بحوث ودراسات

واقع النظام الدولي قراءة في الميديا الغربية 2

أكرم حجازي

كاتب وباحث أكاديمي
عرض مقالات الكاتب

المبحث الثاني

أزمات الرأسمالية العالمية

   بخلاف النظرية الماركسية التي روجت أطروحاتها للعدالة الاجتماعية والحقوق الجماعية، فقد اتخذت الرأسمالية، كنمط حياة لبرالي أيضا، من الحقوق الفردية، مطية لترويج فلسفتها. وتبعا لذلك فإن كل الموجودات المادية والمعنوية بكافة أشكالهما وتحولاتهما هي بالضرورة سلع قابلة للبيع والشراء في السوق. فالكائنات الحية والجمادات والأديان والتواريخ والحضارات والحقوق والقيم والأخلاق والسلوك والعلاقات والمشاعر والثقافات والفن والجمال والعلوم والفلسفات والقوانين والدساتير وحقوق الإنسان والأمم والشعوب والأفراد والجماعات والأوطان والحروب والسلام والإرهاب والماء والهواء والمنتجات والمحرمات والمباحات، هي مجرد سلع، أو أنها قابلة للتسليع والإخضاع لشروط السوق، حيث مبدأ « الكسب والخسارة». كل هذه السلع تخضع لمبدأ فلسفي رأسمالي صارم من نوع:«دعه يعمل دعه يمر»، وإنْ لم ينفع فإن مبدأ« الغاية تبرر الوسيلة»بالمرصاد،لكل مخالف أو عقبة، من أي نوع وعلى أي مستوى.

    هذا التوحش يرجع إلى أن مكانة الرأسمالية من اللبرالية هي بالضبط كمكانة كافة الفلسفات الوضعية والعقائد الدنيوية والمحرفة منها، فهي الابنة الشرعية للبرالية، التي أعلنت الحرب، منذ عهد آدم عليه السلام وإلى يومنا هذا، على كل ما تراه قيودا تحد من حرية الفرد. فحاربت الله والرسل والأنبياء قبل أن تحارب الناس. وبالنسبة لها؛ فمن حق الفرد أن يختار طريقة عيشه، وما يشاء من القناعات، وله مطلق الحرية في التصرف والاعتقاد، بشرط ألا يعترض على ما يفعله الآخرون أو يسيء بحريته إليهم. وتبعا لذلك لا يحق لأية منظومة عقدية أو قيمية أو إنسانية أو ضرورة اجتماعية أو خصوصية ثقافية أو تاريخية أو حضارية، الاعتراض على ما يختاره الفرد لنفسه. هي فلسفة؛ يلخصها أحد اللبراليين بمبدأين:

  • « أولا: حرية الفرد في الاختيار، والأفراد في التجمع، وتكوين منظمات ومؤسسات مدنية مستقلة. ومع هذا يجب أيضا

احترام مشيئة كل فرد في المجتمع مهما كانت معتقداتهم».

  • ثانيا: سيادة القانون الحامي لمبدأ حرية الفرد، وتكوين حكومة قائمة فقط على تنفيذ تلك القوانين». وبحسبه أيضا؛ فإن « حرية التعبير ليس لها أي استثناءات مهما كانت».

     نمط حياة متوحش، ومنطق بوهيمي إمبراطوري[1] أطبق على الأرض دفعة واحدة، بعد الحرب العالمية الأولى، واتخذ من النظام الدولي غطاء شرعيا له، وأزهق أرواح عشرات الملايين من البشر، وأغرق بقيتهم في الدماء إلى يومنا هذا، وسلط عليهم قيمه العنصرية التي تعتبرهم حتى دون البشر، وأطلق العنان لأوسع وأضخم عملية نهب واستعباد وتوحش رأسمالي وحروب غير مسبوقة في التاريخ الإنساني، لا تزال وقائعها مستمرة حتى الآن[2]. فكم بقي للرأسمالية من عمر كي تبقى مهيمنة على عقلية البشر وحقوقهم وأرزاقهم ومعيشهم؟ بل كم بوسعها أن تستمر؟ ووفق أية شروط؟

   الرأسمالية مثل شقيقتها الماركسية، التي اهتمت بالحقوق الجماعية، في حين أن مشكلاتها وقعت في صلب الحقوق الفردية، التي تعرضت للاستنزاف إلى حد الحرمان الشديد. بل أن مشكلات الرأسمالية غدت بلا حدود. وإذا ما عاينا أزماتها في مستوى أعباء الديون فقط، فسنلاحظ أن أحدا لم يفلت منها، ابتداء من الأفراد والأسر والجماعات والمؤسسات والشركات، وانتهاء بالدول والشعوب. وهي كالماركسية أيضا؛ في مشكلاتها البنيوية، التي تقع في صلب فلسفتها، التي نمت وترعرعت على الاستعمار والحروب والنهب .. وفي منظوماتها القانونية التي وفرت للنهابين حماية وملاذات آمنة للتهرب الضريبي، وتكديس الثروات فيما يعرف بمناطق الـ Offshore .. وفي جشعها الذي لا يرى حلا لمشاكل الديون إلا عبر سياسات التقشف، التي يدفع ثمنها الفرد والمجتمع والدولة، في حين يزداد الأثرياء ثراء على ثراء .. وفي كونها بالنهاية فلسفة وضعية من صنع البشر، لا بد لعمرها من نهاية، وليست عقيدة أزلية[3]، فلن يعود بمقدورها أن تستمر، ناهيك أن تبدع، وهي التي لا تجد من وسيلة للتخلص من أزماتها إلا الترقيعات القانونية لمنظومة اتسع فيها الخرق على الراقع، حتى صار تلاشيها الحتمي أقرب من أية إصلاحات لم تعد تجد لها حيزا في المنظومة.

   سبعون عاما فقط، بدءً من انتهاء الحرب العالمية الثانية، هو عمر الرأسمالية ما بين نموها وازدهارها وغرقها في أزمات طاحنة، وفي عقر ديار نشأتها. بل سبعون عاما مضت هي كل رصيد السلام والأمن في العالم الرأسمالي الغربي، الذي لم يعرف في تاريخه سوى الحروب والقتل ومصادرة الحقوق والمواطنة وإشاعة الظلم والاستعباد لشعوبه، قبل أن يخرج من حدوده لغزو الأمم والشعوب، ولتصدير قيمه وفلسفاته المتوحشة، وممارسة النهب على أوسع نطاق لا سابق له ولا مثيل في التاريخ الإنساني. سبعون عاما مضت وسادة العالم الرأسمالي يبنون دولهم ومجتمعاتهم وثرواتهم وازدهارهم ورفاهيتهم على حساب البشر، حتى أنهم لم يوفروا نهب شعوبهم.  

الديون بالأرقام

   بالمقارنة؛ فإن الفرق بين العالم الإسلامي والعالم الرأسمالي هو ذات الفرق بين الصراع على العقائد والصراع على الموارد والثروات. أما الفرق بين الصراعين فيكمن في استعداد الرأسمالية للنهب والغزو والاحتلال والنهب والاستعباد والتحكم والسيطرة بلا حساب لأية مرجعية أخلاقية أو إنسانية إلا في الشكل دون أي مضمون. أما في الإسلام فلم تكن الفتوحات على اتساعها شرقا وغربا لتمارس أي نوع من النهب أو الاستعباد أو الهيمنة، ولم يكن لها من هدف غلا تبليغ الدعوة. ولم يتدخلوا حتى في المجتمع ولا نمط حياة الناس إلا بما يفرضه الشرع من حلال أو حرام. ولو كانت غير ذلك لكان المسلمون أغنى أغنياء الأرض. والحقيقة أن كل ما فعله المسلمون لدى فتحهم البلاد هو الدعوة ومن ثم تطبيق القواعد الشرعية: ﴿ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴾، (6 : الكافرون)، من ﴿ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ﴾، (29 : الكهف).

    في المقابل ثمة سلسلة من الدراسات والتقارير الدولية المنتظمة تغطي عدة جوانب من أزمات الرأسمالية، لاسيما أزمات الديون والتهرب الضريبي والتفاوت الهائل في الدخل وحجم الثروات الخاصة مقارنة بإجمالي الناتج العالمي. أرقام فقط تصيب القارئ بالذهول بينما السياسات لا هم لها إلا مزيد من الإفقار للدول والشعوب على السواء. فلنتابع ونتأمل.

أولا: « كتاب حقائق العالم 2011» ( وكالة المخابرات الأمريكية CIA )

    بحسب الجدول (1) أدناه فقد كان إجمالي حجم الديون سنة 2008 أكثر من 28 ترليون$. لكن بعد سنتين فقط ارتفع إلى أكثر من 36 تريليون$، بزيادة قدرها 12.8%. أما متوسط نصيب الفرد من الديون فزاد عن 23 ألف$ سنة 2010. وإذا تجاوزنا الدول الخمس التي تجاوزت نسبة ديونها إجمالي الناتج القومي فإن متوسط النسبة المئوية لكل المجموعة ارتفع خلال العامين 2008 – 2010 من 56.9% – 75%.

جدول رقم (1): الدين العام لأعلى عشرين دولة
البلدتقديرات 2008 تقديرات 2010
حجم الدين العام بمليار الدولارات% لإجمالي الناتج المحلينصيب الفرد من الدين إجمالي الناتج المحلي %حجم الدين العام  بمليارات الدولارات
كندا83164%32,82984%1,117
البرازيل77539%6,29959%1,281
إسبانيا57141%17,59860%823
المكسيك56136%5,07137%577
هولندا39258%25,15263%424
مصر38587%4,84680%398
تركيا36240%5,21843%411
بلجيكا35090%38,139101%398
اليونان33597%42,216143%454
كوريا الجنوبية32624%6,79323%331
بولندا30345%9,90753%381
اليابان7,469172%67,303198%8,512
الولايات المتحدة5,41538%29,15862%9,133
إيطاليا1,933106%34,627119%2,113
ألمانيا1,93166%30,02483%2,446
الهند1,86356%1,77252%2,107
فرنسا1,45368%27,06282%1,767
الصين1,24716%1,42719%1,907
المملكة المتحدة1,15852%26,37576%1,654
سنغافورة  65,144106%309
تايوان  12,07534%279
كل البلدان المذكورةالحجم الكلي للدينمتوسط النسبة المئويةمتوسط نصيب الفردمتوسط النسبة المئويةإجمالي حجم الدين العام 
2816056.9%23.28775.09%36013
Public Debt is total of all government borrowings less repayments that are denominated in a country’s home currency. * CIA’s World Factbook list only percentage of GDP, the debt amount and per capita is calculated with GDP (PPP) and population figures of same report

 

ثانيا: تقرير مركز الإحصاء الأوروبي (« اليوروستات» – الربع الأول من عام 2015)

   وبحسب الجدول (2) أدناه، وحتى الربع الأول من سنة 2015، فإن كل دول الاتحاد الأوروبي، فيما عدا ألمانيا وأستونيا ولوكسمبورغ، سجلت في المحصلة، مع قليل جدا من الاستثناءات، نموا مضطردا في نسب العجز في الميزانية السنوية العامة. وهي نسب تؤشر على أن حجم الدين العام يتواصل صعودا بلا توقف. وفي منطقة اليورو ( 19 دولة) تجاوزت الديون حدود الـ 90% سنة 2013 لتبلغ نحو 92% سنة 2014 من إجمالي الناتج القومي، ثم إلى 92.9 في منتصف العام 2015. أما الانخفاض في نسب العجز لكل من الاتحاد ومنطقة اليورو بالمقارنة مع السنوات السابقة فيرجع إلى الاستدانة أكثر مما يرجع إلى ارتفاع في نسب النمو، وكذلك الأمر فيما يتعلق بانخفاض حجم الديون من 11 تريليون$ سنة 2013 إلى 10.3 تريليون.

جدول رقم (2): نسب المديونية والعجز في ميزانية دول منطقة اليورو 2011 – 2014
البلدنمو العجز في الميزانية العامة%نمو حجم الدين لإجمالي الناتج القومي %
20112012201320142011201220132014
في 28 دولة– 4.5– 4.2– 3.2– 2.980.983.785.586.8
منطقة اليورو ) EA-19(– 4.1– 3.6– 2.9– 2.485.889.190.991.9
بلجيكا– 4.1– 4.1– 2.9– 3.2102.0103.8104.4106.5
بلغاريا– 2.0– 0.7– 0.9– 2.815.718.018.327.6
التشيك– 2.7– 3.9– 1.2– 2.039.944.645.042.6
الدنمرك– 2.1– 3.7– 1.11.246.445.645.045.2
ألمانيا– 0.90.10.10.777.979.377.174.7
استونيا1.2– .0.2– -.20.66.09.710.110.6
أيرلندا– 12.7– .8.1– 5.8– 4.1111.2121.7123.2109.7
اليونان– 10.2– 8.7– 12.3– 3.5171.3156.9175.0177.1
إسبانيا– 9.4– 10.3– 6.8– 5.869.284.492.197.7
فرنسا– 5.1– 4.8– 4.1– 4.085.289.692.395.0
كرواتيا– 7.5– 5.3– 5.4– 5.763.769.280.685.0
إيطاليا– 3.2– 3.0– 2.9– 3.0116.4123.1128.5132.1
قبرص– 5.8– 5.8– 4.9– 8.866.079.5102.2107.5
لاتفيا– 3.3– 0.8– 0.7– 1.442.740.938.240.0
لتوانيا-8.9– 3.1– 2.6– 0.737.239.838.840.9
لوكسمبورغ0.40.1– 0.90.619.121.924.023.6
هنغاريا– 5.5– 2.3– 2.5– 2.681.078.577.376.9
مالطا– 2.6– 3.6– 2.6– 2.169.767.469.268.0
هولندا– 4.3– 4.0– 2.3– 2.361.366.568.668.8
النمسا– 2.6– 2.2– 1.3– 2.482.181.580.984.5
بولندا– 4.9– 3.7– 4.0– 3.254.854.455.750.1
البرتغال– 7.4– 5.6– 4.8– 4.5111.1125.8129.7130.2
رومانيا– 5.3– 2.9– 2.2– 1.534.237.338.039.8
سلوفينيا– 6.6– 4.0– 14.9– 4.946.553.770.380.9
سلوفاكيا– 4.1– 4.2– 2.6– 2.943.452.154.653.6
فنلندا– 1.0– 2.1– 2.5– 3.248.552.955.859.3
السويد– 0.1– 0.9– 1.4– 1.936.236.638.743.9
المملكة المتحدة– 7.6– 8.3– 5.7– 5.781.885.887.389.4
النرويج13.413.813.39.127.529.229.326.4
Source: Eurostat   21/4/2015 http://ec.europa.eu/eurostat/statistics-explained/images/b/b1/Public_balance_and_general_government_debt%2C_2011%E2%80%9314_%28%C2%B9%29_%28%25_of_GDP%29_YB15_II.png

     وفيما يتعلق بحجم البطالة يقدم التقريب في الجدول الثالث نسبا تخص الدول العشر الأكثر مديونية في أوروبا، والتي شهدت سبعة منها احتجاجات صاخبة سنة 2011.

 

جدول رقم (3): نسب البطالة في الدول العشر الأكثر مديونية في أوروبا / حتى منتصف 2015
اليونان25.0%
إسبانيا22.5%
إيطاليا12.7%
البرتغال12.4%
فرنسا10.2%
إيرلندا9.7%
بلجيكا8.6%
هولندا6.8%
المملكة المتحدة5.6%
ألمانيا4.7%
Source: Eurostat http://www.bloomberg.com/markets/european-debt-crisis

ثالثا: دراسة « معهد ماكينزي» –  McKinsey Global Institute

    في أحدث دراساته (فبراير 2015) كشف المعهد عن (1) حجم المديونية العالمية، و (2) ونسبة نموها في الفترة ما بين نهاية سنتي 2007 –  2014. وقد بلغت 199 تريليون$، بنسبة زيادة قدرت بـ 57 تريليون$. أو ارتفاع من 33 تريليون إلى 58 تريليون$. وفي مسح أجراه المعهد على 47 دولة تبين أن نسبة الديون العامة إلى إجمالي الناتج العالمي ارتفعت من 269% إلى 286%.

  وفيما يتعلق بالصين، ثاني أكبر اقتصاد عالمي، أشار المعهد إلى أن القيمة الإجمالية للديون الصينية ارتفعت بسرعة منذ الأزمة المالية العالمية سنة 2008 من 7 – 28 تريليون$، لتصل نسبتها العامة إلى 282%، أغلبها ديون الشركات التي بلغت نسبة 125% بالإضافة إلى الديون الحكومية والمصارف والأسر.

   وتقدم الدراسة نماذج لتضخم الديون السيادية، وطبقا لتوقعات « ماكينزي» فإن الديون ستواصل تضخمها في السنوات القادمة. وفيما ستنخفض ديون ألمانيا من 80% إلى 68% في الفترة ما بين سنتي 2014 – 2019 فإن ديون الحكومة اليابانية ستشهد ارتفاعا خلال الفترة ذاتها ما بين 234% – 258%، وكذا الأمر فيما يتعلق بديون الحكومة الفرنسية التي سترتفع من 104% إلى 119% في الفترة نفسها. أما الصين، فسيتفاقم إجمالي ديونها تحت وطأة القروض الممنوحة من خارج القطاع المصرفي الرسمي، أو ما يسمى بمصارف الظل، وأيضا بفعل تأثير المضاربة العقارية، لينتقل من 7 – 28 تريليون $.

   وبحسب الدراسة فقد ارتفعت ديون الأسر في العالم من 33 تريليون$ مطلع سنة 2008 إلى 42 تريليون$

مع نهاية العام 2014. وتبين أن 74% من هذه الديون في 80 دولة شملتها الدراسة كانت ديون رهون عقارية بشكل مباشر أو غير مباشر. أما ديون الشركات فارتفعت في نفس الفترة من 38 تريليون$ إلى 56 تريليون$، مثلها ديون المؤسسات المالية التي ارتفعت من 37 – 45 تريليون$.

رابعا: بيانات موقع « visualcapitalist»[4]

    اعتمادا على بيانات لصندوق النقد الدولي، وفي 6/8/2015 قدم Jeff Desjardins، مؤسس ومدير موقع « visualcapitalist» المتخصص في الشأن الاقتصادي العالمي، ، تمثيلات بيانية جذابة تختصر مشكلة الديون العالمية أو حجم اقتصاد الدول في رسم بياني واحد. وبسبب عدم وضوح الرسم، هنا، قمنا بتفريغ نسبة الديون العالمية لإجمالي الناتج العالمي في الجدول الرابع. وبين التمثيل أن حجم المديونية العالمية الحكومية بلغت 59.7 تريليون دولار، لكن بدون احتساب ديون الأفراد والشركات وأية التزامات تمويلية أخرى.

 

    بطبيعة الحال، وبالنظر إلى حجم الاقتصاد، تبدو المشكلة واقعة في صلب النظام الرأسمالي العالمي. إذ أن 75% من الديون العالمية تتحملها الولايات المتحدة واليابان وأوروبا. فاقتصاد الولايات المتحدة يشكل 23.3% من الاقتصاد العالمي لكنها تدين له بـ 29.1٪، واليابان 18.6% بينما تدين بـ بنحو 20%. و تتحمل 7 دول من أصل 15 دولة أوروبية 26% من المديونية العالمية.

جدول رقم (4): نسبة الديون العالمية لإجمالي الناتج العالمي%
البلد%البلد%
الولايات المتحدة29.05المكسيك0.98 
اليابان19.99بلجيكا0.92 
الصين6.25أستراليا0.77 
المملكة المتحدة3.92كوريا0.74 
ألمانيا4.81اليونان0.71 
إيطاليا4.61النمسا0.58 
فرنسا4.35سويسرا0.54 
كندا2.70سنغافورة0.52 
البرازيل2.49تركيا0.50 
إسبانيا2.15البرتغال0.49 
الهند2.06بولندا0.49 
هولندا0.98روسيا0.49 
بقية دول العالم8.92إجمالي حجم الدين 59.7 تريليون$ 

 

$60 Trillion of World Debt in One Visualization

 

والجدول رقم (5) يوضح حجم اقتصاد كل دولة في العالم. وفيه تمثل 34 دولة الاقتصاد العالمي ما نسبته 88.2% من إجمالي الناتج العالمي. أما بقية الدول غير المذكورة فيبلغ إجمالي حجم اقتصادها مجتمعة 11.8%[5].

جدول رقم (5): نسبة اقتصاد كل دولة من إجمالي الناتج العالمي%
البلد%البلد%
الولايات المتحدة23.32المكسيك1.72 
اليابان6.18بلجيكا0.71 
الصين13.09أستراليا1.93 
المملكة المتحدة3.94كوريا1.9 
ألمانيا5.17النمسا0.58 
إيطاليا2.88سويسرا0.95 
فرنسا3.81تركيا1.08 
كندا2.39إندونيسيا1.19 
البرازيل3.15إيران0.54 
إسبانيا1.88جنوب أفريقيا0.46 
الهند2.74الأرجنتين0.6 
هولندا1.16كولومبيا0.54 
الدنمارك0.46تايلند0.51 
بولندا0.74تايوان0.68 
روسيا2.49الإمارات العربية0.56 
السويد0.75السعودية1.01 
النرويج0.68بقية دول العالم8.8 
اليونان0.33إجمالي حجم الدين 59.7 تريليون$ 

                                        

The World's Economy in One Visualization


[1] James Zogby : « التخلص من وهم الإمبراطورية وأسطورة الغرب المتحضر -27/6/ 2015»، رابط: http://cutt.us/pGG9

[2] ففي مقالة له بصحيفة الـ« غارديان 14/5/2014» البريطانية، كتب جون بيلغر، مراسل حربي ومخرج أفلام، عن الدور الأمريكي في أوكرانيا وتداعياته الهائلة على بقية العالم، وفي السياق أشار إلى لـ« موجز سجل السياسة الخارجية الأميركية» الذي ينشره كل عام المؤرخ الأميركي وليام بلوم والذي يبرز محاولات الولايات المتحدة منذ عام 1945 للإطاحة بأكثر من خمسين حكومة، انتُخب كثير منها ديمقراطيا. « كما أنها تدخلت بشكل فج في انتخابات ثلاثين دولة وقصفت السكان المدنيين في ثلاثين دولة أيضا، واستخدمت الأسلحة الكيميائية والبيولوجية وحاولت اغتيال زعماء أجانب. وأن بريطانيا كانت معاونة لأميركا في كثير من الحالات. وختم بأن وزارة الدفاع الأميركية تدير حاليا عمليات خاصة، حروبا سرية، في 124 دولة، بينما داخليا الفقر يزداد وضياع الحريات صار النتيجية الطبيعية التاريخية لدولة الحروب الأبدية ومخاطر حدوث حرب نووية». موقع « الجزيرة نت»، على الشبكة: http://cutt.us/oGNU

[3] كان المفكر الأمريكي فرانسيس فوكوياما قد دافع عن الرأسمالية باعتبارها تعبير عن: نهاية التاريخ والإنسان الأخير، وهو اسم الكتاب الذي أصدره، قبل أن يتخلى عنها لاحقا. راجع: مجلة« نيوزويك »: « هدفهم العالم المعاصر»، 25 ديسمبر2001، الطبعة العربية/ عدد81.

[4] راجع الموقع: http://cutt.us/tkHhP

[5] يمكن الاطلاع على التمثيل البياني الذي قمنا بتفريغه من على الرابط التالي: http://cutt.us/FRp7L

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى