ثقافة وأدب

كرامةٌ لا تَنحني

إسماعيل الحمد

شاعر وأديب سوري
عرض مقالات الكاتب

هَلْ في الأساطيرِ فيما خرَّفت خَبرٌ

عن كهفِ غولٍ تَداعَت فيه آجالُ ؟

أم جاءَ فيها حديثٌ عن ممانعةٍ

فيها الممانعُ أفّاكٌ ودجّالُ ؟

وهل دَهَى الناسَ داءٌ حكّموهُ بِهم

حتَّى أُقيمَ لذاكَ الدّاءِ تِمثالُ ؟

سلِ البيوتَ عن التّعفيشِ هل حفِظت

أبوابَها مِن مغولِ العَصرِ أقفالُ

في أيِّ شرعٍ قرأتُم يالصوصُ ومَن

أفتَى لكم أنَّ عَفْشَ البيتِ أنفالُ ؟

وهل بها لعبةٌ لِلمَوتِ يلعبُها

جيشٌ وأعداؤُه غِيدٌ وأطفالُ ؟

وهل بها فكرةٌ في القَتلِ قد وصلَت

أنْ قد يُدَوِّي من البِرميلِ زلزالُ

سلِ السّجونَ التي ضاقَت بمَن أكلَت

وذاعَ فيها لِمَوتِ النّاسِ أهوالُ

سَلِ (القطيفةَ) أو ( نَجْها ) وغيرَهما

كم سادَ فيها علَى الأحقادِ قَتّالُ

كم حُرَّةٍ في صباها غَالَها نَغلٌ

كانَت لها مثلَ كلِّ الناسِ آمالُ

وكَم تَناهَى إلى أشداقِ مقبرةٍ

في ميعةِ العمرِ عِندَ الفجرِ أشبالُ

وكم تنكَّر في ثوبِ البطولةِ مَن

قد أنكَرتْهُ بطولاتٌ وأبطالُ

سلْ أمّةً سطّرت تاريخَها بدمٍ

قانٍ وما برحت ، والجرحُ سيّالُ

أيَستقيمُ لها أمرٌ لِمُرتَهنٍ

لِكُلِّ غازٍ عَلَى الأنقاضِ يَخْتالُ ؟

وهَلْ تَقرُّ عُيونُ الفاتحينَ بها

ولِلغزاة بها في الشَّرِّ أحوالُ ؟

سَلِ العُصورَ التي وَلَّت بِما حفِلَت

ومَرَّ فيها على الأقدارِ أجيالُ

هل كان فيها أبو ريغالَ محضَ صدًى

أم كلُّ عَصرٍ به لِلْغَدرِ رِيغالُ ؟

ووصمةُ العارِ والإجرامِ مذْ عُرفَت

هل مرَّ فيها كهؤلاءِ أنذالُ ؟

فِرعونُ ولَّى وهولاكو وغَيرُهُما

وهؤلاءِ على الإجرامِ مازالوا

لِلهِ شَرًّا جَثا في الشامِ يَمضغُها

بِفَكِّ غُولٍ بَرَى نابَيهِ مُحتَالُ

إنْ واجَهَ الشَّعبَ ليثٌ لايَخافُ ، وكَمْ

أصابَه إنْ زَقا ( بوتينُ ) إسهالُ

أنيابُه بالدَّمِ المُهراقِ غارقةٌ

تَسيلُ مِنها على شدقَيْهِ أمصالُ

لَم يَبقَ في الشَّامِ مايَحيا الكرامُ به

والمَوتُ فيها على الإجرامِ أشكالُ

بِالقَمحِ والخَيرِ كم غصّت مخازنُها

والناسُ فيها على الأرزاقِ أرتالُ

فَأغرقوها بفَقرٍ لاقرارَ لهُ

وأتْخَمَتهُمْ بِها في النَّهبِ أمْوالُ

والشام ماسامها ذلًّا بَنو بَشَرٍ

وإنَّما سامَها بالغَدرِ أبغالُ

وَكبَّلوا مِعصمَيْها بالقُيودِ فَما

أحنَى كرامتَها الشَّمَّاءَ أغلالُ

أيّانَ أستوقِفُ الدُّنيا على طَلَلٍ

بَكَت عَلَيهِ من الأوْجاعِ أطْلالُ ؟

ماكُنتُ أزجي قَوافي الشِّعرِ أغنِيةً

ألحانُها لمْ تكنْ لِلشَّامِ مَوّالُ

فَهلْ سأطْوي المَآسي ياشَآمُ علَى

مَاقالَ فيكِ الهَوَى شِعرًا وما قالوا ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى