مقالات

المرأة عمود الأسرة يُراد منها الهدم وليس البناء!

علي الصالح الظفيري

ناشط سياسي سوري
عرض مقالات الكاتب

تُعَرفُ الأسرةُ بأنها الخلية الأساسية في المجتمع ، ولا شك بأن تلك الخلية لها أركانٌ وقواعد وعناصر تجعل منها كتلة متماسكة قويّة محصّنة من كل المخاطر .
والمرأة هي العمود الذي تقوم عليه الأسرة والذي من دونه لن تتكون أسرة ولا مجتمع .
طبعاً كانت المرأة وماتزال المستهدف الأكبر من أعداءِ الفطرة السليمة الذين لم يدّخرون جُهداً في تحيّدها عن المهمّة العظيمة التي كلّفها بها الله تعالى بتربية الأطفال و الاهتمام بشؤونهم من كافة الجوانب ، ولا يتأتّى لها القيام بتلك المهمة إن لم تكن مؤهّلة لتلك المهمّة المقدّسة والتي عبر عنها الشاعر حافظ إبراهيم بقوله :

الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها
أَعدَدتَ شَعباًطَيِّبَ الأَعراقِ

إذاً المرأة التي علينا أن نعدّها إعداداً صحيحاً لتلك المهمّة الكبيرة ليعود هذا على المجتمع بالنفع والنجاح .
فلقد خلقنا الله تعالى من ذكر وأنثى وأودع في كلٍّ منهم صفات وخصائص تكاملية فلا تصح المقارنة أو التفاضل بينهما فلا الذكر يستطيع القيام بمهمة المرأة في المجتمع وبالمقابل فإن المرأة عاجزة عن القيام بمهمة الرجل .
وبما أنّ المستهدف الأكبر في الأسرة هي المرأة ، فقد بذل أعداء الله والإنسان جهود جبّارة لحرف المرأة عن دورها الأساسي ولعلهم نجحوا في أغلب المجتمعات ومازالوا يحاولون النجاح في المجتمع الإسلامي ، فرغم مايعانيه المسلمون من مشاكل جسام ، إلا أنهم مايزالون يملكون من القوّة الذاتية التي تخيف أعداءهم منهم وفي مقدمتها الأسرة ، فالآن نجد أن الهجمة الشرسة على المرأة المسلمة لإخراجها عن جادة الطريق القويم .
فاليوم نجد في نساء المسلمين مع الأسف من تدافع عن المثلية ، والبعض يطالبن بإلغاء القوانين التي ماتزال مطبقة في أغلب بلدان المسلمين في الإرث والزواج والطلاق و المستوحاة من الفقه الإسلامي واستبدالها بقوانين وضعيّة هزيلة .
بل أن بعضهن وصلت إلى رفض مبدأ الزواج بالمطلق ، واعتباره سجن يدمّر حياتها وهذه الأفكار هي التي أوصلت الغرب إلى أن تصبح مجتمعاتهم هَرِمةً يغلبُ عليها كبار السن الذين يعيشون آخر سنين عمرهم في دور العجزة بلا أُسرٍ ولا أبناء وأحفاد يعتنون بهم بل ويجعلونهم بركة حياتهم كما في بلاد المسلمين ولله الحمد والمنّة .
المرأة في الشرق والغرب التي أقنعوها أن الزواج علاقة ظالمة وعليها بأن تكون حرّة بكل شيء وأهم شيء أن تكون حرّة بجسدها تعطيهِ لمن تشاء وتمنعه عمن تشاء وبهذا جعلوها ألعوبة وسلعة رخيصة بعكس ماهي عليه المرأة المسلمة كما أقر الإسلام طبعاً لا كما هو عليه واقعنا المزري كمسلمين سواء كنا رجالاً أو نساء .
فلا يجب أن نقيّم الإسلام من واقع المسلمين ، وهذا مايحاول أعداء الإسلام تصويره للمسلمين وغيرهم بعدة أمور وخاصة العلاقات الأسريّة والمعاملة السيئة للمرأة في بعض المجتمعات المسلمة .
فَعودَتُنا إلى تعاليم الدين الحنيف سيكون الحل الناجع لكل مشاكلنا التي نعاني منها وما أكثرها ومنها واقع المرأة في المجتمعات المسلمة بل والنظرة إلى المرأة بشكلٍ عام فواقع المرأة في بلاد غير المسلمين ليس بالمثالي كما يصوره الإعلام وبعض المبهورين بالغرب ، فالإسلام وضع المرأة في مكانها الصحيح الذي خلقها الله من أجله كما أعطى كل مخلوق في هذا الكون الوظيفة التي خلقه لها ، فالحل لا بترك تعاليم الإسلام التي يصورونها أنها مجحفة بحق المرأة بل على العكس بالعودة إلى الإسلام وتربيته التي هي العلاج للعالم بأسره في كل مناحي الحياة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى