مقالات

الإجرام الأبكم!

محمد علي صابوني

كاتب وباحث سياسي.
عرض مقالات الكاتب

تحدث المهندس “فليب شنايدر” (وهو عالم جيولوجي أمريكي ومهندس كيميائي متخصص ببناء معامل الأبحاث البيولوجية)عن “عالم جوف الأرض” وقال في أحد مؤتمراتهِ التي عرضت على بعض القنوات الفضائية:

كانت مهنتي مع الحكومة الأمريكية هي ان أعمل على مشروع توسيع “قاعدة دولسي السرية” بالحفر تحت الأرض على عمق ميلين ونصف في المستوى السابع، وذلك بحفر شبكة أنفاق بمساحة معينة وعمق معين، ومن ثم تفجيرها للحصول على منطقة فارغة واسعة تُلحق بالقاعدة، فكانت مهمتي هي معاينة نوع الصخور بهدف انتقاء نوع التفجيرات الملائمة لها، وحينما كنا نحفر بداخل الأرض ظهر وبدا لنا من أسفلنا مغارات من الكهوف المنحوتة من قبل بطرق هندسية عجيبة فنزلنا فيها حيث وجدنا شبكات من الأنفاق محفورة مسبقاً وفيها بعض الأجهزة العجيبة، ثم لاحظنا وجود تلك الكائنات التي عرفتُ فيما بعد أن اسمهم “الرماديين” Alien Greys فأطلقت النار على اثنين منهم، واشتبكنا معهم وكنا في ذلك الحين 30 فرداً فقط، لكن نزل إلينا 40 فرداً مدداً لنا بعد بدء المعركة، وجميعهم للأسف قتلوا خلال المعارك، لقد فوجئوا بنا تماماً مثلما فوجئنا بهم!
ويتابع “شنايدر” القول : لقد كان عددنا 69 شخصاً لم ينجوا  منا إلا ثلاثة أشخاص فقط، ولم يُقتل من تلك الكائنات سوى أربعة حسب ما أذكر، لقد كانت أسلحتهم غريبة جداً، ولم تكن طلقاتنا العادية تستطيع الوصول إليهم ولأجسادهم كأن هنالك درعاً أو شيئاً يوقفها ربما جهاز حماية متطور نوعاً ما، وأعتقد أنهم كانوا جاهزين لمثل هذه المواقف، على أية حال أعتقد برأيي أننا وصلنا إلى قاعدة فضائية كاملة تقبع تحت الأرض هناك، وعرفت فيما بعد أن لهم الكثير من القواعد في أنحاء مختلفة من المعمورة، ولقد أصبت في تلك المعركة إصابة بليغة حيث أصبت بشيء ما فتح ثقباً في صدري، وتسبب لي فيما بعد بمرض السرطان… انتهى كلام “شنايدر”
ماتم ذكره آنفاً هو خبر تداولته العديد من وسائل الاعلام ومنها ما أكدت أن “شنايدر” ذاك قد تم اغتياله بعد أن أفشى تلك الأسرار.!
وبعيداً عن هذه الرواية ومدى دقتها فإن الذي ذكرني بها هم “الرماديون” ولا أقصد تلك المخلوقات التي تناولها المهندس الأمريكي “شنايدر” في الحادثة التي جرت معه إنما أقصد الرماديين من بني جلدتنا والذين آثروا السلبية في مواقفهم و”الحياد” غير المقنع الذي مارسوه منذ ما يقارب العشر سنوات وتحديداً منذ اندلاع الثورة السورية وحتى يومنا هذا، وأولئك -إن أحسنا الظن بهم-  فقد أطالوا عمر “النظام السوري” بحماقتهم وساعدوه على الاستمرار بعد أن جعلوا من أنفسهم “شياطين بُكم” وصمتوا عن قول الحق .. وهل يمكن مجرد الشّك كما يصور البعض أن الله قد ظلم الشعب السوري ..؟! حاشا لله .. فناقة نبي الله صالح عقرها واحد من قومه وخالف أمر الله ورضي البقية وصمتوا .. فنسب الله الجريمة لهم وأهلكهم جميعاً لا لمجرد انتمائهم للفاعل، بل لأنهم سكتوا عن الباطل ولم يقفوا مع الحق أو ينطقوا به.!
لا مبرر للذي يدّعي الحياد أن يقف على مسافة واحدة بين الحق والباطل .. هذا ليس حياداً .. فالحياد هو أن تقف على مسافة واحدة بين صاحبي حق التبس أمرهما عليك وتخشى أن تظلم أحدهما .. أما أن تنأى بنفسك و تقف على الحيادِ بين المجرم والضحية، فلعمري هذا هو “الإجرام الأبكم”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى