تحقيقات

سياسة قسد وممارساتها في الرقة

حسام رمضان

كاتب وأكاديمي سوري
عرض مقالات الكاتب

إعدامات ميدانية واعتقالات لعشرات الرجال والشباب وتهجير أهالي بعض القرى والبلدات، هي سياسة قوات “قسد” على أهالي الرقة وريفها، الذين عبّروا عن استيائهم من تصرفاتها التي تجاوزت “القيود الأخلاقية والحضارية”؛ وكذلك فهي تمنع الأهالي في الريف الشمالي من العودة إلى منازلهم، إضافة إلى اتباع سياسة أمنية تقمع كل صوت معارض في محافظتي الحسكة والرقة، الأمر الذي أجج غضب الأهالي والناشطين وجعلهم يطالبون مرارًا بزيادة الرقابة على تصرفات “قسد” والعناصر التابعين لها دون أن تجد هذه المطالب آذانًا صاغية.

ومن سياساتهم التي ينتهجونها في سرقة الشعب مثلاً ،أنهم يقبضون رواتب الموظفين  من أمريكا  بالدولار، لكنهم يعطون الناس الرواتب بالليرة السورية، ومثلاً يعملون على تشكيل حواجز تابعة لقسد تقوم بتشليح المواطنين بحجة مخالفات، لأنّ “المسؤولين  يطلبون عدداً معيناً من المخالفات والمبالغ”.

بالإضافة إلى اختطافهم للشبان في المناطق التي استولوا عليها وذلك لتجندهم في صفوفهم، وزجّهم على جبهات القتال، ومن أمثلة ذلك احتجاز ثمانية شبّان في الحاجز التابع لها في الحي الثاني في مدينة الطبقة في مدينة الرقة، لينضموا إلى عشرات الشبان الذين اقتادتهم من عدّة قرى وبلدات هناك، لينتهي بهم الأمر في معسكرات التدريب التي أسستها في كثير من المناطق التي استولت عليها، وذلك من خلال أساليب متعددة  لاختطاف الشبان وتجنيدهم ، كما يقومون بالمداهمة والتوقيف على حواجزها وحملات الدهم للمنازل لاختطاف الشباب وسوقهم إلى الخدمة قسراً، وكذلك اطلاق حملات ترويجية تحت مسمّى واجب الدفاع الذاتيّ في جميع المناطق التي استولت عليها.

وكذلك وفي ظل البرد القارس الذي جاء مع حلول فصل الشتاء، فقد بات المازوت حلمًا لكل مواطن؛ إذ مازال أهل الرقة يعانون من سوء توزيع مستحقات مازوت التدفئة، إذ مع اشتداد البرد في الشتاء ارتفع سعر المازوت الحر إلى ما يقارب 600 ليرة فيما يسمّى بــ (تجارة الأزمات).

كما تهرَّب الصهاريج التابعة لشركة القاطرجي المتخمة بالمازوت والمشتقات النفطية إلى مناطق سيطرة النظام، فيما يبقى السكان المحليون بالرقة على بصيص أمل على وقع رحمة الفاسدين وأذناب حزب العمال الكردستاني “الكوادر” وعسى ولعل.

ومن انتهاكات مؤسسات مليشيا “قسد” في الرقة والتي تعدّ من ضمن سلسلة الفضائح الأخلاقية والفساد، يقوم عناصر الأسايش والترافيك المنتشرين على حواجز “الجسر القديم- الفروسية- الفرقة 17”  بالاستعلاء على سائقي السيارات المدنيين في أثناء العبور من الريف إلى المدينة بحجج تفتقد قانون أو تشريع لما يسمى عقوبات أو مخالفات؛ حيث يقوم العناصر بسحب أوراق السيارات والهويات والمتعلقات الشخصية، تارة بحجة عدم وجود كفالة وتارة عدم تسجيل أوراق المركبة وتارة اشتباه وتارة أخرى مطلوب للدفاع الذاتي، وسببه الأساس وبحسب تعبير أحد عناصر ميليشيا “قسد” بأن القادة يقولون “خالفوا الناس أقلها كي تطالعوا رواتبكم”. إضافة إلى تغيير كل لوحات السيارات وأخذ  مبالغ كبيرة مقابل ذلك.

هذا بالإضافة إلى الجرائم ضدالإنسانية ، من قمع واعتقالات واغتيالات، ومن قائمة الاغتيالات حادثة اغتيال “عمّار الطه” الذي اغتيل بعد رفضه أن يقوم هو وصديقه باغتيال أحد الأشخاص، في حين نجا صديقه الآخر من محاولة الاغتيال تلك. وكذلك فإنّ عناصر “قسد” تعتقل وتخطف عددًا من الأهالي وتقتادهم إلى جهة مجهولة، إذ عشرات الأطفال الأيتام ومئات الشباب من مخيمات اللاجئين ومناطق شمال شرقي سوريا، وعزلهم في معسكرات تمهيدا لتجنيدهم واستخدامهم في القتال، تمهيداً لسوقهم إلى التجنيد الإجباري في صفوفها أو لطلب فدية مالية مقابل الإفراج عنهم.

وكذلك اغتيال القيادي في “قسد” هافال مظلوم، العامل في “مجلس الرقة العسكري”، خلال وجوده على نهر الفرات في منطقة الحصوة غربيّ مدينة الرقة، ما أدى إلى مقتله من قبل مجهولين. كما أنها تنفذ اعتقالات بحق المناهضين لها بتهمة الانتماء لتنظيم “داعش”، في الوقت الذي تفرج عن عناصر التنظيم بموجب صفقات مختلفة.

وهذه التصرفات والسلوكيات صنعت صدعًا يصعب ردمه بين الأهالي المتمسكين بأرضهم وقيمهم، وبين قوات سيطرت على هذه الأرض بالقوة وتحاول فرض سيادتها مدعومة بقوة غربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى