مقالات

واللاجئون السوريون… ألا بواكيَ لهم؟

أ.د. مسعود صحراوي

جامعة الأغواط- الجزائر
عرض مقالات الكاتب

واقعٌ مرير وجرحٌ مؤلم ووضعٌ مُزْرٍ يندى له جبين الإنسانية وحالٌ قد لا يتمناها العدو لعدوه… مما يعيشه اللاجئون السوريون منذ سنوات، بلا رحمة من النظام السوري ولا تعاطف من ادعاءات الإنسانية الكاذبة… فمعذرة- على تقصير المقصر القادر منا- لإخواننا اللاجئين السورين المظلومين المهجرين قسرا من ديارهم لمجرد أنهم طالبوا -في بدء انتفاضهم- بإصلاحات سياسية فقوبلوا بالاضطهاد والتعذيب والتنكيل والتقتيل، الذين نكَّل بهم الروس والنظام السوري والنظام الإيراني ومن شايعهما من العصابات الطائفية اللبنانية والعراقية وغيرها… المعذرة على ما نشهده من تقصير عربي كبير، بل تواطؤ واضح من العصب العربية الحاكمة أولا ثم صمت مطبق من العرب والمسلمين ومن دول العالم… إزاء ما أنتم فيه يا إخواننا في حلب وحمص ووإدلب وقراها وريفها وجميع اللاجئين الذين شردهم الظلمة في البقاع اللبناني والشمال السوري…في الخيام وتحت الشجر وخلف الحجر، وفي المنافي والفيافي، أو تُركوا عُرضة للرياح السوافي، وتحت الثلوج والسيول والصقيع، بالتفقير والبطالة والتجويع… والذين يقبعون في السجون والمعتقلات…

إنكم تعيشون هذا الوضع لأنكم عربٌ ومسلمون ولو كنتم غير ذلك لما كنتم كذلك… ليس معكم دولة عظمى متحيزة، ولا نظام عربي خائن، ولا مجلس أمن نصفه متلكئ ونصفه متواطئ، ولا الأمم المتحدة على الباطل.. ولن يلتفت إلى مأساتكم أحد… لا أحد، فليس لكم إلا الله… ثم قلة من الشرفاء والمحسنين… ولا حتى بعض “المعارضات!” السورية البائسة المتواطئة من أهل الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق الذين ما فتئوا يأكلون مع الذئب ويبكون مع الراعي، حاشا المخلصين…فليس لكم إلا الله ومعيته وتوفيقه ثم إمكاناتكم الشعبية الخاصة وما حباكم الله به من إمكانات ذاتية وقدرات وأبطال وأمجاد وتاريخ نضالي مشهود، وعطاء حضاري رائع لا محدود، والاتحاد على القضية، ودعاء المؤمنين الصالحين… ولا عتاب على الشعوب العربية المسكينة المغلوبة على أمرها، بل جل الشعوب العربية هي أيضا ضحية أنظمة فاسدة أو عميلة، وليست في وضع مريح يسمح لها بالمساعدة إلا في القليل النادر… فاصبروا ولا تيأسوا، وصابروا ورابطوا… [وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُۥٓ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَٰلِغُ أَمْرِهِۦ ۚ قَدْ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَىْءٍۢ ِ] [وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ]… ومن يدري لعل ما تعيشونه من مآس ومكابدات هو إعداد لغد أفضل، وتدريب على مهام أجلّ، وتعبيد لطريق النصر والعزة والخلاص؟

ثم لكِ الويلُ يا أنظمة العار والشنار، والخيانة والنذالة، والجور والفجور … لك الويلُ على دماء بريئة أُريقت، وأعراض انتُهِكت، ويتامى فَقَدوا العائل والمعين، وأيامى فقَدن الزوج القيّم، وأحرار من شباب وشيب زُج بهم في السجون والمعتقلات وأُبعدوا في المنافي وتُركوا للكمد والموت البطيء… والله المستعان، ولا غالب إلا الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى