مقالات

القنبلة الخمينية الطائفية

أسامة الأطرش

عضو المجلس المركزي للكتلة الوطنية الديمقراطية السورية
عرض مقالات الكاتب

ربما أن من يراجع الأربعين سنة الفائتة يصل إلى نتيجة أن منطقتنا كانت آمنة ، لا يشغلها إلا أمران

الصراع مع الصهاينة والاستبداد ..

وإلى جانب هاتين المشكلتين كان ثمة خطر يتهدد الشرق العربي ممثلاً بالشاه الذي يقدم نفسه شرطيًا للخليج ، ويحظى بدعم أمريكا وبعلاقات جيدة مع الصهاينة …

حتى جاء يوم صفق فيه العرب طويلاً فقد ظنّوا أن “غولا” كان يهدد وجودهم قد انتهى ..

يوم أغبر – ربما بات لسان حال من صدّق أن ثورة ضد الشاه وضد الشيطان الاكبر ” أمريكا” وضد إسرائيل قد قامت في إيران ..

ففي مثل هذا الشهر من عام 1979 هبطت في مطار مهرباد بطهران طائرة فرنسيه تحمل على متنها كاهن طهران بصحبة ضابط فرنسي، ولم يكن هذا الكاهن سوى أية الله العظمى الخميني فيما كان على متن الطائرة أيضًا الكثير من مشاريع الفوضى وصواعق الفتنه المعدة بعنايه في دهاليزمخابرات بني صهيون وكهوف ثعالب الأيات العظمى من أحفاد الصفوي،

ومع تلك اللحظه سرت في أوصالنا قشعريرة فطرية بالوراثه أشبه بقشعريرة الغزو الفيروسي للجسم ولم يكن حينها قد نضج في عقول الكثيرين منا وعي الحقيقة؛ وللدرجة التي تمكننا من إنتاج مصل أو لقاح مضاد لهذا الڤيروس! وللإنصاف لابد أن نشير إلى أن قادة العراق -حين ذاك – ومعهم العديد من الأحرار العرب كانوا واعين لهذا الحدث الجلل وما سيعقبه من مصائب ،وأن الحيه أ”م راسين” قدخرجت من جحرها لتطل على أمة العرب برأسيها الشعوبي والمذهبي الصفوي ،وإن كانت تنقصهم أنذاك القدرة على التنبيه أو الصراخ في ظل حالة هستيرية من التأييد والتطبيل والتزمير فرحًا بسقوط شاه إيران، وللأسف لم تتخلف حينها عن الكرنفال الإحتفالي بهذا السقوط العديد من فرق الدبكة القومجية وبهلوانات الرقص الماركسيهة،ومنشدي الزوايا والمدائح الصوفية، وبدأت خيوط المؤامرة على بني يعرب، وعلى الإسلام تحاك في ظل أغلبية مغيبه وأقلية متوجسة وحذرة وكانت أولى نفثات تلك الحية هو تصدير الثورة الخمينية إبتداءً من هدم السور العراقي وصولاً لبلاد الشام وشواطئ البحر المتوسط ،وإلى حيث تستطيع إمبراطورية الحلم الفارسي القديم المتجدد أن تتمدد وتصل على مساحة جغرافيا أمة العرب !

لقد بدأت على الفور ورشة هدم الأسوار الشرقية للأمة بدءًا بالهستيريا الإعلامية المذهبية الخبيثة ،وبها ومن خلالها ارتفعت الصيحات الداعيه لإسقاط البعث الكافر في العراق مع التحالف – طبعًا – مع البعث العربي المؤمن في سوريه لصاحبه حافظ الأسد ! وبات واضحًا أن المعركة أو الحرب واقعة لامحالة ولم يتبق غير تحديد الميدان والزمان وعن هذه الحرب ،ودور النظام الأسدي الطائفي فيها فإن الحديث يطول..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى