مقالات

فلا تولوهم الأدبار

الخضر سالم بن حليس

كاتب وإعلامي يمني
عرض مقالات الكاتب

لابد أن يتداعى اليمنيون لموقعة (مأرب) تداعٍ لا رجعة عنه ولا تأخر.
هذه الموقعة لها ما بعدها، والتراخي عنها اسهام في الفرار من الزحف.
لقد أفسد الحوثيون طوال سنواتهم الست وآلت اليمن إلى بقعة داكنة تتصاعد منها أدخنة الرفض، وأفكار التشيع، وغسل أفكار الجيل بالمواد الفكرية السامة. وكان تراخي النخب السياسية والعلمية وشركاء إدارة الأزمة المتشاكسون يغذي الحوثي كل يوم، فنصف نجاحاته من أخطائهم.
موقعة (مأرب) هي موقعة التحرير، وأمل انبعاث الجيل اليمني المتناثر في الأصقاع، ولملة شمل المشردين في بقاع الأرض، وإعادة الثقة بالمستقبل للمواطن المنهك.
ولقد جرب المواطن جحيم التمرد وشرر غياب الدولة في الداخل، وجرب المهاجرون أحجام الذل وألم الاغتراب. والمعانات الإنسانية التي أنجبها المتمرون مستمرة يوم إثر يوم.
إن موقعة (مأرب) اليوم ليست نقطة تشكيك وطاولة نقاش، بل يقال للمرجفين، والمعوّقين، وأسراب المرتزقة لا مقام لكم فارجعوا…
إن الإصغاء اليوم لأصوات المرتزقة، ومجاميع المرجفين، على ضفاف (السوشل ميديا) جزء من الهزيمة، وإصغاء لصوت العجزة، وتشجيع على الفرار من الزحف.
إن موقعة (مأرب) اليوم هي رسم لمستقبل اليمن القادم ترسمه دماء الرجال على الهضاب، وتؤسسه أشلاؤهم الممزقة دفاعا عن الدين والعرض والوطن.
إما أن نكون في هذه الواقعة أو لا نكون… فانفروا أيها الأبطال كلٌ من موقعه بما يملك من مقدور عليه. (من جهز غازيا فقد غزى). فمن لم يسطع أن يكون بجسده على الجبهات فليكن برصاصه وسلاحه هناك. ومن لم يستطع أن يكون بشجاعته هناك فليكن بما يغذي هذه الشجاعة ويرفدها..
إن التثاقل عن رفد الجبهات ركون إلى الأرض والزينة والتجارة. والتولي عن دعمها تولٍ عن إمداد الزحف. والابتعاد عن مشاركة الكتائب الطاهرة مسيرها وترحالها، وعدم التفاعل مع جهادها وانجازاتها، ومشاركتها همومها وآلامها جزء من التولي عن الزحف فمن يغذي زحف الزاحف إن خذله الجميع وغفلوا عن تشجيعه والسير معه ودعمه.
إن التولي مؤذن بالاستبدال… (وإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُواْ أَمْثَٰلَكُم). [محمد: 38]وعلى الله قصد السبيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى