مقالات

رقص الشيخ ….فتبدت أزماتنا!

ياسر سعد الدين

كاتب سوري
عرض مقالات الكاتب

كتبت لافتة عن الشيخ عبد الفتاح مورو، فكانت تلك اللافتة محور نقاش ساخن كشف الكثير من أزماتنا الفكرية والتي ساتناول بعضًا منها وعلى عجالة.

لماذا نشرت تعليقي على الخبر وما الجدوى منه؟
نريد أن نكرس مبدأ المناصحة والانتقاد خصوصًا للشخصيات العامة – بكل أدب – وعلى الأخص الأمور المتعلقة بالتصرفات العلنية، سواء كانت هذه الشخصيات تنتمي إلى تيارات نحبها بل وننتمي إليها، أو كنا على خصام معها وجفاء مع أصحابها؛ لا نريد لشبابنا أن يدافعوا عن خطأ ولا نريد لخصومنا أن يتهموا الإسلاميين بالنفاق؛ ثم إذا سكتنا عن مراقصة الشيخ لمطربة فماذا سنقول لشاب أعزب إذا إرتاد الملاهي الليلية؟؟

ظهر في الفترات الأخيرة مواقف براغماتية من تيارات إسلامية أو من أشخاص محسوبين عليها، تجاوزت خطوطًا حمراء ومفاهيم إسلامية أساسية، مثل موقف إسلامي المغرب (الجناح الحاكم) من التطبيع مع الصهاينة ،أو موقف إخوة سوريين من دعم وتقريض سياسي سوري كندي يشارك الشاذين مهرجاناتهم واحتفالاتهم، أو مديح قادة من حماس للمجرم السفاح سليماني، وإذا كان البعض يعتبر بعض تلك المواقف ضرورية دفعًا لضرر الصدام والقمع كما في المغرب، أو تمزيق المجتمع –كما في تونس- فإن الإضطرار لأكل الخنزير دفعًا للهلاك لن يجعل الخنزير من الطيبات ولا المباحات (وما بدلوا تبديلا).

إن الاعتراض على تصرف شخص عام، لا يجب أن يجعلنا نسيء له أو نتهمه بالنفاق، لقد اعترضت على تصرف محدد وخاطبته بالشيخ بكل أدب وإحترام.
لقد آن لعقولنا أن تتحرر من الخوف من مناقشة قضايا عامة مع الالتزام بأدب الحوار، أحب الإسلاميين ولكن حبي للإسلام وقيم الإسلام أكبر وبكثير.

من الطريف أن كثيرًا ممن هاجمني وانتقد موقفي –سامحهم الله- نهاني عن تصرف ووقع فيه! طلب مني البعض إحسان الظن بما ارآه واساء هو بي الظن فيما لا يراه!

لجأ البعض للإرهاب الفكري بالنقاش – وإن كان من غير قصد- بقولهم لقد تفاجأنا فيك وصدمتنا وما كنا نتوقع منك ذلك.

طلب البعض مني أن أستر على الرجل، والرجل فعل ما فعل على الملأ ،وانتشر الخبر في الصحف والإعلام، فكيف يرى شبابنا الآخرين يناقشون قضية هامة فيما المطلوب منا نحن أن ندفن رؤوسنا بالرمال؟

بعض الكرام ذكّرني بوالدي رحمه مظهرًا استغرابه مما أكتب، رحم الله الوالد، نحن نتناقش في مسائل فكرية وليست عائلية.

أحد الإخوة الكرام كتب وبلهجة حازمة قاطعة: هو أفضل منك….نعم هذا رأيي هو وأنت أفضل مني والله أعلم…ولكن كيف لك أن تحكم بذلك دون حتى أن تعلقها بمشيئة الله؟ أطلعت الغيب أم شققت على القلوب؟

وهناك من تحدث عن المؤامرة والفبركة وحلل الصورة والتي تعمدت تصويرها بجوالي حتى لا أنشر صورة أمراة متبرجة تحرجًا من إثم يقع علي!

نحتاج إلى أن نحرر عقولنا وأن نناقش الفكرة والتصرف بمنأى عن الشخصنة أو التحزب مع عقلانية وأخلاقية لا تجعلنا نسفه من أخطأ، ولا ننسى فضله ،ولا نقلل من قيمته إن كان خطأه عابرًا دون أن يمنعنا ذلك من أن نرفض التصرف وبوضوح من باب أنصر أخالك ظالمًا أو مظلومًا.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. فعلا لحم الخنزير دفعا للهلاك لن يجعل الحرام حلالا والخبائث طيبات والخطأ والشذوذ سلوكا قويما بشكل من الأشكال.

اترك رداً على فاتح الراوي إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى