تحقيقات

أحوال البلاد والعباد… من حظيرة أسد إلى الجوﻻني ماذا تغيّر؟

فراس العبيد – رسالة بوست
لم يتغير شيء باختصار شديد، بل على العكس، نفير الناس للجهاد أو المواطنة، تراجع لصالح ترسيخ عقلية أمنية تتسلق على القمة تارةً باسم العلمانية آل اﻷسد، وأخرى على حساب الدين “الجوﻻني” وصبي بريمر “أبو ماريا القحطاني”.
ذورة السنام:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ “رأس اﻷمر اﻹسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد” رواه الترمذي، وقال؛ “حديث حسن صحيح”.
وصعود الجوﻻني أشبه بأستاذه البغدادي فاﻷول مرّ من اﻷعلى كما يمر السهم، والثاني سقط من اﻷسفل، ويوشك أن يرعى خارج المحظور، ويكون كالتي نقضت غزلها من بعد قوةٍ!!
أمّا أسد، فقد سقط وأبيه منذ “مجازر حماة” التي مرت ذكراها يوم أمس، وليس بحاجةٍ للمزيد من تعليق.
حظر السلاح:
حكومة اﻹنقاذ التابعة للجوﻻني، حظرت أو فرضت منع بيع السلاح، في قرار “غامض” حيك بليل، وإن بدا كما يقال “كلمة حق أريد بها باطل”؛ فالمنطق يقول، “منع بيع السلاح في المدن” أو وسطها” وليس “حظرها”، ما يثير الريبة في منطقة غير مستقرة عسكريًا، وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم “حمل ولو حديدة للدفاع عن النفس” في مثل تلك اﻷحوال، وحيازة السلاح ضرورية في هذه الأوقات.
أضف لما سبق؛ أن المنطقة مهددة في كل لحظة بهجمة عسكرية من النظام وميليشياته، فهل بإمكاننا اﻻستغناء عن السلاح؟، خاصة أن هناك عشرات المجموعات المقاتلة على الجبهات تعتمد في شراء الأسلحة والذخائر على هذه المحلات.
ولا ننسى أن حالة الفلتان الأمني التي تشهدها المنطقة تستلزم حمل السلاح، وطريقة الحصول عليه هي تلك المحلات.
بالتالي؛ فإن الحكمة من القرار حصره أي السلاح في أيدي جهة وحيدة وهي المتحكمة في المنطقة، ومن ثم تجريد الأهالي حتى من سلاحهم الفردي، وتدريجيًا هي عملية بدأت من طرف حكومة اﻹغراق (اﻹنقاذ) تحت مسمى “منع المظاهر المسلحة”.
ونص قرار حكومة “الإنقاذ” على إغلاق جميع محلات تجارة السلاح، وسحب رخصها، ضمن مهلة تنتهي في منتصف شهر شباط/فبراير القادم، تحت طائلة المساءلة القانونية والإحالة إلى القضاء، ومصادرة بضاعة المحل المخالف وتشميعه.
وتضمن القرار عبارة قالت فيها الحكومة إنها ستدرس حيثيات هذا الموضوع (تجارة السلاح) من كافة النواحي، وأهمها حفظ سلامة السكان المدنيين، دون أية إشارة إلى نقل المحلات لمناطق مخصصة، أو ترتيب أية إجراءات بديلة، الأمر الذي فهمه بعض المراقبين بأنه إشارة إلى احتمال منع تجارة السلاح بصورة مطلقة، في المنطقة.


خبز مفقود.. وأمن موجود:
والعنوان السابق؛ يلخص باختصار حال البلاد في مناطق ميليشا أسد، وﻻ جديد، فالخبز مفقود وعنصر الأمن (المخابرات) موجود، حيث تؤكد التقارير اﻹعلامية الموالية، توقف أفران الخبز عن العمل منذ أربعة أيام بسبب نقص الطحين، بينما أشارت مصادر في السورية للمخابز بأنها تحاول إدارة الأزمة من خلال توفير نحو 60 بالمئة من احتياجات الأهالي، مشيرة إلى أن كميات الطحين المتواجدة لديها لا تكفي سوى لبضعة أيام وأنها تنتظر التوريدات الجديدة!!
واستكماﻻً للمسرحية الهزلية، تتابع وسائل إعلام أسد التهليل والتطبيل لأجهزة الأمن التي تعمل وتسهر للقبض على “الفاسدين والمتلاعبين” المدانين ببيع الخبز والمواد التموينية خارج إطار البطاقة الذكية.
وعنوان المسرحية؛ “العين الساهرة… الشرطة في خدمة الشعب”!!
وأقرت في وقتٍ سابق صحيفة “الوطن” الموالية، أن انتظار ربطة الخبز أصبح يمتد لأكثر من خمس ساعات، ولا يستطيع الحصول عليها إلا من يحالفه الحظ، فيما الخبز متوفر على الأرصفة بالقرب من الأفران، بسعر 750 ليرة للربطة، وفي الأفران السياحية بـ 1400 ليرة للربطة.
كما أقرت ذات الصحيفة أن عشرة أفران في ريف دمشق، أغلقت أبوابها لعدم توافر الطحين، وانخفضت مخصصات أفران أخرى إلى النصف.
وبحسب تقرير للصحيفة نفسها، فإن كميات الطحين المتواجدة في الكثير من الأفران، لا تكفي سوى ليومين فقط، نقلاً عمن وصفته مصدر في السورية للمخابز.


طبيب سوري ناجح:
وفي سياق متصل بأحوال البلاد والعباد، نشرت صحيفة “تشرين” الرسمية الموالية، تحت عنوان؛ “طبيب سوري ينجح في إجراء عملية زراعة قلب نوعية في أمريكا”.
ونقلت “سانا” المطبل الرسمي للنظام، عن الطبيب السوري الذي أجرى العملية قوله؛ “إن الانسان السوري مبدع ومجتهد أينما حل وفي جميع المجالات وسورية تستحق التطور والتقدم معرباً عن أمله بأن يقوم بمثل هذه العمليات في وطنه الأم سورية”.
والمضحك المبكي أن السوري ناجح خارج “حظيرة اﻷسد” التي ينادى فيها للمواطن كـالبهيمة خلف نافذة “اﻷمن الجنائي” لاستخراج ورقة “غير موظف” أو “ﻻ حكم عليه”، وكل سوري خسر في “سوريا اﻷسد” و”انتصر خارجها” عندما ابتعد عن اﻻبتزاز والفساد والرشوة…إلخ.

وبالمحصلة؛ رأس اﻷسد والجوﻻني خربا البلد، والفارق تلاشى بعد أن خلع “الجوﻻني” عمامته ومعطفه العسكري، وخرج بالثياب العصرية “دون ربطة عنق”، ستوضع له لاحقًا، وسخرت منه اﻹدارة ﻷمريكية عبر تغريدة لبرنامج “مكافآت من أجل العدالة” التابع للخارجية اﻷمريكية.
قال تعالى: ((ولن ترضى عنك اليهود وﻻ النصارى حتى تتبع ملتهم))البقرة: 120.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى