حقوق وحريات

المالح في رسالة للشعب السوري بمناسبة الذكرى العاشرة للثورة :لقد أثبتت الأحداث أن السوريين لا صديق لهم

وجّه الأستاذ هيثم المالح رسالة لى الشعب السوري عبر قناته الخاصة على يوتيوب مذكّرًا السوريين أن المؤامرة كانت على ثورتهم لأنها ستغير واقع المنطقة وتهدم البناء الرسمي العربي ، وقد فتح النار على أمريكا بوصفها الداعم الرئيس للنظام المجرم وأول من تآمر على السوريين ، وأن بلاد العرب باتت بالنسبة للسوريين بلاد الرعب أوطاني بعد أن منعت دخولهم واضطرتهم لركوب البحر والهجرة لأوربا ، وختم أن النصر قادم مهما تكالبوا على الثورة ودعا للشهداء والمعتقلين :

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى أبناء شعبي في الذكرى العاشرة لثورة الكرامة والحرية

اليوم حين نستذكر انطلاقة هذه الثورة فإننا نقف أمام أعظم ثورة شهدتها البشرية في القرنين الماضيين ، بل ربما هي الثورة الوحيدة التي تحمل صفات الثورة في التغيير الشامل ، هذا التغيير لا يقف عن حدود سورية الجيوسياسية بل يتعداها إلى محيطها العربي والإقليمي ، بل يصل تأثيرها إلى الساحة الدولية ككل ، ولهذا كان التآمر الدولي عليها من القوى الكبرى ، وتداعى النظام الرسمي العربي إلى دعم العصابة الحاكمة في دمشق ، فسقوطه يعني انهيارًا تامًا لذلك البناء الرسمي العربي !

إخواني أبنائي بناتي : لعل العمر الذي أمضيته في معترك السياسة ومتقلبات الأحوال في سورية ، قد منحني فرصة الاطلاع والمعرفة بحقيقة ما جرى شاهدًا على كثير من حوادثها ، وتفاعلي فيها ومعها خلال سبعة عقود خلت ، سواء كسوري أنتمي لهذا البلد أو صحفيًا ومحاميًا وقاضيًا من خلال الأعمال التي مارستها في حياتي ، ناهيكم عن سنوات الاعتقال السياسي .

لقد استقلت سورية اسمًا ولم تستقل مضمونًا ، ففرنسا التي هدمت ولم تبن ، لم تستطع السيطرة على السوريين فثورة هنا وأخرى هناك ، فاضطرت للخروج مذعنةً، وقبل ذلك بنت قواعد لها في السيطرة بعد أن هدمت البنية الاجتماعية أو ساهمت في هدمها ، لتسمح تلك البنية الرخوة بسيطرة الأقلية فيما بعد !

لن أدخل في التاريخ كثيرًا ، ولن أحدثكم عن جيش الشرق أو جيش الأقليات ، ولا عن الصراع داخل الجيش ولا عن الانقلابات التي هندستها وكالة المخابرات الأمريكية ولا عن وحدة فاشلة جرّت علينا المصائب ، ولا عن سيطرة البعثيين على السلطة بعد الانقلاب ولا عن حالة الطوارئ الأطول في العالم ، ولا عن انقلاب 1966 ولا هزيمة 67 ولا انقلاب الخائن حافظ أسد ولا توريث القاصر ، فكل هذا تعلمونه جيدًا ، ولكني سأحدثكم عن يقيني بالنصر القادم مهما عملوا على تأخيره ..

لقد هبّ الشعب السوري في يوم عزّ مشهود ، وكانت ثورته سياقًا طبيعيًا لشعب أصيل يرفض الظلم والاستبداد ، وكان الربيع العربي الذي ضرب الطغاة في مقتل فرصة كبيرة للسوريين ليقولوا كلمتهم ، ولكنها سورية والتغيير فيها ليس تغييرًا محليًا ، ولهذا أول من تداعى لحماية النظام كان الصهاينة فسقوط هذا النظام يعني أن أمنهم بات في خطر كما قال لهم رامي مخلوف أمنكم من أمننا .. نعم هي المعادلة التي جاءت بالخائن حافظ أسد وهي المعادلة ذاتها التي أورثت بشار الحكم …

إن ما قدمه الشعب السوري من تضحيات تفوق الخيال ، ولم يتوقف السوريون عن ثورتهم رغم تدخل إيران وأذرعها الطائفية وروسيا ومرتزقتها، وكل هؤلاء جاءوا بطلب أمريكي ، فأمريكا لم تدعم ولم تقف يومًا مع الثورة السورية ولا مع الشعب السوري ، بل دعمت النظام وأطالت في عمره وتذرعت بتعطيل مجلس الأمن بالفيتو الروسي الصيني وتركت الشعب السوري لمصيره ،ومنعت عن الجيش الحر السلاح النوعي ، وتفاهمت مع إيران على حساب دماء شعبنا ، وساهمت بتهجير الملايين بذريعة حرب داعش ، وساهمت بتمدد النظام إلى حدود العراق ، وأفرغت المنطقة الشرقية من سكانها ثم سلّمت مناطق شاسعة من سورية لفصيل إرهابي جاء قادته من خلف الحدود ومكنت لهم من حقول النفط والغاز وجعلتهم واقعًا تحت اسم ” قسد” أو قوات سورية الديمقراطية بغية التغيير الديمغرافي والثقافي وفيما بعد “فدرلة” سورية ، وهو فصيل نسّق ومازال مع نظام الإجرام الطائفي في سورية ..

أبناء شعبي الكريم:

لقد أثبتت الأحداث أن السوريين لا صديق لهم ، بل أن من حاول التعاطف معهم قد تمت معاقبته أو الانقلاب عليه أو محاصرته ، ولهذا منع السوريون من الدخول لبلاد “الرعب أوطاني” وعُمل على إذلالهم في البلاد “العربية” التي وصلوها ، ثم وجدوا في أوربا ملاذًا فركبوا البحار وتحمّلوا المشاق حتى يحافظوا على آدميتهم بعد أن أصبحت المخيمات في بلاد اللجوء في مخيلاتهم ، وغرق الكثيرون منهم في البحر..

لكن ما جرى وما يجري لم يفت بعضدهم ، ومازال الأمل بالانتصار قائمًا ، وأن ما جرى يؤسس لمرحلة أخرى يعمل المتآمرون على تأخيرها أو منعها ولكن هيهات فالثورات تتعثر ولكنها لا تهزم ، والنصر قادم بعون الله .

ومالنصر إلا من عند الله ..

تحيا ثورة سورية العظيمة ، تحيا ثورة الأمة العظيمة ، تحيا هذه الثورة التي ليس لها سابق في التاريخ ، الرحمة لشهدائنا وادعو الله بالفرج القريب لمعتقلينا من سجون المجرم .

والسلام عليكم ورحمة الله .

هيثم المالح

10 – 3- 2021

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى