سياسة

هجوم عنيف من أردوغان على أمريكا غضب تركي من موقف واشنطن حول “ضحايا المغارة”

أحمد الحسين

محرر الشؤون التركية – رسالة بوست
عرض مقالات الكاتب


أثارت إدانة الولايات المتحدة لتصفية المواطنين الأتراك في مغارة شمال العراق، غضبا في الأوساط التركية، فيما استنكر الرئيس التركي الموقف الأمريكي ودعمها لمنظمة العمال الكردستاني.

واستدعت وزارة الخارجية التركية، السفير الأمريكي لمقرها في أنقرة، بسبب صيغة الإدانة للخارجية الأمريكية على مقتل الضحايا الأتراك.

وقال أردوغان، إن بيان وزارة الخارجية الأمريكية، الذي أدان إعدام “بي كاكا” للمواطنين الأتراك، “سخيف”.

وأضاف أردوغان مخاطبا الولايات المتخدة بالقول: “كنتم تزعمون أنكم لا تدعمون “بي كاكا” ووحدة حماية الشعب الكردية، لا شك في أنكم تساندونهم، ورأينا ذلك منذ البداية”، مشيرا إلى آلاف الشحنات المحملة بالأسلحة التي نقلتها أمريكا إلى المنظمة من شمال العراق.

وأضاف: “لن نتغاضى عن ذلك بعد اليوم، إن كنتم تريدون استمرار علاقات التحالف معنا على صعيد المجتمع الدولي وحلف الناتو، فعليكم التعامل بصدق وشفافية معنا، والتراجع عن الوقوف بجانب الإرهابيين، والوقوف بجانب تركيا”.

وفي تلميح إلى تحميله المسؤولية للولايات المتحدة، قال أردوغان، إن كل من يقدم الدعم لمنظمة العمال الكردستاني، يداه ملطختان بدماء المواطنين الأتراك الذين قتلوا في شمال العراق.

الخارجية الأمريكية، قالت، إنها تستنكر قتل مواطنين أتراك في كردستان العراق، مضيفة، “إذا صحت التقارير التي تشير إلى مسؤولية حزب العمال الكردستاني فإننا نندد بهذا العمل بأشد العبارات الممكنة”.

الصيغة التشكيكية للخارجية الأمريكية، أثارت غضبا واسعا في الأوساط التركية، فيما نشر نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، مقطعا يظهر شحنات أمريكية قادمة للفرع السوري لمنظمة العمال الكردستاني في اليوم نفسه من مقتل الرهائن الأتراك في مغارة شمال العراق.

وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، انتقد ما وصفه بـ”التلاعب بالألفاظ” في البيان الأمريكي، بالإضافة لصمت الدول الغربية.

وأضاف: “لقد رأينا قيام دول تزعم مكافحة الإرهاب بالتزام الصمت جراء المجزرة، أو تحاول التغطية عليها من خلال عبارات مثل “لو”، و”لكن”” في إشارة لبيان الخارجية الأمريكية.

المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم عمر اتشليك، قال في سلسلة تغريدات، أن بلاده تخوض معركة بلا هوادة ضد منظمة العمال الكردساتي وأذرعها، وتنتظر دعما مبدئيا من حلفائها.

وأضاف: “أولئك الذين لا يدينون بوضوح منظمة العمال الكردستاني الإرهابية لا يمكنهم الحديث عن مكافحة الإرهاب”.

وأشار إلى أن “تشكيك وزارة الخارجية الأمريكية بتصريحات تركيا الحليفة في الناتو حول الحادث يثير علامات استفهام كثيرة”، مشيرا إلى أن البيان “مخز” ويتعارض مع علاقات التحالف.

وتابع: “أولئك الذين يدعمون منظمة بي كا كا الإرهابية بالسلاح ويعرفون مواقعهم وكل خطوة يقومون بها، يبذلون جهدا لعدم ذكر اسم المنظمة التي قتلت مواطنينا”.

النائب في البرلمان التركي، عن حزب العدالة والتنمية، يلماز تونش، قال في تغريدة له على حسابه في “تويتر”، “الولايات المتحدة توقع على فضيحة، وتقول “إذا ثبت أن حزب العمال الكردستاني مسؤول، فإننا ندينه”، من ناحية أخرى، فهي تساعد حزب العمال الكردستاني في سوريا ليل نهار”.

وأضاف: “إذا ارتكب عضو في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة جريمة ضد الإنسانية من خلال دعم الإرهاب، فهذا ليس الأمن بل “مجلس انعدام الأمن””.

الكاتب التركي، عبد القادر سيلفي، قال إن الموقف الغربي والأمريكي يكتسب أهمية كبيرة، مشيرا إلى أن إدارة بايدن خفضت دعمها للسعودية على أساس أنها قتلت مدنيين في حرب اليمن، متسائلا هل تبدي إدارة بايدن حساسية عالية تجاه “المذبحة”، وإنهاء تعاونها مع وحدات حماية الشعب؟

من جهته قال الكاتب التركي، مراد أكان في تغريدة له على حسابه في “تويتر”، إن البيان الأمريكي “وصمة عار دبلوماسية (..) وهذه التصريحات بلسان “غولن” و”بي كاكا””.

ويسود التوتر بين تركيا والولايات المتحدة منذ سنوات، بسبب الدعم الأمريكي لمنظمة العمال الكردستاني (الفرع السوري) في شمال شرق سوريا.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. سبق أن صرح بايدن قبل سنة بأنه مزعوج من اردوغان ويريد العمل على اسقاطه من السلطة ، ليس بانقلاب عسكري (في تكرار لمحاولة 2016 التي تمت في عهد اوباما الذي كان بايدن نائبا له) بل بدعم معارضيه…وهذا تصريح فج من قبل بايدن وهو في حينه كان في صفوف المعارضة لادارة ترامب…اما وقد صار في البيت الأبيض فما الذي يمنعه من اتباع كل السبل للتخلص من اردوغان….ثم الامر أكبر من اردوغان..هناك في دوائر البنتاغون وال CIA من يدعو لتنفيذ مخطط الجنرال بيترز المبنية على مشروع برنارد لويس القاضي بتفتيت المنطقة الى كانتونات طائفية قومية عرقية متناحرة، بحيث تكون اسرائيل هي درة التاج وسيدة الموقف في المنطقة….واضح الان ان العلاقات التركية الامريكية ستشهد سخونة في عهد بايدن….والمصيبة ان تركيا لا تزال تصر على الانتماء الى المعسكر الاستعماري الصليبي الناتو!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى