مقالات

لايخرج العفاريت إلّا من أحضرها ؟!

د. صلاح قيراطة

كاتب وباحث سياسي
عرض مقالات الكاتب

نعم هكذا هي طبائع الأمور وهكذا هي صيرورتها، فمن أوجد ( تنظيم الدولة ) له أن يحلّه، أو أقله أن ينهي مهامه، فليس لهذا التنظيم القاتل أن يستمر هكذا من بنات أفكاره، فهو أولاً وأخيرًا عبارة عن مزيج مخابراتي قوامه وحدات خاصة مدربة بمهارة على صنف من صنوف القتل المروع والمريع لكن على طريقة ( بندقية للإيجار ) وعليه لن ينتهي دوره في سورية حتى تأتي المخططات التي تم استدراجها بارتكاب أو بغباء من قبل ( دولتها العميقة )، حتى تأتي أُكلها، فقد غاب عن هذه الدولة ( أ – ب ) التحليل العسكري الذي يفترض فيما يفترض تقدير الموقف قبل اتخاذ أي قرار، طبعًا بعد بعض من الاجراءات الضرورية ومنها حتمًا وضع كل الاحتمالات، وقد نسوا أن ماكان مناسبًا يومًا في الثمانينات وقد طبّق في حماة لايمكن أن يناسب في كل محافظات القطر حيث كان مسرح العمليات بدءًا من العام ٢٠١١ حيث كانت المواجهات.
أذكر هنا ؛أنه وبعد مذبحة حماة التي ارتكبها المجرمان “حافظ – رفعت “بعدة أشهر قال مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الاوسط وقتها :
( تناهى إلى مسامعنا أن أحداثًا مؤسفة كانت قد وقعت في المنطقة الوسطى من سورية )
نعم لقد غاب عن أذهان أركان الدولة العميقة لسورية ( أنّ لكل زمان دولة ورجالًا ) وأن ماكان مناسبًا بالأمس لايصلح لماهو عليه حال هذه الأيام فكان القرار الارتجالي الذي مضى بسورية حيث هي الآن لجهة الموت والدمار وخراب الديار، مسجلة بذلك أبشع كارثة انسانية عاشها شعب بعد الحرب العالمية الثانية حسب تقارير المنظمات الأممية المعنية …
والآن ومع إدارة بايدن نعود لجهة التضليل السياسي إلى المربع الأول ،وعلينا وفق ماهو بيّن فأمريكا هي أمريكا ( أيها السادة ) وهي خير من لعب سياسة مستندة إلى قوة عظمى اقتصادية فعسكرية ووحدهم هم أصحاب العقول الغبية والصفات النرجسية من لايتعاملون معهما منطلقين من هذه الجزئية!
ففي سياق سياسة الإدارة الجديدة لجهة التواجد العسكري الذي يأتي في سياق ( الشرق الأوسط الكبير ) فقد قال المتحدث باسم البنتاغون ( جون كيربي) إن وجود القوات الأميركية في سورية سوف يستمر، طالما هناك تهديد من جانب ( داعش ) !
وأنا أقول: إنّ ( داعش ) سيبقى موجودًا طالما انتم موجودون وراغبون في البقاء، والبادي أن بقاءكم يمضي صوب الديمومة وصولاً ( للاعتياد )
أضاف كيربي أن ( وجودهم في سورية صغير وهو يركز على ملاحقة داعش بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية ( قسد )…
وأيضًا هذا يعني ان ( قسد ) ستظل موجودة والخشية كل الخشية أن تكون نذير جسم انفصالي حيث هي الآن مسيطرة على الجغرافية المفيدة من سورية حيث النفط والغاز والماء والغذاء، ولا يستبعد ان يكون هذا ولو بشكل غير معلن تهيئة لإقامة كيان شمال شرق سورية كما الكيان الصهيوني جنوبها، لاسيما أن كثيرين لم يتفقهوا بعد في مرامي ( الشرق الأوسط الكبير ) الذي يرنوا الى تفتيت المنطقة واعادة رسمها على اسس عرقية ودينية وطائفية وقد ساهمت ايران بشيء من هذا حيث وطأت اقدام ميليشياتها الطائفية مبررة للكيان وجهته لإعلان دولته اليهودية وهنا ( مربط الفرس ) الذي يشكل ( شر البلية )، وهنا لابدّ من القول وعلى رؤوس الأشهاد اأ بعضا من “أكراد سورية “لايزالون يطمحون بإقامة كيان قومي لهم كما هو حال الدولة العبرية …
هذا وكان المتحدث العسكري الامريكي قد أشار إلى أن تهديد ( داعش ) تقلّص كثيرًا خلال السنوات الماضية، لكنه لا يزال موجودًا وتابع طالما كانت حاجة لنا لمواجهته، فسنستمر!
وعليه فقد أكدّت وزارة الدفاع الأميركية أنها تراقب عن كثب التهديد الذي تشكله إيران على المنطقة، رغم سحبها مؤخرًا حاملة الطائرات الأميركية نيميتز من المنطقة…
وبين كيربي أن الوجود العسكري الأميركي في المنطقة، سيكون داعمًا للدبلوماسية التي ستتبعها إدارة بايدن.

ويبقى السؤال ؛ إذا كانت إيميلات كلنتون المسرّبة قد كشفت دور أمريكا في صناعة داعش بالتعاون مع إيران ونظام المالكي ، فهل سيعود الفرقاء لإعادة داعش بقوة لدعم الضلع الرابع في التأسيس وهو النظام الطائفي في سورية الذي جاء داعش لإنقاذه ؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى