مقالات

أمريكا وإيران أعداء ألداء أم شركاء فراش ؟

فهد السالم صقر

محلل سياسي وباحث في العلاقات الدولية
عرض مقالات الكاتب

يحتدم الجدل بين فريقين من المراقبين والمحللين السياسين العرب بشأن طبيعة العلاقة بين أمريكا والكيان الصهيوني من جهة ، وجمهورية إيران الإسلامية من جهة ثانية:

 هل هي علاقة تصادم ونزاع كما تظهرعلى السطح، أم هي علاقة توافق وتفاهم من تحت الطاولة ، وتبادل أدوار؟  هذا الجدل يُعَبّر عنه من خلال وجهتي نظر، لا ثالث لهما. الأولى ترى أن إيران وأمريكا متواطئتان، ونائمتان في نفس الفراش ؛ وأن الدولتين تعملان سويةً بتناغم مشترك ، حيث تقوم إيران بأداء دور وظيفي مهم في المنطقة، ضمن سيناريو الفوضى الخلّاقة المدعوم صهيونيًا برعاية أمريكية؛  أما وجهة النظر الثانية ، فتؤمن بصدق ، وعن قناعة ، بأن طبيعة العلاقة بين ايران وأمريكا هي عداء حقيقي، وأن المحور الذي تقوده إيران هو فعلاً- كما يدل عليه إسمه – ممانع ومقاوم ( وصمود وتصدي) في وجه الهيمنة الأمريكية والغربية على المنطقة. 

لكن ما هو سرهذه العلاقة التي ثار حولها كل هذا الجدل وحَيّرت علماء السياسة وخبراء العلاقات الدولية في الشرق الأوسط ، وجعلتهم يضربون أخماس بأسداس؟ وتَسبّبت في إحداث هذا الشرخ بين المحللين السياسيين والحِدٍيّة والتباين الشاسع في  في وجهات نظرهم بنسبة 180درجة ؟  فلوأدخلنا كل البيانات والتصريحات وكل المعطيات التي لدينا عن هذه العلاقة في حاسوب الكتروني عملاق ، وطلبنا منه تحليلها وكشف سرهذه العلاقة الجدلية العجيبة لاحترق الحاسوب بعد أن عجز عن تحليلها!

فكيف لنا أن نحلل هذه العلاقة التي ينطبق عليها المثل الشعبي (حاجة بِتحُط المُخ بالكف)  لنفهمها ونتعايش معها ؟  

  بداية دعوني أقول لكم ، وبعيدًا عن نظرية التحشيش والتدليس الموسمي الذي يتكرر منذ أكثرمن ثلاثة عقود بين هاتين الدولتين، إن ثَمّةَ ثلاثة مُستويات من التعامل في منظومة العلاقات الدولية، سواء كان ذلك على المستوى الثنائي أو المتعدد الجوانب، ويمكن تسميتها ثلاثة ملاعب أو مضامير إن شئتم ؛ هذه المستويات الثلاثة تُكَمِل بعضها بعضًا ، وأحيانًا تتناقض مع بعضها بعضًا، ولكن معرفتها قد تساعدنا في إماطة بعض الغموض عن طبيعة هذه العلاقة الغريبة ، في خضم بيئة إقليمية متشابكة وشديدة التعقيد ، وبعيدا -كما ذكرت- عن نظرية التحشيش.

المستوى الأول ؛ هو المستوى السياسي، حيث تكون العلاقة مباشرة بين رئيس وحكومة ووزراء ، ونظرائهم  في الطرف الآخر، وعادة ما تحدث حرب التصريحات والتهديدات الفارغة على هذا المستوى و الثاني ؛ هو المستوى الديبلوماسي  ويُعنى عادة بالأموراللوجستية والقنصلية ومعالجة الأمور الإدارية والرسمية، ويتصف بالمهنية والعمل المؤسساتي الإحترافي ، ويعمل أغلب الوقت بالدفع الذاتي، إذ أنه  بحكم مهامه الوظيفية غير مُسَيّس.

وهناك أخيرًا المستوى الثالث ، وهو المستوى الأمني – الاستخبارتي ، وهنا بيت القصيد ، ويتميز هذا المستوى بدرجة عالية جدا من السرية ( Clandestine) وهو بحسب طبيعة مهامه ووظيفته أقرب إلى عالم الجريمة المنظمة والمافيا وكارتيلات المخدرات حول العالم منه إلى الديبلوماسية، وهو المسؤول عن التصفيات الجسدية والاغتيالات والانقلابات العسكرية والتحريض على الفتن والحروب، ودعم أي تمرد ضد حكومات غير صديقة ، وإليه توكل الأعمال القذرة  في عالم السياسة السُفلي.

المستوى الأمني الاستخباراتي، بعكس المستويين الآخرين ، لا يخضع لأي درجة من المراقبة العامة أوللتدقيق والتحقق الإعلامي والصحفي ( No scrutiny)، لكن فقط في الدول الديمقراطية ، قد يخضع هذا المستوى لقدر بسيط من الضبط والمساءلة السياسية ،  أما في الدول الشمولية كسوريا وايران فيخضع لصفر مساءلة (Zero accountability) ويتمتع بحصانة كاملة.  وتعتبر أعمال هذا المستوى الاستخبارتي الأمني أسرار دولة ، ومسألة أمن قومي وهي من النوع الذي يظهر في تقارير الإستخبارات عالية السرية ( Classified intelligence reports) التي تقدم بشكل شبه يومي للرئيس الأمريكي، وفي بريطانيا تُوَزّع على الوزراء في مجلس الوزراء (cabinet Circulation). وعادة ما تكون ممهورة بختم ” للبريطانيين فقط” ( For British eyes only) ، للتدليل على أن المعلومات غاية في السرية. وهنا تحديدا ، وفي هذا االملعب، تلعب ايران لعبة الحب المُحَرّم مع الشيطان الأكبر وإسرائيل، وهنا تحديدًا يتم توزيع الأدوار وتنفيذ السيناريو، فدعوا عنكم المستوى السياسي الذي يخضع في نهاية المطاف لما يتقرر في المستوى الاستخباراتي الأمني.

وبما أن ايران يمثلها نظام مُستبد وفاسد ، قاهر لشعبه ، ويفتقر إلى أدنى قدرمن الحرية والشفافية، وهو نظام مُختَرق، جاء في الأصل على متن طائرة الإيرفرانس من باريس عام 1979 بضوء أخضر أمريكي .   بينما أمريكا في المقابل، يمثلها نظام مؤسساتي هدفه الصالح العام للشعب الأمريكي ، لهذا فإن العلاقة الأمريكية الايرانية هي علاقة غير متكافئة (تابع ومتبوع ) فيها طرف قوي مهيمن بقوة مؤسساته العريقة ونظامه السياسي االراسخ والعريق ، وهو أمريكا و(حلفاءها الغربيين وإسرائيل) ، ونظام ضعيف، غيرحصين يعتمد على الخزعبلات واللاهوتية وولاية الفقيه المُنَزّه عن الخطأ، ويعتمد وجوده وبقاءه على تنفيذ أجندات شيطانية.  

الغريب أنك عندما تواجهُ مؤيدي محورالممانعة والمقاومة بحقائق سياسات ومواقف معينة على الأرض، وسلوك متواطىء مع الصهيونية والإمبريالية في عدة مفترقات مصيرية مرت بها الأمة خلال الخمسين سنة الماضية ، وتشير لهم إلى أحداث تاريخية  لا يمكن إنكارها بأي حال من الأحوال ، تجدهم يقولون لك سمعنا وهم لا يسمعون ، أو يقولون بل سُكّرَت أبصارُنا بل نحن قومٌ مسحورون. فالأمثلة على السلوك المتواطئ لهذا المحور في أكثر من محطة تاريخية لا تُعد ولا تُحصَر، من تعاون ايران مع أمريكا في غزو أفغانستان عام 2001 إلى تعاونها في غزو العراق عام 2003 إلى تسليم الجولان في حزيران 1967 دون حرب، إلى مذبحة تل الزعتر عام 1976 والتدخل في الحرب الأهلية اللبنانية إلى جانب المحور الإنعزالي -الأمريكي- الرجعي  إلى  مجزرة حماة 1982 التي ذهب ضحيتها حوالي 20000 مواطن سوري مدني ، حسب ما ذكر الصحفي البريطاني وصديق عائلة الأسد، روبرت فيسك.  إلى مشاركة سوريا في تحالف حفر الباطن بقيادة أمريكا ضد العراق عام 1991 ، إلى ممارسات التطهير العرقي والطائفي التي تحدث في العراق وسوريا الآن في وضح النهار، إلى التغيير الديمغرافي القسري الذي يستهدف أهل السُنّة ، الجاري حاليا في ضواحي دمشق وحلب والرقة ودير الزور والموصل ومعظم المدن الكبرى في سوريا والعراق بقيادة ايران .  إلى عدم الرد على عشرات الغارات الجوية التي تقصف في دمشق وفي العٌمق السوري ، بتنسيق وثيق وعلني مع المحتل الروسي، ويُقتَل فيها ضباط وعناصر ميليشيات طائفية ، هم مجرد حطب نار لا أكثر( مصاريف تشغيلية).  إلى قتل وتعذيب مئات آلاف المعتقلين ونشر أسماؤهم وتصوير جثثهم في سجون بشار الأسد إلى تدمير لبنان والعراق واليمن وتحويلها جميعا إلى دول فاشلة… والقائمة تطول .

السؤال الذي يطرح نفسه بقوة : هل هذا السلوك الطائفي الإقصائي المُجرم يوحي بأن هذا محور يريد محاربة إسرائيل وتحرير فلسطين؟ أم أنه على العكس تمامًا ، متماهٍ مع إسرائيل ومتحالف معها ضد الأمة ؟  ياجماعة الخير ؛ كما نقول بعاميتنا “الله جل شأنه ما شافوه بس بالعقل عرفوه” وإن البعرة لتدل على البعير، أليس كذلك؟  لو أن الدنيا تريد أن تُمطر لكان غَيّمَت ! أقول  “كان غَيّمت” ليس الآن ، بل من ثلاثين أو أربعين سنة ، عندما لم يكن هناك لا ثورة شعبية على النظام ولا ” مؤامرة كونية على سوريا” ولا ما يحزنون .  فنظام الممانعة “تبعكم” يحكم في دمشق منذ أكثر من نصف قرن من الزمان، فكم قرن من الزمان يحتاج نظام الممانعة ليحرر الجولان ، لكي لا نقول القدس ؟  ونحن نراه كل يوم أضعَف وأفشل وأذَلّ من اليوم الذي قبله ؟ فلو كانوا صادقين في نواياهم لتحرير شبر واحد من الأرض لسعوا لها سعيها. هل كان التدخل العسكري السوري في الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975-1976 لصالح القوى الرجعية المدعومة من إسرائيل مثلا، عملا مقاوما أم عملا خيانيا؟  أم تقاطع مصالح ؟ أم تنفيذ لرغبات إسرائيل وأمريكا؟

عندما تقرأ الأدبيات الأمريكية باللغة الإنجليزية عن الحرب الأهلية اللبنانية وأسباب التدخل السوري فيها عام 1976 ، فإنك ستجدهم يتحدثون بشكل صريح وبلا مواربة عن تدخل نظام حافظ الأسد ضد السُنّة في لبنان؛ تقول الأدبيات الأمريكية، وبإمكانكم العودة اليها ومراجعتها ، أن تدخل نظام الأسد عام 1976 جاء ليَحول دون انتصار سُنيّ في لبنان لأن ذلك كان من شأنه إضعاف نظامه العلوي في دمشق! هكذا تُقيّم وتَسرُد الأدبيات  السياسية الأمريكية التدخل السوري في لبنان عام 1976. ألا تذكركم هذه التصريحات بتصريحات الوزير الروسي لافروف عام 2014، الذي قال فيها بالحرف الواحد أن سقوط نظام الأسد سيؤدي لقيام دولة سُنّية في سوريا ؟

كيف تتوقعون من شعب مُستعَبد مقموع، ومُهان ذليل من قبل نظام طائفي حتى النخاع ومهترأ ، ينخر في عظامه الفساد ، وتستطيع أن ترشي فيه من أكبر موظف لأصغر موظف ، بحفنة من الدولارات ، أن يكون شعبًا مقاومًا؟ هل المجتمع الذي يخاف فيه أكبر شنب من مُخبر أمني برتبة عريف ممكن أن يشكل أي نوع من الحاضنة المجتمعية لحرب تحرير؟! مالكم كيف تحكمون. أم أن المقاومة والممانعة عندكم  تكون في الكتب وفي الدفاتر والصحف والمجلات فقط ، وفي الأبراج العاجية والتنظير الحزبي البعثي الخشبي العقيم؟

البعض يتساءل عن حق ، كيف تكون  ايران متواطئة ومتحالفة مع أمريكا و إسرائيل؟  وهي في نفس الوقت تدعم المقاومة في فلسطين وفي لبنان؟ يقصدون طبعا حركة الجهاد الإسلامي وحماس في غزة وحزب الله في لبنان. حسنا، دعوني أجيبكم بكل بساطة…  فغزة ترزح تحت نير حصار إقتصادي وسياسي خانق منذ أكثر من خمسة عشر عاما، حُرِمَت بسببه حتى من أبسط حقوقها الإنسانية.  وفي أكثر الأحيان ، لا يجد المريض حبة الدواء، حتى لو مَلَكَ المريض مليون دولارفهو لا يستطيع شراء حبة الأسبرين!. والكهرباء مقطوعة معظم الوقت ، والناس عايشة من قلة الموت في جحيم لا يطاق ، في أكبر سجن عرفته البشرية في تاريخها .  تَمُر غزة  الآن في ظروف ، أقل ما يمكن أن يقال عنها ، أنها ظروف وحشية غير مسبوقة. تخيلوا أنّ أقصى حلم لأي طفل غَزّي مصاب بالسرطان هو أن يتمكن من السفر إلى الخارج للعلاج، وأن يسمحوا له بالعبورعن المعبر، وهذا غير ممكن ، إلا بشق الأنفس وطلوع الروح.

 هل أنتم يا محور المقاومة والممانعة شايفين في غزة  شيء إحنا مش شايفينه مثلا ؟ عن أي دَعم  بالضبط أنتم تتحدثون ؟  إذا كان دعمكم لقطاع غزة الذي تتشدقون فيه يجعل نسبة البطالة في غزة تصل إلى فوق ال 50% ، بينما يعيش 80% من الناس تحت خط الفقر والعوز والجوع والمرض من جراء الحصار الإسرائيلي والعربي الجائر.  بالله عليكم، أستحلفكم بالله ،  وبمحمد رسول الله ، إذا كان هذا هو حال قطاع غزة مع دعمكم له، فكيف سيكون حاله لو لم تدعموه؟ ألا تخجلون من أنفسكم وأنتم تتاجرون بدماء ومعاناة أهل غزة وتكذبون؟

أما ما يسمى بالمقاومة اللبنانية ، فقد قلتها من قبل ، وأكررها الآن،  وسأكررها دائما ما حييت . حزب الله وحركة أمل ، وحليف الغفلة تبعهم الجنرال ميشيل عون وتياره الوطني الحر،  هؤلاء ليسوا مُقاومة ، فعلى من تضحكون ؟  هؤلاء حركات وأحزاب تُدافع عن طوائف وعن “طوائف داخل الطوائف” في دولة فاشلة ينخر في جسمها الفساد والمحسوبية والمذهبية والقبلية وتُحكَم من قبل أمراء حرب وزُعماء عائلات.  حزب الله اللبناني المُستقوي بايران داخل هذه المعادلة اللبنانية الشاذة هو واقعيا حزب طائفي حتى النخاع،  يدافع عن الشيعة ضمن السياق الداخلي اللبناني ، أو هكذا يظن  ولاعلاقة له بفلسطين من قريب أو من بعيد إلا ببيع العنتريات  والخطب النارية لأمينه العام كنوع من أنواع التقية.

لقد تدخل هذا الحزب المرتزق في سوريا دفاعًا عن نظام طائفي علوي أوغَل في دماء شعبه لأكثر من نصف قرن، هل ضَلّ حزب الله الطريق إلى القدس واعتقد أن الطريق إليها يمر بدمشق وحلب وإدلب ؟  هذا حزب ساقط أخلاقيا لأن أيديه أصبحت ملطخة بدماء أطفال القصير والزبداني ودوما ومخيم اليرموك وريف دمشق وحلب ودير الزور والرقة. وهو في حقيقة الأمر، ميليشيا طائفية تُتاجر في المذهبية المقيتة ، وتحارب في صف مَن يدفع، وفي آخر النهار، تلعب في الملعب الأمريكي-الصهيوني من حيث تدري أو لا تدري.

 فبالرغم من الحروب التي خاضها حزب الله مع إسرائيل على الهامش مضطرًا،  مُكرهًا أخاك لا بطل ، لدواعٍ سياسية ولوجستية أو دعائية ، يبقى حزب طائفي ضيق الأفق ، يصب في نهاية المطاف في صالح الاستراتيجية الكبرى للصهيونية العالمية في شرق أوسط ممزق ، طائفيًا وعرقيًا ، وغارق حتى أذنيه في الفوضى الخلاقة والنزاع الطائفي؛ وإن أي اشتباك أو اطلاق نار أو حرب محدودة تمت بين حزب الله الشيعي وبين إسرائيل لا يعدو كونها تكاليف تشغيلية ( Cost of doing business) ، لأنه في التحليل النهائي،  فإن الدولة “اليهودية” تقول لحزب الله : إذهب أيها الحزب المذهبي الطائفي وأمطِر حيث شئت، فإنّ خراجُكَ راجِعٌ لي، هل وصلت الفكرة أم لا؟  والله و تالله وبالله لو كان حزب الله حزبا سُنّيًا لأحرقت أمريكا لبنان على بكرة أبيه للقضاء عليه.

وفي آخر تحديثات محور الممانعة والمقاومة العتيد ، انضم اليه العراق المحتل المحكوم من قبل مجموعة من الفاسدين واللصوص الذين جلبتهم أمريكا من ايران عام 2003 على ظهر الدبابة!  فإلى كل أولئك المُغَرر بهم ، الذين سُكّرت أبصارُهم بل همُ قومٌ مسحورون ، ويعيشون أحلام اليقظة في بُرج الممانعة والمقاومة العاجي، نقول لهم مبارك انضمام اللصوص والعملاء في المنطقة الخضراء إلى محوركم ، ونهنئكم ونقول لكم إن الطيور على أشكالها تقع.   

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. صباح النور أخي ابو عمر الحبيب، اتفق معك تماما بأن التحالف الأمريكي الايراني تحالف استراتيجي وأن العلاقة بين ايران ودول واحزاب ما يسمى حلف المقاومة بينها من التناقضات فجوة كبيرة، ولكنها غير مفعلة بسبب حالة العجز العربي وعجز تلك المكونات،
    واضيف من الشعر بيتا، فان النظام الايراني قد بلغ من التطور العلمي والتقني والتسليحي والنووي مئة ضعف ما وصلت إليه العراق،ونلاحظ الحلف الثلاثيني الذي تشكل ضد العراق وحجم الاعتداء حيث تشير دراسة امريكية نشرت مؤخرا أن العراق ضرب بما مجموعه مليون طن من المتفجرات، اي خمسون ضعف قنبلة هيروشيما، فلماذ لم تحجم ايران علما أن ايران اعطيت الوقت الكافي لبلوغ ما وصلت اليه.
    من ناحية اخرى اتيح لايران إن تطور قدراتها فابلنظر الى الحصار الأمريكي قابله انفتاح غربي وهذه الحالة لا يمكن ان تكون إن لم يكن ذلك تتكتيكا لايهام الانظمة العربية الخائرة كما قال ترامب للسعودين ان رفعنا حمايتنا عنكم لن تصمدوا اسبوعين وبناء عليه ابتزهم بترليون دولار
    الثالثة أنه في حرب تموز بين الكيان الاسرائيلي العنصري العدو وحزب الله لم يضرب الحزب اية منشأة مهمة للعدو مع قدرته على ذلك
    والرابعة أنه من مصلحة امريكا والكيان الصهيوني العنصري عدونا والاستعمار إن تمتلك ايران قدرات نووية وعسكرية متطورة لتبقى الدولة التي تخوف بها العرب ويبقى العرب بحاجة للكيان الصهيوني والحماية الامريكية،
    من الناحية الاستراتيجية إيران لا تستطيع مواجه أمريكا عسكريا وتهديدها بضرب القواعد الامريكية في المنطقة زائف، لان الحروب اليوم تعتمد الضرب من بعد وتدمير المواقع بدقة،
    المحصلة أن النظام الإيراني عدو للأمة ويلعب دور الفزاعة لاخافة الانظمة العربية الفاسدة كلها ولا استثني احدا لإبقاء الهيمنة الصهيوامريكية لاستنزاف خيرات الأمة والمحافظة على استمرار وجود الكيان الاسرائيلي العنصري العدو،
    ايران الملالي تتبجح بقول رئيسها أنها دمرت العراق وقتلت الشهيد صدام حسين، هذه ايران وهذا حال الانظمة الفاسدة العربية التي تحتكر موارد البلاد للعائلات الحاكمة، وهذا واقع الامة فقر وجهل ومرض وتشرذم،
    واخيرا
    نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا

  2. اعتقد ان ما أشرت إليه واضح جدا بالنسبة إلى السواد الأعظم

    واعتقد قراءة متأنية إلى تاريخ الدولة الصفوية الشيعية كفيل بأن يعرف القاريء من تحالفات الصفويين مع الصليبيين ضد الدول السنية.

    كل التقدير للجهد الذي تبذله لنشر الوعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى