مقالات

مفهوم العمل السياسي بين الإسلام و العلمانية – توضيح لا بد منه لتجاوز حوار الطرشان!

فهد السالم صقر

محلل سياسي وباحث في العلاقات الدولية
عرض مقالات الكاتب

تقسّم دراسة العلوم السياسة في الجامعات الغربية عادة إلى أربعة تخصصات فرعية، لابدّ للطلاب من الإلمام بها ؛ وهي الفلسفة والعلاقات الدُوليّة وعلم السياسة المُقارَن ، والسياسة المحلية. 

الفلسفة تُعنى بالنظريات والمبادئ والمدارس والأفكار السياسية المختلفة من ماركسية واشتراكية ورأسمالية الخ … بينما تعُنى العلاقات الدولية بدراسة القانون الدولي وتاريخ وأسباب الحروب والصراعات الدولية والديبلوماسية الخ…أما علم السياسة المُقارَن فيبحث في أنظمة السياسة والحكم المُختلفة، وأوجه الشبه والفروقات بينها فيما يتعلق بالقوانين الإنتخابية والتنظيمية والحزبية وتاريخ تطورها الخ…أما التخصص الأخير، وهو السياسة المحلية ، فيتعلق بخاصية كل دولة على حدى ، فمثلا في كندا يُسَمى    Canadian Politics ، وفي أمريكا يسمى American politics وهكذا ، ويتعمق الدارس لهذا الفرع في تاريخ وطبيعة السياسة للبلد المعني ، والعلاقات والتشريعات والدساتيرالمُتبّعة بين المستويات المختلفة للحكومات سواءا كانت إقطاعية Provincial government  كما هو الحال في كندا ، أو حكومات الولايات State governments كما هو الحال في أمريكا ، والعلاقات فيما بينها ، وبين الحكومة الفدرالية Federal government ، وصلاحيات ومسؤوليات كل مستوى حكومي الخ…  وعليه ، فإن عملية البحث في مفهوم أو تعريف مشترك لكلمة “السياسة” Politics من الناحية الأكاديمية  ُيصبح نوعا ما شائكا ومعقدا ، إلا إذا تم تحديد المفهوم والإتفاق على الأطر المحددة له مسبقا. فما هو إذن التعريف الصحيح لعلم السياسة ؟   

ماهي السياسة ؟ سؤال ناقص ، لا بد لنا أن نحدد ، هل المقصود هو السياسة الدولية التي تمارسها الدول ؟  أم هي السياسة الداخلية ( المجتمعية) التي يمارسها الأفراد ؟ ومن هو السياسي ؟ لأن السياسة الدولية – على سبيل المثال-  أو ما يعرف بالإنجليزية ب ال International Relations هي عبارة عن مجموعة من العلاقات الدولية المغلفة بالمواثيق والمثاليات ، ولكنها في واقع الأمر، محكومة بالمصالح و بشريعة الغاب ومبدأ القوة هي الحق، ولا عزاء فيها للضعفاء. وفي التحليل النهائي ، فإن العلاقات الدولية من الناحية الأخلاقية ، هي أقرب إلى تجارة المخدرات والممنوعات وشريعة المافيا منها إلى جسم من القوانين والأعراف المُلزٍمة التي يتقيد بها الجميع، ففي العلاقات الدولية ( IR ( تنعدم الأخلاق والقيم الإنسانية، ولا يوجد مُتسَعا لحسن النوايا أو الأعمال الخيرية ، وهذا ما يعرف إصطلاحا ب Realpolitik وهو المبدأ الذي سارت عليه العلاقات الدولية منذ الأزل. 

أما مفهوم السياسة بالمطلق ، فقد عَرّف الفيلسوف اليوناني أرسطو Aristotle السياسة بقوله ، السياسة هي العلم الرئيسي أو العلم السّيد ( أو المُهيمن) Politics is the master Science ، لأنه بحسب أرسطو، فإن كل أنواع النشاط الإنساني يعتمد عليها، فهي بمثابة المركزأوالنواة لكل العلوم والمِهَن. وبحسب أرسطو أيضا ، فإن العلم الرئيس أو ال Master Science ، له تأثير على كل مناحي الحياة الإنسانية ، لأنه يتحكم بماذا نقول، ماذا نفعل ، أين نعيش ، حتى ماذا نأكل؟ وبالتالي فلا مندوحة من دراسته وتعلمه. وهنا بالطبع ، فإن أرسطو يقصد السياسة “بالمفهوم المحلي” داخل المجتمع الواحد. إذن ، هناك مفاهيم مختلفة للسياسة ، ولكنها ليست عصية عن الفهم أو مُعقدة ، بل هي السهل الممتنع إذا حددنا الإطار المكاني والزمني لها والمدى الوظيفي.

في الغرب مثلا تُستعمل كلمة السياسة  Politics والخدمة العامة Public service بشكل تبادلي Interchangeably أي أن رجل السياسة أو عضو البرلمان أو الوزيرأو عُمدة المدينة يَنظُر لنفسه ، ويُنظَر له ، كموظف و كخادم عند الشعب ، فعندما ينتخبه الشعب فإن هذا الإنتخاب يُعتبر بمثابة تعيينه لوظيفة ،  وإذا خسر الإنتخابات فإن هذا يُعتبر بمثابة إقالة له من تلك الوظيفة. وهذا المبدأ ينطبق على كل السياسيين من رئيس جمهورية و جُر. كما أن الطبقة البيروقراطية في معظم الدول الأوروبية والديمقراطية تُسَمّى إصطلاحا  public service ويسمى أعضاؤها public servants. ويكون عملها مؤسساتي يتميز بصفة الإستمرارية والمهنية ،  ويتم التعيين فيها حسب الخبرة والكفاءة ، وليس بالإنتخاب .  ولكنها تخضع في النهاية لسلطة رجال السياسة المنتخبين ، كونهم يملكون شرعية التفويض الشعبي عبر صناديق الإقتراع ، وهم يحكمون بإسم الشعب. 

هذا الفهم الغربي للسياسة هو أقرب إلى المفهوم اللغوي الحقيقي للسياسة ، بصفتها رعاية شؤون العامة. وقد عَرّف إبن خلدون السياسة بأنها ( صناعة الخير العام).  فالسياسي الغربي،  واجبه و المطلوب منه ، أن يهتم ويرعى شؤون الناس ( الناخبين) وأن يسعى بينهم في الإصلاح والخير وتحقيق الرفاهية والسعادة لهم.  فالسياسة ، ليست كما يعتقد الدُهماء  ” فن الممكن” ، أو أسوأ من ذلك ، عند بعض السُذّج ، أن السياسة تياسة !… لا يمكننا القول، بأن السياسة بالمطلق هي “فن الممكن”، لأن هذا مخالف للحقيقة والواقع .  هذا فهم خاطئ وتبسيط ساذج للأمور، علما بأنه يمكننا القول،  إن شئتم ؛ بأن فن الممكن هو سياسة ، وجمعها سياسات.  وهناك أيضا من يقول أن مبدأ السياسة هي ( الغاية تبرر الوسيلة) على الطريقة الميكافيلية…. و هذه المدرسة الميكافيلية ربما تجد لها  صدى  في السياسة الدولية ، حيث ينعدم الضمير، وتختفي الأخلاق،  وتتحكم فيها المصالح البحتة، ولكنها بالتأكيد لا تفي بالغرض المعني ، وهو الوصول إلى تعريف صحيح لمفهوم السياسة بالمطلق.

أما قول  البعض بأن السياسة هي بطبيعتها  قذارة ونجاسة ، وبالتالي فلا بد من فصلها عن الدين،  كما ينادي بذلك خصومنا العلمانيون ،  لأن الدين في جوهره نقي وطاهر، ولا يمكن خلط الدين بالسياسة ،  حسب تبريراتهم.  هذا أيضا فهم خاطئ ،  يدل ، إن دل على شيء،  على  فهم  منقوص للدين و السياسة،  وتعريف لا يتطابق مع التعريف السليم للسياسة ،  ألا وهو ( أن السياسة هي رعاية شؤون الناس، وهوممارسة  الخدمة العامة Public service) . وهنا يَكمُن الخلل ويحدث الشرخ، الذي يؤدي بالنتيجة للوصول إلى حوار الطرشان بين الإسلاميين والعلمانيين ، فالأول يقول ثور والثاني يقول إحلبوه. فالذين ينادون بفصل الدين عن الدولة ، إما أنهم لم يفهموا الدين أو أنهم لم يفهوا السياسة.  أنا ، كسياسي مسلم، وناشط ، ومهتم بشؤون الأمة وأحمل همومها -كواجب ديني ووطني-  كما يمليه علي ضميري ، لا أجد نفسي مضطرا لقبول تعريف خاطئ عن السياسة ،  ولست مضطرا لأن أقف في مربع معين ،  أو ألعب حسب شروط وقوانين من لا يفهم معنى السياسة لكي أتماشى مع الجو العام.   أنا أرفض رفضا قاطعا التسليم  بأن السياسة نجاسة وقذارة ، و أربأ بنفسي عن ممارستها إن كانت كذلك.   هذا أمر منافي للعقيدة التي أحملها ، وإن كان الطرف الآخر يمارس السياسة عن وعي مسبق وإدراك،  بقذارتها ونجاستها ،  فإنه كمن يدين نفسه بنفسه قبل أن يبدأ، أو كمن يُطلق النار على قدمه. فإذا كانت هذه هي المُدخلات ( الفكرية) لهؤلاء فكيف ستكون المُخرجات؟

 إن عدم الإتفاق على تعريف مشترك للسياسة ، أو ” فن الحكم” على حد تعبير البعض ، هو سبب الشرخ الحاصل حاليا في المجتمع العربي بين التيارات السياسية المختلفة ، التي لا تتشارك بنفس الرؤيا في المفاهيم العامة. إذا كانت نقطة الإنطلاق خطأ فالنهايات ستكون خطأ أيضا.  إذن، لا بد أن يتفق الجميع أولا،  على معايير علمية وأكاديمية صحيحة لمفهوم السياسة.  لا بد من تأسيس قاعدة مشتركة في العمل السياسي يقف عليها الجميع بالتساوي ومنها ينطلق العمل العام.  لأن الجميع يسعى للخير وللإصلاح ، ويدعي الحرص على مصلحة الوطن،  فنحن مُوَحّدون في الأهداف ، ولكننا مُختلفون في الوسائل.

ولكن  بدون تعريف مشترك محدد للعمل السياسي وأطُرُه ، فإننا سنبقى دائما ندورفي دائرة مفرغة ، ونقوم  بحوار طرشان ، ولن نتخطى نقطة الصفر. جميعنا كنشطاء سياسيين نريد نهضة وعزة هذه الأمة.  نريد بناء مستقبل مشرق لأبنائنا، وهناك  شبه إجماع  على رفض واقعنا المؤلم والتعيس ، سياسيا وإقتصاديا. جميعنا بظاهرنا ، قوميين وإسلاميين وعلمانيين، يساريين ويمينيين ، نتفق على الأهداف ونختلف في الوسائل. لذلك يجب أن نتحد لنحارب الطغيان والفساد والظلم (مع بعض) لا أن نحارب بعضنا البعض.  يجب أن يعمل الجميع نحو الهدف الواحد المشترك ، بعيدا عن سياسة الإقصاء وتهميش الآخر، والتقليل من الفكرالذي يحمله الآخر والتخوين التي ينتهجها البعض ،  متذرعا بحجج واهية، كمحاربة الإرهاب والفكر المتطرف والرجعية والتخلف بناءا على رؤيته هو للأمور.   البعض يقتل التعددية بإسم التعددية ، ويقتل مبدأ قبول الآخر بإسم مبدأ قبول الآخر، ويعزز الرجعية والتخلف بإسم محاربة الرجعية والتخلف.

البعض يعتقد خاطئا، أنه إكتشف العجلة للتو . وأنه وحده ، حصريا، صاحب النظرة التقدمية والمنفتحة ، وهو صاحب القيم الإنسانية والمبادئ السامية، وغيره مُنغلق ومُتزمت ولا يصلح بفكره لهذا العصر. علما بإن قيم الإنسانية والتعددية و الأيمان بوجود خالق لهذا الكون وللإنسان،  والعبودية له وحده،  وجدت جنبا إلى جنب مع قيم الإلحاد والشرك واللادينية ونكران وجود خالق منذ الأزل. فبأي حق يستطيع أحد أن يأتي اليوم ليقول لنا نفس الكلام الذي قاله قوم نوح عليه السلام لنبيهم قبل آلاف السينين ،  ثم يَدّعي أنه يحمل فكرا تقدميا إبداعيا مجددا من نتاج القرن الواحد والعشرين.؟ !   

(وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ ۚ وَمَا لَهُمْ بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ) الجاثية 24

لقد قالها قوم نوح لنبيهم ، وقالها قوم إبراهيم لنبيهم عليهما السلام ، ولا زال بعضا من أبناء جلدتنا يرددون نفس الأسطوانة على مسامعنا اليوم، ويَدّعون أنها فكرا تقدميا أكتشف حديثا في القرن العشرين ليس إلا. لقد آن الأوان،   وذلك أضعف الإيمان ، أن نحترم عقول بعضنا البعض وأيضا  -و هذا الأهم- أن نرفض إملاءات الخارج ، الذي يتربص بنا الدوائر، وتدخلاتهم،  وأن نصنع لأنفسنا وبأيدينا ، حياة سياسية ، تعددية ، وطنية تضم كافة الأطياف والتوجهات السياسية دون إقصاء أو شيطنة لأي فريق، وفق قاعدة عريضة من الإحترام وقبول الآخر، نتفق فيها على الأرضيات المشتركة – وهي كثيرة والحمدلله- ونعذر بعضنا البعض فيما إختلفنا فيه.  

أقول ، أن أوطاننا وأجيالنا مُستهدفة ، ومستقبلنا وثرواتنا مُستهدفة ، وأعداؤنا من الشرق والغرب يخوضون ضدنا حربا وجودية ضروس بكل الوسائل لا ترحم ، تداعوا علينا كما تداعى الأكلة على قصعتها ،  فهل ندرك ذلك، ونرقى بأنفسنا ونترفع إلى مستوى المسؤولية والحوار الناضج؟ ونواجه هذه التحديات الجسام بجبهة وطنية متعددة الآراء والأفكار في الداخل ، لكن موحدة وعلى قلب رجل واحد في الخارج، واضعة مصلحة الأمة والوطن فوق كل إعتبار.

ويحضرني في هذا المقام قول الشاعر حافظ إبراهيم

هَذي يَدي عَن بَني مِصرٍ تُصافِحُكُم    فَصافِحوها تُصافِح نَفسَها العَرَبُ

فَما الكِنانَةُ إِلّا الشامُ عاجَ عَلى               رُبوعِها مِن بَنيها سادَةٌ نُجُبُ

لَولا رِجالٌ تَغالَوا في سِياسَتِهِم               مِنّا وَمِنهُم لَما لُمنا وَلا عَتَبوا

إِن يَكتُبوا لِيَ ذَنباً في مَوَدَّتِهِم            فَإِنَّما الفَخرُ في الذَنبِ الَّذي كَتَبوا

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. دعوة نبيلة من الكاتب الحريص على المساهمة في رفعة الأمة ونهضتها وتخليصها من الهيمنة الغربية التي تتحكم بها منذ قرن من الزمان. يدعو الكاتب الجميع الى “رفض إملاءات الخارج ، الذي يتربص بنا الدوائر، وتدخلاتهم، وأن نصنع لأنفسنا وبأيدينا ، حياة سياسية ، تعددية ، وطنية تضم كافة الأطياف والتوجهات السياسية دون إقصاء أو شيطنة لأي فريق، وفق قاعدة عريضة من الإحترام وقبول الآخر، نتفق فيها على الأرضيات المشتركة – وهي كثيرة والحمدلله- ونعذر بعضنا البعض فيما إختلفنا فيه”.. ولا شك أن الخارج اتبع سياسة “فرق تسد” معولا لتفتيت الأمة وزرع الفتن فيما بينها، بعد أن حصرها في “زريبة سايكس بيكو”، وقام بفرض نموذجه الاستعماري على صعد الثقافة والفكر والاقتصاد والسياسة والتربية والاجتماع، للتوصل الى “تغريب المجتمع” وإلحاقه ذيلا تابعا لقوى المركز الاستعماري.
    وقد عمد الغرب ،منذ اواسط القرن التاسع عشر وعبر شتى الوسائل من المعاهد التبشيرية والارساليات والجامعات ثم المنابر الصحفية، إلى استخدام فريق من أبناء المنطقة ليكونوا حصان طراودة في نشر الدعوة لاقتباس النموذج الحضاري الغربي بعجره وبجره. ثم قام الغرب المستعمر باستصناع طبقة من السياسيين الطامعين في بناء زعامات و أمجاد موهومة مهما تطلب ذلك من تنفيذ سياسات الغرب على حساب الأمة، حتى أصبح قادة الجيوش همهم الأول خدمة السلطة السياسية الموالية للمستعمر مهما تطلب ذلك من بطش وقمع بأبناء الامة، مع الاحترام الكلي للخط الأحمر المتمثل بحماية جرثومة اسرائيل. و لقد شاهدنا في مصر كيف أن القوى الليبرالية الديمقراطية ناشدت العسكر تأجيل الانتخابات النيابية “الديمقراطية” المعبرة عن صوت الناس، وما ذلك إلا إدراكا منهم لشعبية التيارات الإسلامية (التي لم تمتلك مشروعا سياسيا وللأسف ولكن هذه مسألة أخرى يضيق البحث بها)..فهل يقبل العلمانيون عدم الاستنجاد بالغرب المستعمر؟ أو بالبوط العسكري؟؟ هل يكون ولاؤهم لأمتهم قبل ان يكون للغرب العدو؟ أنا مع الدعوة النبيلة التي يوجهها الكاتب فالتناحر بين أبناء الأمة مدعاة لهدم كيانها و زوال أثرها ودوام تحكم العدو الخارجي فيها. ولا يضير تعدد الطروحات والأفكار والآراء متى صدقت النوايا وكانت بعيدة عن الأهواء و الأماني ببناء زعامات وأمجاد فارغة، أثبت تاريخ الاستعمار في رعايتها أنها لا تنتج الا خرابا ودمارا على الأمة. ولا أقلل من عظم المهمة، مهمة بناء جسر من النقاش الصادق المثمر المنتج فالفجوة عميقة و تتطلب جهودا مضنية، ومع ذلك فلا خيار أمامنا إلا هذا السبيل، ورحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، وأول خطوة هو التوافق على التبرؤ من الخارج العدو الذي يتربص بنا شرا ويمكر مكر الليل والنهار للحيلولة دون أن تتحرر الأمة من هيمنته، ومن أن تتبوأ مكانتها اللائقة بها في صدارة العالمين كما شرفها الحق سبحانه بهذه الأمانة (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ ) وااله الهادي الى سواء السبيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى