مقالات

اليوم المزيف للمرأة!

سوسن الزعبي

باحثة إسلامية سورية.
عرض مقالات الكاتب

وأنا اتابع ماينشر وما يذاع عبر القنوات الفضائية عن يوم المرأة العالمي والإحتفال به! أقف مستغربة جداً من هذا الإهتمام بهذا اليوم المستورد والذي استقبلناه واحتضناه بكل حفاوة وتكريم دون التدقيق بأبعاده وما الهدف منه وبقية الأعياد التي تصدّر لنا من الخارج !

أريد أن أسأل الذين يحتفلون بهذا اليوم المستورد والذي ظاهره تكريم المرأة والإهتمام بها ! أليس من حق الرجل أيضاً ليوم عالمي للاهتمام به؟ هل الرجل حصل على حقوقه في دولنا العربية كاملة ولم يبق إلّا المرأة المسكينة المظلومة؟! .. هل الرجل يمتلك حرية الرأي والتعبير دون أن يسجن ويعذّب أو ينفى ويهاجر وحتى يقتل؟ هل الرجل يُحَافظ على كرامته من الإنتهاك والإهانة والذل والتوسل ؟ هل الشاب يستطيع أن يختار الكلية التي يرغبها بالجامعات أم فقط الباب مفتوح لأذناب الأنظمة ومخابراتها بالدرجة الأولى ؟ هل الشاب أي شاب كان بعد تخرجه يجد وظيفته أم أن الأولوية أيضاً لمن علاقته أقوى بالنظام ومصير الباقي الوقوف في صفوف العاطلين عن العمل ؟ وأن الأمكنة فقط محجوزة بالدرجة الأولى لأتباع النظام أو لمن يدفع رشوة ؟ هل يجد الأب العلاج الطبي لأفراد عائلته بالمستشفيات الحكومية وهذا من أبسط حقوقه كمواطن أم أنه محتاج لواسطة و تقبيل الأيادي؟! أم إننا دخلنا جحر الضب ولم نستطيع الخروج منه ؟ لاأستطيع إلاّ ان أقول وحسرتاه على خير أمة أخرجت للناس همّها التقليد الأعمى فقط للغرب وبكل مايرسله لنا من أفكار سواء كانت مناسبة لنا ام لا ونتلقفها دون تفكير .. كم من الأعياد والأيام نحتفل بها لأنها فقط جاءتنا من الغرب والجميع يعلمها ؟ بكل أسف لم يعد لنا هوية ، فقد أصبحنا بحالة ضياع لاشخصية لنا لذلك العالم يحتقرنا،. أرجو المعذرة من كل من احتفل بهذا اليوم فأنا لاأستطيع السكوت عن الخطأ لو كان من أقرب الناس لي .. ثم عن أي إمرأة يتحدثون ويحتفلون ويجعلوا لها يوم عالمي ؟! عن التي تقتل تحت أنقاض منزلها مع أطفالها يومياً ؟ أم عن اللاجئة بالصحاري والبراري ؟ أم عن التي غرقت في البحور وزجّ بها داخل السجون ؟ على يد النصيرية والروس والمجوس ؟ أم عن التي يطلق عليها الرصاص من قبل الصهاينة لمجرد الإشتباه بها ؟ أم التي هجّرت وقتلت بالعراق علي يد الفرس المجوس ؟ أم عن التي أحرقت وهي حية على يد البوذيبن والهندوس ؟ الم تستحوا على أنفسكم بعد كل هذا ؟وتتحدثون وتحتفلون باليوم العالمي للمرأة وحقوق المرأة ومساواة المرأة ! المرأة التي جعلتم لها يوم عندكم هي من يتدلى الصليب على صدرها فقط . كفاكم كذبًا وضحكًا على عقولنا .

سقطت كل أقنعتكم وفقدتم مصداقيتكم للأبد … المرأة لدينا حقوقها محفوظة منذ أربعة عشر قرنًا .. لدينا النساء شقائق الرجال؛ لدينا الجنة تحت اقدام الأمهات لدينا استوصوا بالنساء خيرا لدينا خيركم . خيركم لأهله هذا ماأخبرنا به رسول الله عليه الصلاة والسلام ..

ابتعدو عنا ونحن بألف خير .. احتفلوا به لوحدكم لسنا بحاجة ليومكم المزيف هذا فلدينا الكثير والحمد لله من الأيام والأوقات التي تكرّم بها المرأة لدينا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى