دين ودنيا

الصدقة الحث عليها – أثرها

طريف مشوح

كاتب وباحث سوري
عرض مقالات الكاتب

لابدّ من العودة إلى موضوع الصدقة بعد أن أصبح قرص الفلافل بخمسين ليرة ،وصندويشة الفلافل بألف ليرة ،وبعد أن أصبحت ربطة الخبز من ستة أرغفة بخمسمئة ليرة ،مع العلم أن الرغيف الواحد يذهب بلقمة واحدة ! وبعد أن أصبح سعر البيضة الواحدة أكثر من مئتي ليرة وكيلو السكر بألف وخمسمائة ليرة!
وأتوقف هنا ؛فلا أرغب بإعطاء نشرة تموينية ولكني ذكرت أساسيات عيش المواطن وكيف أصبحت؟
الناس فيما يسمى الشمال المحرر- وأنا اعيش فيه- أصبحوا في ضيق خانق وفاقة شديدة، وعوز ساحق في الوقت الذي يرون فيه مخصصاتهم التموينية مرصوصة في المحلات التجارية ،بل معروضة على أرصفة الشوارع!
وبعد هذا العرض، وبعد أن بلغت الحاجة بالناس مبلغها، أرى من الضرورة التعرض من جديد لموضوع الصدقة وأثرها على الفرد والمجتمع؛ فأقول والله المستعان:
الصدقة على الفقير والمحتاج من افضل الاعمال واحبها الى الله وهي دليل على صحة إيمان الإنسان و يقينه بأن رزقه من الله.
وبذل الصدقة من القادر للمحتاج دليل على التكافل وأهميته في المجتمع، وأن الإنسان لا يعيش وحده بل عليه أن يعطي الفقير والمحتاج من ما أعطاه الله، قال تعالى (آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ۖ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ) الحديد-(٧).
وقد امر الله بالانفاق فقال :(وانفقوا مما رزقناكم من قبل ان ياتي احدكم الموت فيقول ربي لولا اخرتني الى اجل قريب فأصدق واكن من الصالحين) المنافقون-(١٠).
وقال عليه الصلاة والسلام :(لا حسد الا في اثنتين: رجل اتاه الله القران فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار ورجل اتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار).
والصدقة من أهم أسباب حصول البركة فالذي يؤدي حق الله في ماله يضاعف الله له ماله وأجره أضعافًا مضاعفه، يقول تبارك وتعالى 🙁 مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) البقرة(٢٦١).
وروى البخاري ومسلم عن ابي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (انفق يا ابن ادم انفق عليك) وفي الحديث الشريف (ما نقص مال عبد من صدقة).
وإعطاء الصدقة تصديق لوصف الرسول الكريم للمجتمع المسلم عندما قال: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
والصدقة تطفئ غضب الرب وتقي ميتة السوء، عن انس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( إن الصدقة لتطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء) أخرجه الترمذي.
كما أن الصدقة تطهير للنفس من الشح والبخل، قال تعالى (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) التوبة(١٠٣) وقال جل وعلا (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (16) إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (17) ) التغابن(١٦-١٧).
والمتصدق يستظل بظل صدقته يوم القيام؛ قال صلى الله عليه وسلم (كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس) وهو حديث صحيح رواه أحمد في مسنده.
والصدقة تقي من عذاب النار جاء في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام( …فاتقوا النار ولو بشق تمرة).
وقد أكرم الله المتصدقين أيما إكرام إذ أعد لهم في الجنة بابا هو باب الصدقة مخصص لهم يدخلهم الله منه.
فارحموا بعضكم لعل الله يرحمنا جميعًا برحمته ويفرج علينا ما نحن فيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى