أخبار

الهدف الحقيقي للمصالحة بين فتح وحماس في القاهرة

فريق التحرير

بدأت في 8 فبراير 2021م في العاصمة المصريَّة، القاهرة، محادثات الحوار الوطني بين حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين؛ بهدف إنهاء الانقسامات والخلافات طويلة الأمد بين حركتي المقاومة الأكبر، استعدادًا لعقْد انتخابات رئاسيَّة وتشريعيَّة في مايو المقبل، هي الأولى منذ 15 عامًا. وبحسب ما نشرت صحيفة إيلاف السَّعوديَّة في 11 فبراير 2021م، تُعتبر تلك المحادثات محوريَّة في سبيل إعادة المفاوضات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، ومن ثمَّ إعادة علاقات السُّلطة الفلسطينيَّة مع الولايات المتَّحدة، بعد وصول الرَّئيس الجديد المعروف عنه تأييده حلَّ الدَّولتين، جو بايدن، إلى الحُكم في 20 يناير 2021م. وهناك مؤشّرات على توصُّل ممثلي فتح وحماس إلى اتّفاق بشأن آليَّات إجراء الانتخابات التَّشريعيَّة والرّئاسيَّة والمجلس الوطني.

هذا، وقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنَّه يستعدُّ لزيارة مصر قبيل عقْد الانتخابات البرلمانيَّة في دولة الاحتلال في 23 مارس 2021م. غير أنَّ الرَّئيس المصري، عبد الفتَّاح السّيسي، كما نشَر موقع والا العبري، اشترط على نتنياهو إبداء حُسن نيَّته تجاه مطالب الشَّعب الفلسطيني، لا سيّما مسألة حلّ الدَّولتين. وكما جاء في تقرير الموقع العبري، “السّيسي لا يهتم كثيرًا بالقضيَّة الفلسطينيَّة، لكنَّه يعلم أن نتنياهو يبحث عن دعم للحملة الانتخابيَّة ويحاول أن ينتزع من زيارته لمصر إنجازًا سياسيًّا”. جدير بالإشارة في هذا السّياق أنَّ نتنياهو خلال مشاركته في مؤتمر جمعيَّة “مسيحيون موحدون من أجل إسرائيل” (CUFI)، وهي إحدى المؤسَّسات الصُّهيونيَّة المسيحيَّة المناصرة للاستعمار اليهودي للأرض المقدَّسة، من خلال كلمة مسجَّلة، في 28 يونيو 2020م، قد صرَّح بأنَّ خطَّة السَّلام الأمريكيَّة المعلنة في 28 يناير 2020م، والمعروفة إعلاميًّا باسم صفقة القرن، قد وضعت حدًّا لما أطلق عليه “أوهام حلّ الدَّولتين”، كما أورد موقع تايمز أوف إسرائيل. والسُّؤال: هل يتراجع نتنياهو عن ذلك التَّصريح بعد وصول رأس جديد إلى هرم السُّلطة في أمريكا؟

وكان وزير الخارجيَّة السَّعودي، الأمير فيصل بن فرحان، قد شدَّد على اشتراط بلاده إقامة دولة فلسطينيَّة قبل التَّطبيع الرَّسمي مع دولة الاحتلال. وصرَّح بن فرحان في مقابلة مع قناة العربيَّة الإخباريَّة، بحسب ما نشَر موقع CNN بالعربيَّة في 23 يناير 2021م، بأنَّ موعد توقيع السَّعوديَّة اتّفاقيَّة للتَّطبيع مع إسرائيل “مرهون بتحقيق سلام وتحقيق الدولة الفلسطينية عاصمتها القدس الشرقية حسب مبادرة السَّلام العربيَّة. ويتزامن ذلك مع توتُّر منطقة الخليج بسبب ازدياد النَّشاط النَّووي الإيراني في هذه الآونة، وإثارة أقاويل عن استعداد نظام ملالي الشّيعة لإنتاج سلاح نووي مدمّر؛ ما رأت فيه دولة الاحتلال الصُّهيوني تهديدًا لأمنها. وقد حذَّر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، في 26 يناير 2021م من اندلاع صراع مسلَّح مع إيران، قد يهدّد سلام سكَّان غزَّة وجنوب لبنان، معلنًا عن “تحالُف إقليمي قوي يبدأ من اليونان وقبرص ومصر والأردن ودول الخليج العربي” لمواجهة الخطر الإيراني. والسُّؤال: هل تمهّد مصالحة فتح وحماس إلى إبرام اتّفاق مع دولة الاحتلال يحمل وعدًا بتأسيس دولة فلسطينيَّة مستقلَّة، ضمن حدود المنطقة الَّتي يشملها مخطَّط دولة إسرائيل الكبرى؟ وهل تكون النَّتيجة المباشرة لذلك الاتّفاق، إن عُقد، إعلان التَّطبيع الإسرائيلي-السَّعودي؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى