الآلاف غيرهم حياة جديدة هناك”.

ويشير التقرير إلى حالة السوري محمود الأحمد، الذي صادرت الحكومة السورية منزله، وأنفق كل مدخراته على تأمين رحلة “تهريب” إلى تركيا، على أن ينتقل من هناك إلى الخرطوم، حيث كان ينتظر وظيفة في مصنع للسجاد.

يقول الأحمد في حديثه للغارديان إنه شعر بـ”اليأس والإحباط” الشديدين عندما سمع بالقرار الذي اتخذ بينما كان يستعد للرحيل إلى تركيا، ما اضطره للعودة إلى سوريا واللجوء في محافظة إدلب. ويضيف أنه “عرض حياته للخطر” ودفع الكثير من الأموال للمهربين وتجديد جواز السفر “دون أي نتيجة”.

وبالإضافة إلى دخول البلاد من دون تأشيرات مسبقة، كان السودان يمنح السوريين مزايا في العمل والتعليم، وكانت أراضيه مقصدا لترتيب حفلات الزفاف بين السوريين هناك ومن هم في الشتات، قبل قرار ديسمبر الماضي.

ونقلت الصحيفة عن سيدة سورية قولها إنها الآن تنتظر الحصول على تأشيرة، ولا تعرف متى سيحدث ذلك، بعد أن تم تأجيل زفافها بسبب جائحة كورونا.

ويشير التقرير إلى حالة سوري آخر يدعى محمد شكري لا يزال ينتظر، منذ نحو ثلاث سنوات، البت في طلبه للحصول على الجنسية السودانية، والآن “يشعر وكأنه في السجن” لأنه لا يستطيع مغادرة السودان إلى أي مكان بأوراق هويته السورية، ولا يمكنه العودة إلى الوطن لأنه “سيضطر إلى الخدمة العسكرية مع النظام للأبد”.

وتشير آخر التقارير إلى أن الحرب السورية، في ذكراها العاشرة، حصدت أرواح قرابة 400 ألف شخص، وتسببت بتهجير ونزوح الملايين.

ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 389 ألف شخص، منهم 117 ألف مدني، من بينهم 22 ألف طفل، و14 ألف امرأة، و81 ألفا من الرجال.

المصدر : الحرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى