تحقيقات

سوريا من مصدّر إلى مستورد… في عهد الأسد شبعنا “بيضًا”!

فراس العبيد – رسالة بوست
أصدرت وزارة الزراعة، التابعة للنظام، شروط تسمح بموجبها استيراد البيض، قبل أيام، في خطوةٍ تؤكد تحول البلاد من “مصدّرٍ” إلى “مستوردٍ” للمادة، كنتيجة حتمية ﻻنهيار قطاع “تربية الدواجن” و”إنتاج البيض”.
ويذكر أن سوريا كانت تصدر سنوياً أكثر من 40 مليون دولار قيمة بيض مصدّر! وفق تقديراتٍ رسمية.
وبالمجمل؛ فإنّ المتابع لملف اﻻستيراد والتصدير، الذي أبقت عليه حكومة ميليشيا أسد، يجدها مختصرة بعنوانٍ بسيط “الحكومة البياضة”، فهي تبيض على الشعب منذ استيلاء حافظ أسد على السلطة تحت مسمياتٍ مختلفة “الصمود، المقاومة، الممانعة”، ثم تلاه وريثه وافتتح المأدبة ببيض من نوعٍ مختلف؛ “التطوير والتحديث”، ولم يبق في البلد إﻻ “بيض الحكومة” الذي تورده لغيرها من أنظمة الطغاة العربية الفاسدة.
ويشار إلى أنّ وزارة الزراعة في حكومة أسد أعلنت عن شروط استيراد البيض، مشترطة أن يرافق البيض شهادة صحية دولية تثبت أنه وارد من بلد أو منطقة أو مربع خالٍ من مرض أنفلونزا الطيور، ومرض النيوكاسل، مع ذكر اسم البلد والمنطقة والمربع (المنشأة) وأن قطعان الأمات خالية من جميع أمراض الدواجن، وأن يُذكر بالشهادة الصحية اسم المنشأة التي تمّ الاستيراد منها، وأن يكون النقل بواسطة الجو حصراً ومباشرة إلى مطار دمشق الدولي.
كما اشترطت بعد وصول البيض إلى مطار دمشق الدولي، اتخاذ العديد من الإجراءات التي وصفتها باللازمة، حيث فرضت إجراء فحص عينات عشوائية، لمرض أنفلونزا الطيور وعلى نفقة المستورد، وتعقيم البيض بطريقة التبخّر وعلى نفقة المستورد أيضاً بعد تحميله مباشرة في البرادات الخاصة بنقله من مطار دمشق الدولي إلى مديرية الصحة الحيوانية أو أماكن استثماره وبإشراف عناصر الحجر الصحي البيطري في المطار.
والواضح أنّ إفلاس النظام، بلغ ذروته، فكل شيء مجيّر على حساب “المستورد” فهو بماله وهي “تبيض القوة” وتفرض ما تشاء، وحتى “القوة” باتت “وهمية” مستمدة من سلطة الحلفاء المحتلين!!
كما ألزمت وزارة الزراعة في حكومة أسد، المستورد بتأمين كيتات اختبار مجانية لاختبار البيض العقيم فور وصوله إلى الأراضي السورية، كما ألزمت المستورد بإجراء عمليات تغليف مضاعفة لصناديق البيض العقيم، يتم استبعادها من الخارج باتجاه الداخل بشكل متتالٍ، بدءاً من مطار الشحن، ومن ثم مطار دمشق الدولي عند الوصول.
وألزمت وزارة الزراعة المستورد بنقل البيض العقيم من المنشأ إلى مطار الشحن بشكل مباشر ودون التوقف بأي محطة خلال الطريق وضمن برادات خاصة بنقل البيض ومعقمة بطريقة تضمن عدم حدوث أي انتقال لأي مرض أثناء الشحن.
ويشار إلى أنّ موقع “سيرياستيبس” الموالي، وصف الشروط السابقة، بأنها؛ “منهكة للمستورد”… ويبدو أنّ الموقع “خايف على جيوب المستورد” التي لن تفرغ ولن تعدم وسيلة تحصيل ما سبق دفعه من “جيوب الموالين”.
والراجح؛ أن الموالين استغنوا عن طبق البيض الطبيعي، إلى “بيض الأسد” والعنوان المتوقع في اﻷيام القادمة “شبعنا بيض”!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى