حقوق وحريات

العدالة الألمانية ” تقتص” من أحد مجرمي النظام السوري

الباحث المحامي ياسر العمر

محامٍ وباحث سوري
عرض مقالات الكاتب

في هذا اليوم 24- 2- 2021 ، سَجلت العدالة الألمانية، سابقة لم يًسْبقها اليها أحد من دول العالم المتحضر الذي يُشاهد مئات آلاف ضحايا النظام السوري ولم يفعل شيئاً، مما أفقد الشعب السوري المظلوم ، ثقته بمبادئ العدالة الدولية وحقوق الانسان .

وما جاءت هذه السابقة ، لولا وجود أشخاص حقوقيين يحملون في قلوبهم مبادئ حُب العدالة ومحاربة الظلم أمثال (الناشط الحقوقي المحامي أنور البني والأستاذ مازن درويش والمراكز السورية) التي تَبنتْ الدفاع عن حقوق السوري الذي لاقى أبشع أنواع الجرائم من نظام مجرم عميل ( النظام الأسدي )  في سورية، ووجود الأبطال الحقيقيين ، الذين لم يتوانوا لحظة في الأدلاء بما في جعبتهم من وقائع ، تدين النظام السوري وتوصله إلى قفص العدالة الدولية ، بالرغم من الخطورة التي تقع عليهم وعلى عائلاتهم .

منذ عام 2019 بدأت أجهزت الأمن والمحكمة الإقليمية العليا لولاية راينلاند بفالز في مدينة كوبلنس الألمانية ، إجراءات ملاحقة اثنين من المجرمين السوريين، أعوان النظام المجرم في سورية وهما (المساعد إياد غريب والعميد أنور رسلان) واللذين كانا يعملان في أحد فروع الأمن السوري والمعروف باسم – فرع الخطيب–  بجرم ارتكاب جرائم تعذيب واغتصاب وعنف جنسي لأكثر من أربعة آلاف معتقل والتسبب بموت 58 معتقلًا بسبب التعذيب الممنهج بحق سوريين معتقلين في هذا الفرع .

 عَقَدت محكمة كوبلنس 58 جلسة محاكمة ، واستمعت إلى أقوال المتهمين، وضحايا العنف ، والادعاء العام ، والشهود والخبراء ، ومطالبات جميع أطراف القضية، ومن ثم قررت المحكمة في هذا اليوم فصل قضية المتهم إياد غريب عن قضية المتهم أنور رسلان. وأدانت المتهم إياد غريب بتهمة التواطؤ وتسهيل ارتكاب جرائم تعذيب لأكثر من ثلاثين معتقلًا .

 في هذا اليوم الذي سيسجل في تاريخ سورية ، قررت المحكمة العليا في كوبلنس ،  إدانة المتهم إياد غريب ، والحكم عليه بالسجن ( أربع سنوات ونصف )  ليكون أول قرار حكم يصدر بحق أحد أعوان نظام الأسد – في ألمانيا – منذ تاريخ استيلائهم على السلطة في سورية ، وممارستهم الإجرام بحق أبنائها.

 أما المتهم الآخر – العميد أنور رسلان –  فقد قررت الاستمرار بإجراءات محاكمته بالتهم المنسوبة إليه والمذكورة أعلاه.

وبالرغم من أن هذا القرار صدر بحق متهم واحد وهو – إياد غريب – والذي لم يرتكب الجرم من تلقاء نفسه ، وإنما جاء نتيجة تنفيذه لأوامرعليا لاعتقال المدنيين السلميين وإخفائهم قسرًا، إلّا أنه يحمل في حيثياته إدانة للنظام السوري بجميع أركانه وشخصياته.

وإننا كضحايا ، وعائلات ضحايا النظام الاسدي المجرم ،  نُثَمن عاليًا ،  ما قامت به المحكمة الألمانية العليا في كوبلنس ، وجميع أجهزت الأمن الألمانية ،  التي لم تَدًخر جهدًا لإيصال هؤلاء إلى قفص الاتهام.

كما نقدم شكرنا للناشط الحقوقي المحامي أنور البني والأستاذ مازن درويش والمركز الأوربي للدستور وحقوق الانسان، والمنظمات السورية ، ومجموعة قيصر ، والمركز السوري لحرية الإعلام والتعبير، والمنظمات الدولية، والمركز الدولي للعدالة والمسائلة، وجميع من وقف معنا وقَدَم جهدًا ،  لينال هؤلاء جزاءهم العادل .  وكلنا أمل في أن تَحذو دور العدالة في بقية الدول الأوربية الطريق الذي سارت عليه دور العدالة في المانية ، لملاحقة هؤلاء المجرمين، وعلى رأسهم المجرم رفعت الأسد والذي تسبب بقتل آلاف السوريين في أحداث مدينة حماه وسجن تدمر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى